سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6060 - 2018 / 11 / 21 - 14:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أيٌّ بلاد هذه .....
8/9
قال عبدالرحمان الكواكبي : " أشد مراتب الاستبداد ، هي حكومة الفرد المطلق ، الوارث للعرش ، القائد للجيش ، الحائز على سلطة دينية " .
أيُّ بلاد هذه ...
التي ....
يخيم فيها الخوف
وينعدم الأمن
ويختفي الأمان
ويُهدد الاستقرار
أيُّ بلاد هذه ...
ودروبها مظلمة
وأزقتها ملغومة
وحيطانها محروسة
وكل شيء فيها مراقب
وكل شيء متحكم فيه
بالزّرِّ والأمر
مُخبرين بالمجان
منهم حارس العمارة
وصاحب الدكان
بوليس وجدرمة في كل مكان
وأين ما رحلت ومررْت
مخبرون ورائك ... كلاب من نوع خاص
من فصيلة الْبِيتْبِيل والرُّوتْ
شرسة عدوانية
تصاب بالسعار
وبالهستيرية
لتشرع في أكل جراءها
قبل ضحاياها
وطابور من الجيش الرديف
والأحزاب العميلة والنقابات الذَّيْليَّة
وحتى العيّاشة والشّمْكارة
أبلاد هذه .....
أم بقايا أساطير من الشرق القديم ؟
.......................................
أيُّ بلاد هذه .....
وأنا كلما رفعت يدي للسلام على الناس
تذكرت أنّ الحقائب مازالت ملفوفة
وان النسيم خلا من رائحة الجثث المتروكة
في ارض بلاد قابلة للنسيان
............................
يتبعني ظلّي ..
أحاوره كالمجنون لأقنعه
أن الرحيل الى مدن أخرى
وبلاد أخرى
أفضل من مشهد مقبرة
تزحف يوميا لتصحِّر هذا العالم
يتبعني ظلي ....
انّ المدينة او المقبرة او العدّائين
او الذكرى ... سوف تلحقك أينما ذهبت
ورحلت
فهذه الجثة البيضاء .. بلادنا
لم يزل فيها لبنٌ على حواف الثكنات
وفيها تعددت أوجه الموت والموت واحد
وعلى ضفافه تجري الحياة .
هذه بلادنا .. تعبت من هوانا وهوَانُنا
وخوْفنا وجُبْننا
ما أحقرنا ما أحقرنا
نحن شعب ام امة من الجبناء
سئمت منّا بلادنا
سئمت من تخاذلنا وانبطاحنا
فولَّت وجهها عنّا
عابسة قمطريرة
فأقْفرّت وصُنّفت بين الوحوش
بلاد هذه ..... أهي بلاد قابلة لنسيان ؟ .
( يتبع )
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟