أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصارعبدالله - غسيل الحكام !














المزيد.....


غسيل الحكام !


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 1516 - 2006 / 4 / 10 - 08:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أستأذن القارئ فى أن أضيف إلى قاموسه السياسى مصطلحا جديدا،أطلقته على إحدى الظواهر التى تنفرد بها بعض دول العالم الثالث، ألا وهو مصطلح "غسيل الحكام"، الذى سوف أستخدمه قياسا على "غسيل الأموال"،... وأقصد بهذا المصطلح: ( أىغسيل الحكام) أقصد به القيام بإجراء معين ذى طابع دستورى ظاهريا، أو مجموعة من الإجراءات الصـورية التى تستهدف فى مجموعها إضفاء الشرعية على حاكم نجح فى الوصول إلى السلطة بطريقة غير شرعية أو بطريقة غامضة مجهولة التفصيلات!.... ولعل أبرز الأمثلة على ذلك أن ينجح واحد من المغامرين من ذوى الرتب العسكرية الكبيرة(أو الصغيرة أحيانا) فى الإطاحة بالحاكم الراهن فى دولة معينة فإذا لم ينجح الحاكم الراهن فى الفرار، فإنه يتم اغتياله فى أغلب الحالات أو سجنه وتعذيبه فى حالات أخرى أونفيه إذا كان سعيد الطالع فى حالات ثالثة،... بعدهذا تبدأ المراحل التمهيدية لعملية الغسيل حيت يترأس المغامر مايطلق عليه "مجلس قيادة الثورة" فى محاولة لإيهام عامة الناس أن ما حدث ليس إلا ثورة من جانب الجماهير(الذين هم عامة الناس أنفسهم ) ضد النظام الراهن! وأن دور المغامر هو مجرد قيادة إحدى طلائع هذه الثورة ، ومن الجدير بالملاحظة هنا أن بعض المغامرين يكتفون بهذه المرحلة التمهيدية من مراحل الغسيل حيث يظلون طوال حكمهم رؤساء لمجلس قيادة (الثورة) باعتبار أن أية ثورة هى فى حد ذاتها مصدر لكل أشكال الشرعية ولا تحتاج من ثم إلى أى مصدرآخرلكى تستمد منه هى شرعيتها ، أما أولئك الذين لايقنعون بالشرعة الثورية فإنهم ينتقلون إلى مرحلة أخرى من مراحل الغسيل حيث يعلنون أنهم سوف يسلمون السلطة إلى الشعب لكى يقوم بنفسه بوضع دستوره الجديد وإنشاء مؤسساته ثم اختيار حكامه من خلال تلك المؤسسات ، وبالفعل يتم وضع الدستور بمعرفة لجنة يعينها الحاكم الجديد نفسه ويتم طرح الدستور على استفتاء( شعبى) لا يقبل عليه ولا يشارك فيه فى أغلب الحالات سوى بعض كبار الموظفين ورجال الشرطة ومع هذا فإن النتيجة التى يتم إعلانها عادة فى مثل هذه الحالات هى أن الاستفتاء قد شارك فيه 99% من المقيدة أسماؤهم فى جداول الانتخابات وأن 99,99% قد قالوا نعم !،(الغريب أن بعض الدساتير كثيرا ما تكون فى حد ذاتها جيدة جدا ولكن المشكلة هى أنه لاأحديذهب لكى يقول لا أو نعم لأن الجميع يعلمون أن ذهابهم لن يغير شيئا فى الواقع)، بعد هذا يرشح الحاكم الراهن نفسه، أو يوعز إلى بعض التابعين له بترشيحه لمنصب رياسة الدولة ثم يطرح اسمه على الاستفتاء (الشعبى)، وسواء كان هو المرشح الوحيد كما فى بعض الدساتير أم منافسا لمرشحين آخرين (صوريين غالبا)،كما فى دساتير أخرى ، فإن النتيجة المتوقعة هى فوزه الساحق طبقا لبيانات وزارة الداخلية التى يشرف عليها عادة واحد من أقرب أعوانه ! وهكذا يتم غسل الحاكم تماما ويتحول من حاكم جاء على أسنة الرماح أومن حاكم لا يعرف أحد كيف جاء ، إلى حاكم جاء بأصوات الغالبية الغالبة من المواطنين الذين قالوا له فى صوت واحد: "نعم00 نعم"،،،،تماما كما تتحول الأموال التى جاءت من تجارة المخدرات أو الرشاوى أو السلب والنهب والإبتزاز، تتحول إلى أموال (مشروعة) جاءت من عائد شركات وهميةأو من أرباح صفقات صورية تم تسطيرها على الورق دون أن يكون لها مقابل فى أرض الواقع0
ومن الجدير بالذكر هنا أن نشير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية (التى تنتحل لنفسها دور الراعى الأول للديموقراطية فى عالمنا المعاصر)، من الجدير بالذكر أنها الشريك الخفى الأول (وأحيانا الشريك المعلن) لأغلب عمليات غسيل الحكام التى جرت فى النصف الثانى من القرن
العشرين فى القارات الثلاث تعيسة الحظ (آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية) حيث قامت بإجهاض الكثير من التجارب الديموقراطية الناجحة التى جاءت بحكام يحظون بالتأييد الكاسح لشعوبهم على يد انقلابات دموية قامت المخابرات الأمريكية بالتخطيط لها وتمويلها: سرا فى بعض الحالات وعلانية فى حالات أخرى ، وهذا لاينفى أن الولايات المتحدة كثيرا ما وقفت ضد محاولات غسيل حكام بعينهم عندما حاول هؤلاء الحكام أن يتهددوا مصالحها، وفقط عندما يتهددون مصالحها، أما فيما عدا هذا فإن سائرالشواهد التاريخية تؤكد بما لايدع مجالا للشك أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب أى انقلاب ترى فيه تأمينا لمصالحها، وهى تدعم قائده حينما يحتاج إلى الدعم وتساعد على غسله عندما يحتاج إلى غسيل وتتخلى عنه عندما يلوح فى الأفق بديل أكثر فاعلية وكفاءة حتى وإن كان أكثر إرهاقا فى عملية غسله!! ، ومع هذا يبقى فى النهاية أن نقول إنه إذاكان كل شئ قابلا للغسيل فى بعض دول العالم الثالث بدءا من الأموال وانتهاء إلى الأشخاص،..... إذا كان كل شئ قابلا للغسيل فى تلك البلاد فليس كل شئ فيها قابلا للنظافة0



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا وزن لنا إلا
- أرباب النوابل
- الليل يطارد طفلا فى الليل
- الفسادات
- الشهيد الحادى عشر
- هؤلاء التعساء
- ولد الضايع
- إلى الشاعر الذى لم يعد يكتب إلا للصغار
- زمن 00ما
- الميراث -قصة قصيرة
- هويدا طه
- المبارزة
- الشحاذ-مسرحية شعرية نثرية من فصل واحد
- موعظة أخرى على جبال هذا الزمان
- النجل والنجلان
- أنا أرى .. إذن أنا..
- الناس والكلاب
- يافرحتنا بوزراءإعلامنا
- قانون بقاء الجرح
- حكاية المادة 77


المزيد.....




- -العين بالعين-.. كيف سترد الصين على أمريكا بعد فرض ترامب رسو ...
- ساعة رونالد وثمنها بلقطة مع تركي آل الشيخ بحلبة UFC
- دراسة صادمة .. الأرض قد تحتوي على 6 قارات فقط!
- قوانين جديدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي تدخل حيز التنفيذ في ا ...
- تسع دول تشكل -مجموعة لاهاي لدعم فلسطين-
- وفاة الرئيس الألماني الأسبق هورست كوهلر
- مهاجم مدرسة قازان أراد تدميرها بالكامل
- دراسة جديدة تفنّد الفرضيات السابقة حول علاقة صحة الأم باضطرا ...
- من السلطان سليمان إلى أردوغان: تطور الاستخبارات في تركيا
- عصر القطب الواحد انتهى – ماذا ستفعل الولايات المتحدة؟


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصارعبدالله - غسيل الحكام !