مسامير جاسم المطير 1112

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1516 - 2006 / 4 / 10 - 08:57
المحور: كتابات ساخرة
    

مسامير جاسم المطير 1112
بعض الحكايات عن السلاح والتعاسة ..!
نحن اليوم نعيش الذكرى الثالثة لسقوط الدكتاتور في بغداد يوم 9 – 4 – 2003 .. نحن في زمن الأسئلة الكبيرة عما حدث وعما يحدث في بلادنا وبلا أجوبة حتى ولو صغيرة ..! هل نحن دخلنا إلى عصر الديمقراطية حقا أم دخلنا عار العصور ..؟ هل دخلنا عصر الكرامة الإنسانية أم نحن نشاهد ، كل يوم وفي كل مكان ، كيف تهدر الكرامة العراقية ..؟ هل بقيت لدينا عيون كي نرى ماذا حلّ بالمرأة العراقية وهي ربة كل البيوت العراقية .. هل نعي أن الإنسان العراقي ما عاد إنسانا ، بل هو يعود تدريجيا إلى أصله الشمبانزي ..!
لا حاجة لذكر المشاهد والشواهد فيكفي مشاهدة الإنسان العراقي يركض في الشوارع والأسواق للحصول على مستلزمات معيشته في هذه الأيام التي باتت أسعارها تحرقه حرقا .. وتجعله يرفع صوته عاليا إلى السماء : يا ربي لمَ خلقتني في زمن حرية ارتفاع الأسعار ..!
ارتفعت أسعار كل المواد في بغداد بنسبة 100 بالمائة هذا الشهر عن الشهر الماضي .. مثلا ارتفعت أسعار الحمير والخيول الصالحة للنقل بنسبة 78 بالمائة بسبب عدم صلاحية البيكبات من نوع تويوتا ودا تسن التي تواجه نقص البنزين وصعوبة الحصول عليه بالسوق البيضاء والسوداء ، كما ارتفعت أسعار " الجولة " أي الطباخ الصغير من موديلات القرن العشرين بنسبة 64 بالمائة بسبب الإقبال عليها بعد توقف التعامل بسوق البورصة البغدادية لقناني الغاز التي تواجه شحة شديدة في الساحات المحيطة بالبانزينخانات و محطات التعبئة الحكومية والأهلية ..!! كما ارتفعت أسعار الستائر المستعملة التي تباع في أسواق الجمعة بالبياع وبغداد الجديدة وحي دراغ ، كما رفع الاسكافيون أسعار تصليح الأحذية بنسبة 91 بالمائة ..! وارتفعت أسعار التنانير الفخارية بنسبة 152 بالمائة بسبب توقف الكثير من المخابز عن عجن الطحين..!
لا بد من القول إن هذه الأرقام في زيادات الأسعار تشمل محافظة بغداد فقط ، وقد حصلنا عليها من مراسلنا بوزارة التخطيط التي تتابع باستمرار تنامي هذه الظاهرة ..! لكن سيادة مراسلنا ــ حفظه الله ورعاه ــ لم يزودنا بمستويات الأسعار وارتفاعاتها في المحافظات الأخرى بسبب انشغال جميع كوادر وزارة التخطيط ب" التخطيط " لاجتماعات القادة المهتمين بتشكيل الوزارة الدائمة الجديدة لكي تتفرغ الحكومة الجديدة لتخطيط وسائل توفير المواد الضرورية للإنسان الديمقراطي الجديد والتخطيط بصورة مركزة للمحافظة على مستويات أسعار السلاح الأوتوماتيكي والرشاش التي قفزت قفزات جنونية غير معقولة ..!
أفادنا مراسلنا أن أسعار المسدسات الأوتوماتيكية ارتفعت من 325 دولار من نوع 9 إلى ألف دولار ، وإلى 1350 دولار من نوع 13 حيث باع مراسلنا يوم أمس مسدسه بهذا السعر نظرا لحاجته الماسة لتوفير بعض أغراض زواج أبنه العاطل عن العمل .
أما سلاح الرشاش من نوع بي كي سي فقد ارتفع من مليون دينار عراقي في بورصة 17 – 3 – 2006 إلى ثلاثة ملايين دينار عراقي في ساعة إغلاق بورصة يوم 6 – 4 – 2006 ومن المتوقع ارتفاع الأسعار مع ساعة افتتاح البورصة يوم غد ..!
حين سألنا مراسلنا عن أسباب هذه القفزات الجنونية في أسعار الأسلحة ، أجابنا المراسل :
ــ وهيه دي عايزة كلام ..!
ثم شرح الموقف بأن السبب الرئيسي والوحيد هو ظاهرة تعجل الكثير من الميليشيات والجيوش السرية بتطوير نفسها وإمكانياتها الميدانية ومضاعفة قدراتها التسليحية بعد تيقظ كافة النسور الطائفية من رقادها وسباتها وفي أنحاء العراق كافة لتحقيق شعار ( إن الله مع الغالبية القوية ) ..!!
**********************
• قيطان الكلام :
• من يملك دموعا في عينيه فليسكبها على حال الإنسان العراقي .. وسوف يهبه الله قصرا في الجنة..!
************************
بصرة لاهاي في 9 نيسان 2006

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات