أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الشيدي - زنبق الماء - إثم اليباس














المزيد.....


زنبق الماء - إثم اليباس


فاطمة الشيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1516 - 2006 / 4 / 10 - 09:04
المحور: الادب والفن
    


إلى: الماغوط
هكذا رحلت ..
بكل سكينة الأولياء والأطفال
لم تك عاشقا
فرغت للتو من مهمتك الجميلة
أقرضت اللغات كل بهاء الطفولة
وأطواق الياسمين
ثم رحلت كآخر المسافرين على جنح رخ عتيق نحو مدائن الشعر
عانقت الموت بالدفء والحميمية التي تستحق
وكنت قد أوقدت كل شموع اليقين ساخرا
وهززت المساءات من أكتافها لتنبه طاقاتها الغفل
وأستويت
هادنت “نيسان” شهر الأكاذيب والحب
لينشر موتك مع تفتح وردة
أو على جنح فراشة خرجت للتو من الشرنقة
أشهرت في وجهه غيوم الوجد الظاميء
وحنيت الغابات المدلهمة في دمه بنكتة خارجة
فضحك وغبت
انسللت من دم اللغات و من مساحات العبث
هادئا كمسيح
ولم تأبه إلا لدخان عشيقتك الخرساء
وكآخر سلالات الأحياء والشعراء والموتى
عانقت الشعر لتدلل حرائق الشوق في رئتيك
أبحرت على نقطة سقطت من إحدى نصوصك
نحو فجر رسمته عند غياب القمر
خفيفا رحلت ، كمجرد ضحكة رائقة
تحسست جلدك ، كان ثمة أطفال ، وأوطان وزهور ونساء
غرغرت بما تبقى من قصيدتك الأخيرة
وصمت
2)
اللغة خلعت أصابعها صلاة عند جثمانك
تنهدت المعاني الحيرى على بابك
فمن سيتكفل بعد بابتكاراتها الموجعة؟
ومن سيدغدغ الأشياء الهشة والعفوية لتتشكل نصا يعجب الزراع ؟
ومن سيكور الحروف بعذوبة طفل ينفخ بالونة ويهبها رشوة للسماء
كي تصنع له أمه قطعة حلوى كبيرة
أو كي ينجو من عقاب مدرس القواعد ..؟
ومن سيعتق الكلمات لتغدو مادة صالحة لصوغ عبارة غير صالحة
لخائن الخيانة بين يدي وطن لايصلح إلا أن يكون نخبا .. ؟
ومن سيزرع الحشائش عند مستوى الأفق
ويجعل بين السماء والأرض جسرا من الغيم والياسمين ؟
ومن سيكمل ما تبقى من كلام لايزال يتعلم كيف يحبو عند مدارج الصمت
ليمشي إليك طريا لايقال ؟
ومن سينقذ اللغات التي ستغرق في حليب المتاهات
حين تغص بالحشرجة؟
ومن سيقايض الرسالات على فوضى المعاني حين تتبخر بالحنين
وتقصى روائح الأشياء إلى مبتداك؟
ومن سيقاضي العصافير على أغنية استباحت دماء الشعر عند المساء
بين يديك ؟
ومن سيغلق أبواب الكلام المنفتحة على بهاء العبارة
وهي تنتظر النقطة والفاصلة ؟
ومن ……………؟
ومن …………………؟
ومن……………………..؟
واللغة تتهجى الظلال
وتكتم الصرخة في ثوب الحداد
3 )
ماذا أبقيت للشعر ولنا ؟
وعند أي مساحة من الحزن أو الفرح ينبغي أن نقف لنبكيك ؟
وعلى أي زاوية سنعلق حلتك الخرافية كيما نتبرك بها
وكيف سنلعق بعد حليبك السردمي ولانشرق بالمنتهى
وكيف لجثة الزنبق / ابنة الماء أن يأكلها اليباس
وكيف ……………………….؟
وكيف ………………..؟
وكيف ………….؟
4 )
من قال أنك رحلت ؟؟
وأنت لازلت كحل الطرقات وعطر المشيئة
صدى وشوشات الأنجم الخضراء عند مفترق الطريق
غابات الزنبق فوق سطوح البيوت وبين الأزقة
شجر الجوز الـ يسامق قامته بالهواء عند الضفاف وفي لذعة الليل المدلهم
ساحر الغسق الذي يطيّر الحمامات من كمه
طراوة الليلك عن اصفرار الأفق ، وعند تساقط الطل من رضاب السماء
نعش الشعر النائم في عين العاصفة
سيد الاحتمالات المتعددة المسارب ، كمسافر لم يتقن رجفة الاغتراب
هسهسة العبير عند هبوب السموم وعند انبثاق الضياء
منفى الصعاليك واليتامى والأنبياء
وطن التعابير الملونة الزوايا ..وغابة الأسئلة !!



#فاطمة_الشيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدى الزرقة
- قراءة في رواية -سعار- ل بثينة العيسى
- الخواء هذا اللعين الذي يدفع كائناته للعطب
- هكذا يبدأ الكلام !
- عطـش الــكلام
- بقع على جسد الليل
- ردى
- دوائر
- شهوة الضوء.. شرك الفتنة
- علامة تعجب! : حول قضية المرأة أيضا
- على أطراف الغربة
- الهند : جواب وحيد لأسئلة كثيرة
- كائنات الموسيقى
- قناطر العبور
- ملائكة النرد / كائنات القيح
- فواصل الوهم
- تيــــــــــــــــه
- الحرب والسلام
- تسونامي : الموت الجمعي لايصلح للبكاء


المزيد.....




- -بندقية أبي-.. نضال وهوية عبر أجيال
- سربند حبيب حين ينهل من الطفولة وحكايات الجدة والمخيلة الكردي ...
- لِمَن تحت قدَميها جنان الرؤوف الرحيم
- مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي.. رحيل المفكر البحريني م ...
- رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري
- وفاة الممثل الأميركي هدسون جوزيف ميك عن عمر 16 عاما إثر حادث ...
- وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه ...
- تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بل ...
- تنبؤات بابا فانغا: صراع مدمر وكوارث تهدد البشرية.. فهل يكون ...
- محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الشيدي - زنبق الماء - إثم اليباس