أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الشطري - الولاة ...قصة قصيرة














المزيد.....

الولاة ...قصة قصيرة


أحمد الشطري
شاعر وناقد

(Ahmed Alshtry)


الحوار المتمدن-العدد: 6057 - 2018 / 11 / 18 - 21:57
المحور: الادب والفن
    


( بسم الله الرحمن الرحيم من أمير المؤمنين ... الى القائد محمد بن علي .السلام عليكم ورحمة الله .... إن جئتنا براس المغرور رافع بن جبلة عفونا عنك وأقمناك واليا على البصرة وما حولها... ).
كان هذا محتوى الرسالة التي التقطها احد الجنود الذين نجوا من القتل بعد ان دحرجتها الريح خارج ساحة المعركة.
فلم يتبق من الجيشين سوى بضعة جنود لا يعرف أحدهم الاخر جلسوا متقابلين وقد انهك التعب اجسادهم، والغبار يعلو وجوههم. بيد أن دواخلهم كانت تتجاذبها مشاعر متناقضة من حزن على رفاق قد قضوا وفرح بنجاة من موت متربص.
لقد بلغت المعركة ذروتها طيلة نهار امس، وأخذت السيوف تحصد ما أينع من رؤوس المتحاربين، والرماح تنشب في تلك الاجساد المتدافعة كأنها قطيع من الخراف. ولم يكن ثمة مجال للهرب ولا للتوقف، وكأنما الارض ليست سوى تلك البقعة التي اصطبغت باللون الاحمر وامتلأت بتلك الجثث التي لا يكاد يبين فيها العدو من الصديق وكانت الخيول الراكضة بكل عنفوانها لا تقع حوافرها الا على جسد مضمخ بالجراح ومضرج بالدماء.
لم يعر قائد الجند اهمية لتلك الرسالة التي وصلته بيد صاحب البريد فقد كان مشغولا بما يدور حوله وما يصل اليه من فرسان العدو، حتى أن صاحب البريد قتل أمامه بعد ان سلمه الرسالة ولم يتمكن من اتمام جوابه بعد أن سأله :ممن الرسالة؟
اختلط الجيشان حتى اصبح من الصعب التمييز بين الجنود من اي طرف هم، ولم يكن أمام القادة الا أن يكونوا جزءا من المتحاربين، ووسط الكر والفر وقعت تلك الرسالة التي وضعها القائد في حزامه، دون أن يعرف ما فيها فليس ثمة مجال وسط ذلك الالتحام الدموي لقراءة شيء، فالجميع كان يفكر في كيفية النجاة من تلك الواقعة الدموية، ولم يكن ليفض الاشتباك سوى حلول الظلام.
اخذ كل طرف ناحيته، وكبر المؤذن لصلاة العشاء، صلى القائدان بالجيشين، وترحما على الشهداء ودعا كل منهما بتضرع وخشوع وبعيون غرقى بالدموع طالبين من الله النصر الناجز على جيش الاعداء.
لم يفكر احد منهم في الجثث التي بقيت متناثرة في ساحة المعركة فقد أخذ منهم التعب مأخذه واستسلموا للراحة فوراءهم معركة قادمة عند حلول الصباح. كان القائد قد وضع راسه وسط حراسة مشددة من الجند على وسادة من ملابسه ونسي الرسالة ولم يتجرا احد من حاشيته بسؤاله عنها أو تذكيره بها.
مع بزوغ أول بشائر الصباح تهيأ الجيشان، وبعد شحذ الهمم بالخطب والاراجيز المحرضة على الاقدام وبذل النفس من أجل الاهداف النبيلة التي يقاتل من أجلها كل منهما مستذكرين المكانة السامية للشهداء وما ينتظرهم من سعادة ابدية في جنان الخلد، التحم الطرفان بقتال أشبه بالانتحار وعادت اصوات قراع السيوف تملأ المكان يرافقها أنين الجرحى وصرخات المصابين وهمهمة الخيول وتصاعد الغبار حتى حجب ضوء الشمس التي أخذت تعلو رويدا رويدا لتستقر في كبد السماء ملقية اشعتها الساطعة على نثار من جثث وبرك من دماء.
لم تكن الدهشة قد فارقت الجنود الناجين من محتوى الرسالة بعد، حين لمح جندي آخر قطعة من الجلد تتدحرج خارج ساحة المعركة بفعل الرياح التي بدأت تسرع باندفاعها حاملة مزيج من تراب ربما بعثها الله لتغطي به تلك الجثث.
وما أن افتض الرسالة حتى فغر فاه بصرخة دوت في أرجاء المكان الذي لم يأنس بهدوئه الا منذ فترة، فصرخ به من حوله : هيه ما بك؟ أسمعنا. قال:
( ..... من أمير المؤمنين ... الى قائدنا وموضع ثقتنا رافع بن جبلة إن جئتنا براس المتمرد الملعون محمد بن علي أقمناك واليا على البصرة وما حولها).



#أحمد_الشطري (هاشتاغ)       Ahmed_Alshtry#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة ..... الجهة الأخرى
- قصة قصيرة........ الذي مات
- الابعاد الجمالية، والسيميائية في نص (احراق الكتاب) لعبد الزه ...
- الحدث
- حركات التجديد في الشعر بين التبعية والا بتداع


المزيد.....




- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...
- الشارقة تختار أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الشطري - الولاة ...قصة قصيرة