مارينا سوريال
الحوار المتمدن-العدد: 6057 - 2018 / 11 / 18 - 08:09
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
شاهدت البحر لاول مره عندما كانت فى الثانية عشر فى غروب يوم صيف ..خرجت لتعرف طريقا لم تشاهده من قبل واناسا غرباء بعضهم يركض على الشاطىء نصف عاريا ..مناديل مناديل ..تراقب تنادى فى حسره يلسعها الجوع ويلجمها العطش ..تتشوق لمن يعيطها زجاجة مياه او تجد باقى زجاجة ملقاه من طعم عصير لم تتذوقه من قبل فى حياته ..تراقب مياه البحر هل تغسل الوسخ عن جلدها ويزيل الرائحة الكريهه التى جثمت فوق صدرها ليالى ..ليالى تنتظر ان تعود ليلا فتجد مياه باقيه لاجلها ..لم تعد ترى الام تخرج فجرا لتبيع فى السوق وتذهب للنوم باكرا ..عندما تعود بعد منتصف الليل لاتجد سواه لايزال ساهرا..تعلمت ان تكذب ان تخبر نفسها كيف ينتظرها كل ليلة تنسى انه يسألها عن المال الذى كسبته تقول انه يعلمها الكل يريد حصتها وهى من تكد طيلة اليوم فى الشمس لتجنى المال القليل وتعطى العيون التى تحميها والاخرى التى تتركها لتبيع والاخرى التى اعطتها البضاعة .. ينتظرها كل ليلة والكل نيام صارت هناك اخت واخرى واخرى ..الام تحمل من استطاعت منهم كل صباح ولا تعود قبل الظهيرة .. المره الاولى التى اختلست فيها مياه الليل كانت فى الرابعة عشر قبلها لم تتجرأ على فعلها ..انتظرت حتى حل الليل ..تتعجب لانها لم تخف من ظلمة السماء والمياه الحالكة الكل رحل ..تعلمت ان تسير متشبثة جيدا فوق الصخور المحاطه بالطحالب ولا انكسرت وتحطمت ووجدت جثه فى الصباح لايعرفها احد..انها تريد المياه ..خلعت ملابسها تركتها على الرمال ..شعرت بالبرد يلفح ظهرها العارى وضعت اطراف اصابعها تتحسس المياه ..المياه تقترب اكثر تصل المياه الى اسفل قدميها ثم الى اعلى ركبتيها ..تضرب بيدها المياه مثلما شاهدتهم جيدا يفعلونها وصلت المياه حتى اعلى صدرها ..لم تدخل الى المياه اكثر من هذا كانت تحرك قدميها ويديها فى سعاده تضرب المياه بيدها تشعر بها تتساقط على رأسها ..اختارت منطقة هادئة بلا ضربات مياه قوية او ما سمعتهم يقولون دوامة لن تبتلعها المياه ..ستلعب معها فحسب..كادت ان تخرج عندما جذبتها يد من قدميها ضربتها فى المياه جذبتها اليها شعرت باليد تضم والاخرى تتحسسها ..لم يكن هناك سوى الظلام ثقل نفسها تخدرت اطرافها..تركتها اليد التى عبثت من الاسفل والاعلى ترحل الى الرمال وترتدى الملابس تركض..
#مارينا_سوريال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟