أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - علي عامر - الوقت العربي: نظرة استشراقيّة














المزيد.....


الوقت العربي: نظرة استشراقيّة


علي عامر

الحوار المتمدن-العدد: 6057 - 2018 / 11 / 18 - 00:38
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ينظر الغرب إلى الحضارات الشرقيّة على أنّها غير دقيقة في المواعيد ولا تؤل اهتماماً رفيعاً اتجاه الوقت والزمن.

وهذا صحيح إلى حدّ ما،

إلّا أنّ انخفاض الإحساس بدقّة الوقت عند الشرق، أو دول الأطراف، لا يعود إلى ثقافتها أو موروثها الفكري، كما أنّ ارتفاع الإحساس بدقة الوقت في دول المركز الرأسمالي لا يعود إلى ثقافتها أو موروثها الفكري.

إنّ هذه الفجوة في الإحساس بدقّة الوقت، تعود إلى الثورة الصناعيّة في أوروبا، ودخول المكننة وأنماط الإدارة الحديثة، أي دخول أوروبا في العصر الرأسمالي السريع، الذي أنتج حضارة بشريّة تتحرّك بدافع البحث عن تعظيم الربح، والربح بحسب ماركس ينتج عن فائض القيمة، وفائض القيمة هو الفرق بين قيمة الجهد البشري والقيمة التي ينتجها، فإذا كان العامل ينتج ما قيمته 10 وحدات، ويحصل مقابل جهده على ما قيمته 6 وحدات، ففائض القيمة هنا هو 4 وحدات، وفائض القيمة، هو مقدار ما يسرقه رب العمل من جهد وحياة العامل، وهو مصدر ربحه.
يوجد عدّة طرق لتعظيم فائض القيمة وبالتالي الربح، منها إطالة يوم العمل، أو رفع كفاءة الإنتاج بتوظيف تكنولوجيا أعلى، أو تكثيف إنتاج العمّال في نفس المدّة الزمنيّة وباستخدام نفس التكنولوجيا، وهذه الطريقة الأخيرة هي أساس علم الإدارة، وهو أحد علوم الضبط والسيطرة.
يهدف علم الإدارة البشريّة بالأساس، إلى استخراج أكبر جهد ممكن من العمّال في نفس الفترة الزمنية وباستخدام نفس التكنولوجيا.

يقع الضبط الزمني في صلب علم الإدارة البشريّة، إذن بالمحصّلة، فإنّ الضبط الزمني كأساس للإحساس العالي بالوقت، نشأ وتعزز مع نشوء الرأسماليّة، وهدفه الأساس كان استغلال العمّال لأقصى حد ممكن.
لكن كارل ماركس يشير في كتاب رأس المال، وفي أماكن أخرى، إلى أنّ نشأة التراكم الأولي كانت بسبب استعمار أمريكا والهند الشرقيّة واستعباد القارّة السوداء، ونتذكر هنا الوسائل الوقحة والمنحطّة واللاانسانيّة التي استخدمها أصحاب السكك الحديدية الأولى في الولايات المتحدة على سبيل المثال لغرض إخضاع السود واستغلالهم في العمل لأقصى حد.

إذن، إنّ فخر الألماني أو الأوروبي بدقته في المواعيد، والتزامه بالوقت، وإحساسه العالي بالزمن، يعود إلى تاريخه القبيح في القتل والنهب والاستعمار والاستعباد، وهو نتيجة رغبته الوقحة في استغلال العمّال والشعوب الأخرى لأقصى حد.
ومن جهة ثانية، أدّى نمو الرأسماليّة إلى شكلها الإمبريالي المعولم، وانقسام العالم إلى دول مركز رأسمالي مهيمنة ودول أطراف مهيمن عليها، إلى حجب ومنع قوى الإنتاج في دول الأطراف من التطوّر والتقدم، وحوّرها لتعمل كخادم لاقتصاديّات المركز.
لذلك فإنّ كل قطاعات المجتمع الإنتاجيّة في دول الأطراف تبقى في حالة متخلّفة ومنحطّة وتابعة، الأمر الذي منع أو حجب تطوّر الإحساس بدقة الوقت عند الشعوب الخاضعة للاستعمار. نستثني هنا القطاعات الكمبرادوريّة والقطاعات الماليّة والخدميّة في دول الأطراف.
إذن فإنّ الانخفاض النسبي للإحساس بدقة الوقت عند الشعوب المقهورة، يعود لموقعها كشعوب تابعة لم تنجز بعد الاستقلال القومي والاقتصادي.

ولكن،

إذا كان الرأسمالي يحسب أخماس الثانية، فنحن معشر الاشتراكيون نحسب أعشارها.

فنحن في خضم مواجهتنا للقوى الإمبريالية العالميّة، وأذرعتها العسكرية، ووكلائها المحليّون الخائنون، ننبذ كل أشكال الكسل والخمول والاتكاليّة والتسويف، نرفع الهمم ونشمّر عن سواعدنا ونستغل كل لحظة ولحيظة في سبيل إقامة مشروعنا الاشتراكي العظيم.

إذا كان الرأسمالي يحسب أخماس الثانية لغرض الاستغلال، فنحن مجبرين على احتساب أعشار الثانية لغرض تحرير شعوب الأرض كافّة من كل أصناف الاستغلال.

هذا النضال طويل المدى، يحتاج لتوظيف كل لحظة من حياة كل مناضل، واللحظة التي لا تصب في عداد النضال، ستصب في عدّاد العدو.

ستكون كل لحظة من حياتنا لحظة نضال في سبيل مستقبل شيوعي يتحرر فيه الإنسان من عبوديّة الوقت واللحظات والثواني.



#علي_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن رجعيّة حل الدولة الواحدة ثنائيّة القوميّة
- جوهر وخلاصة البيان الشيوعي
- الاستعمار والعنف والتراكم الرأسمالي البدائي
- بصدد مقدمّات ماركسيّة لعلم النفس
- بصدد مفهوم الحتميّة
- حول نظريّة العوامل
- القوّة الزعومة للرأسمالية ليست إلّا انعكاس لضعف مناهضيها
- الطليعة الثورية والحدث
- موجز نظري عن التأميم
- عن سذاجة المادية المبتذلة!
- هل تعكس الرياضيات الواقع؟ - الجزء الرابع: حساب التفاضل والتك ...
- سلاح النظرية
- هيجل عن التعليم- (1)
- مع ميم- من آثار الراحل عماد عسالوة
- عن ديالكتيك التربية الأسرية.
- إنجلس والعلم
- نظرية التراجيديا عند هيجل
- ماديّة البنيوية ولا-جدليتها
- هل تعكس الرياضيّات الواقع؟ - الجزء الثالث: هل اللانهائي موجو ...
- هل تعكس الرياضيّات الواقع؟ - الجزء الثاني: تناقضات الرياضيات


المزيد.....




- صوفيا ملك// لنبدأ بإعطاء القيمة والوزن للأفعال وليس للأقوال ...
- الليبراليون في كندا يحددون خليفة لترودو في حال استقالته
- الشيوعي العراقي: نحو تعزيز حركة السلم والتضامن
- كلمة الرفيق جمال براجع الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي ال ...
- الفصائل الفلسطينية تخوض اشتباكات ضارية من مسافة صفر وسط مخيم ...
- الجيش اللبناني: تسلمنا مواقع عسكرية من الفصائل الفلسطينية
- مباشر: حزب النهج الديمقراطي العمالي يخلد ذكرى شهداء الشعب ال ...
- مظلوم عبدي لفرانس24: -لسنا امتدادا لحزب العمال الكردستاني وم ...
- لبنان يسارع للكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرا في سوريا ...
- متضامنون مع «نقابة العاملين بأندية هيئة قناة السويس» وحق الت ...


المزيد.....

- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر
- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - علي عامر - الوقت العربي: نظرة استشراقيّة