مختار سعد شحاته
الحوار المتمدن-العدد: 6056 - 2018 / 11 / 17 - 10:30
المحور:
الادب والفن
نسيتُ أن أقول لكِ اليوم "أحبك"!!
لكن أظن البحر والفنار وحي "يوتوبا" وشاطيء "برايا"، وزجاجة النبيذ الأحمر، وسائق سيارة "أوبر"، والمرأة السمراء الجميلة صانعة "الكارجا"، ولوح تزلج، ومظلة مطر مكسورة مسندة إلى سور الكورنيش، كلهم سمعوني أغني...
- أحبك!!
كنتُ أخبرُ السفينةَ التي أزعجني بوقُهَا، أن رسمة جسدك تُشبه زجاجة العطر الفرنسي، وتحمل في قاعدتها شبهًا منك حين تمارسين صلاتك الصوفية التي تعلمتيها مؤخرًا،
كدتُ أنسى؛
أنني طوال اليوم كلما كنتُ أنظرُ إلى الراكبين فوق موجة إشعارات الهاتف باللون الأزرق؛ أهتف باسمك،
أو...
ربما أهمس،
ولحظة عبوري للشارع في إشارة المرور، شعرت باسمك يهز الهاتف في جيبي؛
فابتسمت،
وناديت بائعة السجائر العجوز الجميلة باسمك، وأنها ردَّتها عليّ "meu amor "، وطفقتْ مسحًا بالسوق والأعناق لكل الرجال الغرباء الذين رأتهم في وجهي حين فسرتُ لها معنى اسمك بالبرتغالية، وقالت أنَّ من يحبُ صاحبة اسم مثل اسمكِ؛ رجلٌ يرعاه الرب، وكانت فرصة مناسبة للعجوز أن ترسم شارة الصليب على فتحة صدرها الغابر...
ولا أعرف السرّ في زحام وسط سالفادور القديمة، وإصرار الناس في الشوارع أن أنادي باسمك،
كي يأنسوا،
ويعودوا إلى بيوتهم "مجبورين الخاطر" هذا المساء...
الليلة يا حبيبتي صارت تُعدك المدينة ملمحًا من ملامح بهجتها اليومية، فاطمأن الليل ونام في حضن المحيط.
سالفادور، باهيا/ البرازيل
#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟