مارينا سوريال
الحوار المتمدن-العدد: 6056 - 2018 / 11 / 17 - 10:27
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
خوف
الخوف هو من يمنعها من قول لالا كلمة لم تخرجها بلسانها من قبل ..كان عليها قولها فى الماضى كثيرا صوتان يصرخان بها صوت لا وصوت نعم نعم انه بيت يصير لك للمره الاولى..لا لم يعد لك اصبح لها تاتى اليك غاضبة انها ترفض لم تبارك الامر ..الصوتان كلاهما جنب الاذن تشعر ان رأسها ثقيل تستند الجدران ..هل هذا البيت هو مكان مولدها لم يعد كالسابق يريده مثل بقية البنايات العالية يمتلك بدلا من الواحدة اثنين يقول ان هذا ايضا له..فى الماضى كان غرفتين الان اصبح طابقين لكل اخت طابق ..الكبرى والاصغر منها ..نسوا ان هناك اخرى لاتزال هنا !!..فى السابق لم تكن تتحدث لكنها كانت حاضرة بسبب مال عملها الذى يحصل على ثلاث ارباعه وتحصل لبيبة على الباقى منه ..وكأنها القسمة المتفق عليها منذ الميلاد..من يملك ان يغير أى شىء ..ميلاده ابويه ميراثه خياراته رحيله ..لااحد ..تتنفس ببطء وهى تضرب الباب يتحرك امامها ..لااحد هنا رحلت لبيبة وزوجها ربما الى احد المحامين تريد ان تحصل على البيت لها لاتريد ان ترث الاخت الكبرى منه اى شىء ..اين اولادها ؟هل هم معها الان ؟فى الصغر كانت تعرفهم تستيقظ دوما لتجد احدهم فى حضنها يختبىء لولا ميعاد العمل ماكانت تنهض عنهم كان دوما هناك ميعاد يخرجها من ذلك الحضن الدافىء احبت اولادها اكثر من حبها لامهم ..عاشت ولم تعرف امهم حقا.. من تكون ؟فكرت هل هن شقيقات حقا ام انه قام باخذهم عنوه وهن صغار واحضرهن الى هنا لخدمته..نعم هذا حتما ما حدث جميعهن غريبات ..بالاعلى الاخت الكبرى مع ولدها لم يرى احدا زوجها ربما تركها او تركته جاءت لتبحث عن كنز اخبرها عنه احدهم هناك انه هنا مدفونا تحت الارض ..يظن صادق انه ملك لاجداده عليه الحصول عليه ربما يريدها للوصول لكنزه..تمنت لو رحلت مع السيدة الكبرى انها الوحيدة التى اشفقت ربما كانت تخدمها الان فى الاعلى وتحيطها بتلك النظرات احيانا كانت تتركها ترقص على النغمات فى قلب الليل واحيانا كانت تنهرها ..كانت تحب ان تمارس لعبة الكذب على نفسها فتتخيل ان تلك السيدة هى امها وتفعل مثل بقية الامهات ..ولكن كيف تعرف ما تفعله الامهات لم تعرف امها حقا..هل احبتهم ؟هل كانت تخشى عليهم؟كانت امراة قليلة الكلمات لاتطلب طعام خاصا لااحد يعرف اى طعام كانت تحب اكثر هل كانت طاهية ولكن سوء الحظ لم يختبرها..هناك بالمراة المكسورة التى كانت لاتزال باقية من الغرفة القديمة وجدت شعيرات بيضاء على جانبى رأسها ..تحسستهما متى حدث هذا ؟هل اصبحت عجوز ؟لاتزال الخادمة الصغيرة ذات الرابعة عشر متى مر الوقت؟ انها تلك الجدران الحديثة ذلك المنزل الملعون!
#مارينا_سوريال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟