أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - خالد صبيح - لمروجي الحل الامريكي مع التحيات














المزيد.....

لمروجي الحل الامريكي مع التحيات


خالد صبيح

الحوار المتمدن-العدد: 430 - 2003 / 3 / 20 - 04:37
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



عبرت الولايات المتحدة، وبوقاحة، عبر التصريح الاخير الذي ادلى به الناطق باسم البيت الابيض عن عزم الولايات المتحدة الدخول الى العراق حتى وان خرج منه حاكمه الفاشي، عبرت عن ان نواياها  تسعى الى ماوراء حججها العلنية في نزع اسلحة الدمار الشامل وحجتها المضمرة في اسقاط النظام العراقي. ورغم ماحمله المسعى الامريكي لتحقيق نواياه عبر مساره من احراجات واختناقات سببتها الاعتراضات الرسمية والشعبية الا ان هذه الادارة دخلت في طريق اللاعودة وستضطر وفق اليات اندفاعتها تلك الى استكمال المشوار حتى وان كلفها مالم تحسبه ومالم تطقه.
 والمشوار الامريكي هذا، ان واصل مسيرته، فهو لن يكون نزهة وسيحمل خرابا ودمارا ويزهق ارواح ابرياء، وهو مايمكن تسميته وبدون تردد جريمة، لاسيما اذا اضفنا اليه الدوافع الحقيقية، السياسية والاقتصادية والاخلاقية، التي تحركه. وهذا الانفضاح للنوايا، كدفعة اولى على الفضائح والتملصات من العهود في الايام القادمة،يؤشر لتوجهات الادارة الامريكية الحقيقية تجاه العراق، والتي بدات بوادرها منذ الان من خلال التهيئة لهيكلة ادارة لحكم العراق لاتتناسب مع المطامح الوطنية العراقية في بناء حكم وطني ديمقراطي وتعددي، والذي شكل واحدة من علاماتها هروب <الخزرجي> المتهم بجرائم حرب ضد ابناء الشعب العراقي،وفق ترتيب مخابراتي امريكي، ومااشيع او بالاحرى مايمكن فهمه من هذه الخطوة من نية اعطاءه دور اساسي في الحكومة القادمة. < والخزرجي> بكل الاحوال ليس فردا يمثل نفسه فقط بقدر مايمثل بقايا من مؤسسات النظام الفاشي والتي تريد الادارة الامريكية الاعتماد عليها في حكم العراق بعد تطعيمها ببعض اتباعها من عناصر المعارضة المتحالفة معها، من اجل اجهاض المشروع الوطني الديمقراطي الذي يتعارض موضوعيا مع اي دور او تواجد امريكي في العراق.
هذا المشروع وتلك النوايا التي صارت بحكم المعلنة سيدفع ثمن تحققها الشعب العراقي. وهذا الواقع يدفع لطرح سؤال مهم وجوهري بل مصيري امام المؤيدين للحل الامريكي وللحرب هو: هل سيواصل هؤلاء تاييدهم للمشروع الامريكي بعد معرفة نواياه وخططه، وبعد ان تاخذ المسالة الوطنية العراقية اشكال وابعاد اخرى مختلفة اذا تحقق سقوط النظام بفعل الحرب، حيث ستتحدد قوى الصراع  بين احتلال ومقاومة وطنية له؟..يمكن القول ومنذ الان ان امام هؤلاء مسؤولية تفهم الواقع بابعاده المستقبلية، فاذا توافق المطمح الامريكي  مع رغبات العراقيين في التخلص من النظام الفاشي، فلا يعني ذلك انه يجب الانجرار وراء الحل الامريكي والتطبيل له ومحاولة ابراز محاسنه او التقليل من مساوئه. اذ هكذا موقف يذكر بقصر النظر السياسيى الذي وقعت به الكثير من القوى السياسية في العراق وطبقات المثقفين العراقيين في تقييمها، القاصر والسطحي، للنظام الفاشي في بدايات صعوده، دون الاكتراث او القدرة على مد البصر الى الابعاد المستقبلية لذاك المشروع الذي سمي وطنيا حينها. ومايقع الان يشابه في خطوطه العامة ماوقع في الماضي من غشاوة تغلف المواقف. فلا ينبغي فهم لهفة الناس للخلاص من النظام الفاشي على انها يمكن ان تشكل الغطاء الشرعي للتدخل الامريكي في شؤوننا الوطنية. وضروري ومنذ الان ان تضع الرؤية التحليلية  للاوضاع امامها طبيعة هذا المشروع وان تضع الاستنتاجات السليمة والمقبولة في كيفية مواجهته وفضح مايبطنه في ممارساته وخططه.
اكيد ان تبني الطروحات الامريكية في تبريراتها لاحتلال العراق، بادعاءاتها في اقامة الديمقراطية وانقاذ الشعب العراقي من الدكتاتورية، ستكون سذاجة سياسية من الدرجة الاولى، هذا اذا انطلقت من صدق في النوايا.
 وبديهي اني هنا لااعني في المناقشة وطرح الاسئلة المرتزقة واللصوص من السياسيين العراقيين الذين ربطوا انفسهم في المشروع الامريكي بكل تفاصيله لدواعي لاتخفى على ابسط ملاحظ للموقف، ولاكذلك بعض الكتبة السذج ممن يروجون للحل الامريكي ويسمونه ب< قوى الحرية، وحرب التحرير>،هؤلاء الادعياء الذين يستمدون وعيهم وصور افكارهم وقناعاتهم من ازدحام شوارع بلدان الخليج بالسيارات الامريكية الفارهة كنموذج في مخيلتهم للحياة الكريمة، والذين لايندرج موقفهم هذا باطار الخطأ في الرؤية بقدر ماهو انحطاط اخلاقي. وانما ادعوا في طرحي هذا ذوي التفكير الوطني العقلاني والمواقف المخلصة للوطن والذين دفعهم الياس –وهم محقون في ذلك- الى تصور ان لاحل ينقذ الانسان والوطن غير الحل الامريكي. ويجب القول هنا ان ماتفرضه الظروف الاستثنائية الان من ارباكات وتشوشات في الرؤية لايمكن الاستسلام له واعتباره قدرا او وضعا لايمكن او تجب مواجهته.
 واختم بالقول ان مجئ الامريكان لن يكون سلميا وسيتوشح بجريمة دمار الارض وقتل الانسان وهذه جريمة لايتحمل مسؤوليتها الامريكان وحدهم .. فمروجوا حلولهم وهتافوهم ومرتزقتهم شركاء في الجرم.

السويد
20030319



#خالد_صبيح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توسيع الدائرة - ضرورات موقف ام نوايا خاصة؟
- انتفاضة آذار - ملامح ودروس
- الازمة العراقية هل ستقع الحرب ام سيهرب النظام نافذا بجلده؟
- فائق حسين حتى في حياتك كنت جميلا
- الخيار الثالث ماله وماعليه
- المثقف في مواجهة المشروع الفاشي
- خيار الحل السلمي للازمة العراقية الفرصة الاخيرة
- هل يمكن ان يعتذر من لايخطأ ابدا؟
- الحوار المتمدن شمعة المواقع
- حين تصير الكتابة هذيانا.. سيول تضخم الانا
- لقاء الفرع والاصل في لعبة الانقاذ المتبادل
- المصالحة الوطنية مشروع لمكافئة النظام
- الاتحاد الوطني الكردستاني النزعة التصفوية والعنصرية
- النقود.. النقود.. النقود
- خواطر وتناظراتحول الانتخابات السويدية و-اخلاقيات الذبابة
- مؤتمر المعارضة الوطنية (القطار الاميركي) والوحدة الوطنية
- من اجل نقاش حر وديمقراطي - تعقيب على الرد الصادر من الاعلام ...
- الديمقراطية المشروطة تطلعات ومفاهيم التيارالاسلامي
- ماذا بعد التكفير؟ راي في تنويه الشيخ الآصفي
- الازمة العراقية مطالب خيالية في افق مغلق


المزيد.....




- من زاوية جديدة.. شاهد لحظة تحطم طائرة شحن في ليتوانيا وتحوله ...
- أنجلينا جولي توضح لماذا لا يحب بعض أولادها الأضواء
- مسؤول لبناني لـCNN: إعلان وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرا ...
- أحرزت -تقدمًا كبيرًا-.. بيان فرنسي حول وضع محادثات وقف إطلاق ...
- هجوم صاروخي روسي على خاركيف يوقع 23 جريحا على الأقل
- -يقعن ضحايا لأنهن نساء-.. أرقام صادمة للعنف المنزلي بألمانيا ...
- كيف فرض حزب الله معادلة ردع ضد إسرائيل؟
- محام دولي يكشف عن دور الموساد في اضطرابات أمستردام
- -توجه المحلّقة بشكل مباشر نحوها-.. حزب الله يعرض مشاهد من اس ...
- بعد -أوريشنيك-.. نظرة مختلفة إلى بوتين من الولايات المتحدة


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - خالد صبيح - لمروجي الحل الامريكي مع التحيات