أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند صلاحات - أنا رجل يخشى النساء... وأنت مرآته الكبرى














المزيد.....

أنا رجل يخشى النساء... وأنت مرآته الكبرى


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 1516 - 2006 / 4 / 10 - 08:58
المحور: الادب والفن
    


منذ اللحظة الأولى التي عرفتك فيها، أدركت أن امرأة غير عادية دخلت حياتي لتمسح من ذاكرتي تاريخاً كاملاً من النساء ...
أنت امرأة رمانية فعلاً، تحتوي التاريخ ... وتكتب المستقبل.
وأنا رجل يخشى أن يُفتَضحَ تاريخه مع النساء، أو ربما يخشى الخوض في بحر النساء.
في كل اقتراب منك أدرك أن خطاي اللواتي تحملاني إليك ... يسرن بي إلى حتفي الأكيد.
وأنا رجل مغامر مجنون، قرر أن يخوض التجربة المجنونة إلى حتفه على يديك دون أي التفات للخلف قد تشجعه على التراجع مسافة متر واحد عن المضي نحوك.
أنت ... اسم يتكرر دوماً في صفحاتي المكتوبة فيسألني البعض من تكون ؟
وأنا لا أملك خيارات للإجابة ... فقد كانت الإجابة هي الخيار الوحيد حول أنثى كانت الخيار الوحيد فقل لهم : حبيبتي.

أنت امرأة تفضحني حين يراها الناس في نصوصي وكلماتي ...
تعريني من الألوان والاستعارات الأدبية واللغوية والمجاملات الاجتماعية وتجعلني منفرداً بالذات.
يا امرأة صارت فضيحة مرحلتي ... هل جربت من قبل أن تكوني فضيحة الأقلام في النص لكاتب يخشى الخوض في بحر النساء إلا في الكلمات ؟؟
وهل سبق أن كنتِ إلهام وفكرة وكلمات المقال والقصيدة لكاتب مجنون من الشرق ؟
بالرغم من أنك اليوم اسماً تتكرر في سمائي الزرقاء اليومية ... إلا أنك فضيحتي والاستثناء.

أنت فضيحتي الكبرى ... وأنت الأنثى التي دعتني لأن أخرج عن نطاق شرقيتي فأحدث كل الناس عنك واكسر قواعد العرف والعادة وما اعتادت عليه العرب.
وأنا رجل قرر أن يقدم اعتذاراً رسمياً لدى وزارة النساء الشرقية عما اقترفته بتاريخ الشرق الحزين، وبأني خرجت عن كل قواعد الأولين، وقررت أن تكوني أول النساء، وأول الأسماء، وأول الأِشياء، حتى وإن أغضب قراري هذا سادتنا الأولياء.

أنت امرأة جعلتني أتذوق وبأني أتذوق الحب فيك ... ولا أتذكر أني قرأت ذات يوم نصاً لشاعرٍ قال فيه أن للحب طعم...
وأنا أسكن الحب معك... بالرغم أن القانون لم ينظم في قانون المستأجرين والمؤجرين ما ينظم طبيعة المساكن التي ترتبط بالحب لا بعقد الإيجار لذلك (فنحن الاثنان خالفنا القانون) ... بل كنا خارجين عنه بكل ما فينا من جنون مطلق منحنا إياه هذا الضيف الجديد الذي حل علينا، فبحثنا معاً عن مفردة نسميه فيها فلم نجد سوى فداء متبادل ... لم نجد سوى ما استخدمه من سبقنا فيه ... فكررنا ... ثم قررنا أن نكون تقليدين فقط بالتسمية ... وما سوى التسمية من طقوس اخترعناها و مارسناها حتى غدت ميزة أكثر مما هي حالة.

وما زلت تسألين ما هو الحب ؟
الحب يا صديقة حالة مثل الإيمان نمارسها لحظة دون أن نفكر متى إعتنقناها، هي لحظة مطلقة لا نفكر حتى في تفاصيلها ولا في العودة عنها، وتضيع في خضمها كل مفردات الشك.
أعرف أن هذه الكلمات ربما ستسجل ضدي ذات يوم لكن حتى يأت هذا اليوم أقول لك : أني وبالرغم من أنك كنتِ فضيحتي الكبرى أراك أفقاً فوق المعتاد.

أنت أنثى يترك غيابها أثراً للوجع في حياتي ... وبذات الوقت تترك لي في حياتي رؤيا لم تكن من قبل تجاه أخرى حتى وصلت الرؤيا لأن أرى أطفالاً لنا يلعبون ويكبرون في حارتنا... في ذات المكان الذي مارست فيه طفولتي بعفوية وطفولة وأنك بعمرك المتبقي ستشاركينني كيف نقضيه معاً .. نكبر يوما تلو اليوم نراقب فيه أطفالاً لنا يكبرون... ونراقب فيه الشيب يغزو رؤوسنا حتى تقولين لي كبرت يا حبيبي وصرت عجوز.

نضحك معاً في ظلال شجرة هرمت وتدلت أغصانها ... كانت من قبل حين زرعناها فتية يانعة خضراء .

حتى الأحجار التي لا تكبر كما البشر والشجر نلاحظ التغيير في ملامحها عبر مرور الزمن الذي أوصلنا لان نكون عاشقين في نهايات العمر.

فضيحتي أنت حين تكونين الكلمة الوحيدة والأسماء التي تتعلق في كل خطة قلم أخطها لك ولغيرك من إناث لم ولن يكن بيوم بمستواك.

ربما أكتب للقهوة ... أو جريدة يومية تكذب مثل الأخريات ... وربما لفلسطين الأنثى ... وربما لعين الماء ... وربما أكتب عن جارتنا وصوتها المزعج كل صباح والتي تفكر الولايات المتحدة في استغلال موهبتها في "الردح" اليومي لتصبح إذاعة رسمية لتحسين صورة الولايات المتحدة أمام العالم ... وربما أكتب عن الدكتورة فيروز واعرف أنك تغارين من أقلامي...
لكن مشكلتك الكبرى أنك فضيحة رجل يترجم مشاعره على الورق ويقرأها كل الناس ولست معشوقة شاعرٍ يكتبُ عن الحب على الورق.

أعرف حجم اللحظات التي جمعتنا معاً والتي تعني لي كل حياتي ... واعرف أنه بإمكاني أن أقول لك : أني كنت احبك قبل أن أعرفك ... ولكن ما يهمني الآن أني أعرفك تماماً، وأني أيضا أحبك تماماً.

أشعر بهذه اللحظة بضيق اللغة عن إيراد المعاني التي أود أن أقولها لك، بتقصير اللغة عن إنجاب المفردات التي أريد أن أقولها لك، ولعلك تعتبرين هذه صفة من صفاتي حين كنت أقول لك : إني لا زلت ابحث عن مفردة حب تكون بحجم هذا الحب والحنين إليك ... وكنت دوماً تسألين : هل وجدتها ؟؟

لذلك أيتها الأنثى التي وصلت للناس جميعاً تصاوريها ... وعرفها الجميع عبر وصفي لها... أعترف أني اقترفت الحب بكامل أهليتي ووعي وإرادتي مصحوباً بسبق الإصرار والترصد بأن تكوني الأنثى الوحيدة التي اجتازت كل النساء في داخلي .. ومحت الماضي الطفو لي من تجاربي مع النساء لتستوطنني وتضع عرشها فوق كل شيء ... واعرف أن القانون سيحاكمني بجرم تملك أنثى بطريقة غير شرعية ... إلا أني كنت دائماً أحب اللاشرعية في كل شيء وتجلى ذلك فيك .

فقررت أني سأبقى أحبك حتى يمر العمر ونشيخ به معاً .



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد الماغوط ... الاتجاه الخامس
- ثلاثة رسائل كتبتها راشيل كوري
- حماس تراود اليسار الفلسطيني عن نفسه وتغلق الأبواب
- اليسار الفلسطيني ... عندما يقتات على الفتات
- فوق القانون ...
- عيب ... هاي مطلقة
- رسالة لصديقتي النحلة
- راديو الحرة -يردح- ديمقراطية
- هنودٌ حمر ... ديمقراطيون فلسطينيون
- قراءة في قصة - لوحةٌ وبزّة متّسخة- للأديبة الفلسطينية انشراح ...
- الاغتيال الأخير لمنظمة التحرير
- ظِلالُ الغُرُبَة ...
- قُبلة العام الجديد
- رحاب ضاهر في -أسود فاجر- : المكان في هذا العصر ضيق، لا يتسع ...
- التكفير والتخوين في مواجهة الديمقراطية بالعالم العربي
- مسرح الجريمة في لبنان ... العرض مستمر
- أَدوار ... - قصة قصيرة جداً
- جُزء مِنَ وَقتِكَ فَقَطْ - قصة
- حوار أدبي ...مع الأديب الفلسطيني -مهند صلاحات-
- لماذا لا يثقُ العالمُ فينا ؟


المزيد.....




- ثبتها الآن.. تردد قناة كراميش للأطفال 2024 على القمر الصناعي ...
- جيمس كاميرون يشتري حقوق كتاب تشارلز بيليغريمو لتصوير فيلم عن ...
- كأنها خرجت من أفلام الخيال العلمي.. ألق نظرة على مباني العصر ...
- شاهد.. مشاركون دوليون يشيدون بالنسخة الثالثة من -أيام الجزير ...
- وسط حفل موسيقي.. عضوان بفرقة غنائية يتشاجران فجأة على المسرح ...
- مجددًا.. اعتقال مغني الراب شون كومز في مانهاتن والتهم الجديد ...
- أفلام أجنبي طول اليوم .. ثبت جميع ترددات قنوات الأفلام وقضيه ...
- وعود الساسة كوميديا سوداء.. احذر سرقة أسنانك في -جورجيا البا ...
- عيون عربية تشاهد -الحسناء النائمة- في عرض مباشر من مسرح -الب ...
- موقف غير لائق في ملهى ليلي يحرج شاكيرا ويدفعها لمغادرة المسر ...


المزيد.....

- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش
- تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة / كاظم حسن سعيد
- خصوصية الكتابة الروائية لدى السيد حافظ مسافرون بلا هوي ... / أمينة بوسيف - سعاد بن حميدة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند صلاحات - أنا رجل يخشى النساء... وأنت مرآته الكبرى