أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - رشيد غويلب - بعد تحرير البلاد من هيمنة صندوق النقد الدولي / حكومة اليمين تعيد الارجنتين الى مستنقع الديون














المزيد.....

بعد تحرير البلاد من هيمنة صندوق النقد الدولي / حكومة اليمين تعيد الارجنتين الى مستنقع الديون


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 6053 - 2018 / 11 / 13 - 23:14
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


في الثاني والعشرين من تشرين الثاني 2015 عاد اليمين المحافظ الى السلطة في الارجنتين. واتخذ اجراءات حكومية متسارعة لاستعادة هيمنة رأس المال المدعوم من المراكز المالية العالمية. وانهاء السياسات الاقتصادية التي اعتمدتها حكومة اليسار، والتي استطاعت انهاء ملف الديون، واخضاع السياسات المالية الى الرقابة، وعدم دفع الديون غير الشرعية السابقة، التي ادت الى افلاس الارجنتين في عام 2001 .

وبعد ثلاث سنوات من حكم الرئيس اليميني المحافظ موريسيو ماكري، تقف الارجنتين اليوم مجددا على حافة الهاوية الاقتصادية. ولم يجد الليبراليون الجدد منقذا سوى صندوق النقد الدولي، الذي سارع الى تقديم القرض الاكبر في تاريخه حتى الآن، والذي بموجبه حصلت الارجنتين على 57 مليار دولار، والمصحوب كما هو معروف بوصفة التقشف القاسي التي تمس في الجوهر حياة الفئات الاشد فقرا من سكان البلاد.
ان سياسات الليبرالية الجديدة و فتح الاسواق، جاءت في المقام الأول لخدمة الاسواق المالية العالمية وانعاش آمالها. وبالتالي ادت الى احتجاجات جماهيرية حاشدة نظمتها النقابات والحركات الاجتماعية، مدعومة من قوى اليسار، دفاعا عن السياسات الاقتصادية التقدمية التي نفذتها حكومة كرستينا كيرشنر اليسارية. إن عدم نجاح ماكري في تحقيق تقدم اقتصادي، اعطى الحركة الاحتجاجية زخما اضافيا. وتعاني الأرجنتين أزمة عميقة، تتمثل بتضخم انفجاري، وارتفاع الدين الخارجي بالدولار ، وتراجع الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
وهناك العديد من العوامل الخارجية والداخلية تعقّد الوضع الراهن: تعتمد الأرجنتين اقتصاديًا على تصدير المواد الخام والزراعة ، وقد أدت موجة الجفاف مؤخراً إلى انخفاض في صادرات فول الصويا بنسبة 30 في المائة تقريبًا.وفي الوقت نفسه ، رفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة وقام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتخفيض الضرائب. والنتيجة هي سحب رؤوس الاموال من الأسواق الناشئة ، بما في ذلك الأرجنتين.وبما ان سكان الأرجنتين لا يثقون بعملتهم الوطنية والبنوك المحلية ، فقد تعمقت الأزمة. ولمواجهة العجز في الموازنة، سارعت الحكومة الى طلب قرض اضافي من صندوق النقد الدولي.

ثنائية التقشف والاحتجاج

لقد وافق صندوق النقد الدولي على تقديم قرض اضافي قدره 57 مليار دولار، مقابل حزمة من اجراءات التقشف القاسية. وفي نهاية تشرين الأول الفائت رافق مشهد صاخب اقرار موازنة 2019 ، تميز باحتجاجات حاشدة وصدامات امام مبنى البرلمان.
إن سياسة التقشف تصيب أكثر الفئات فقرا في المجتمع ، والتي لاتستطيع، بسبب التضخم الهائل، توفير احتياجاتها الاساسية من الأغذية والسلع اليومية. ووفقا للمعطيات الرسمية ، يعيش ما يقرب من 30 في المائة من السكان تحت خط الفقر. وينبغي على الاجنتين ادخار 10,6 مليار دولار، وخصوصا ﺧﻔﺾ اﻟﺪﻋﻢ ﻟﻠﻤﻮاﺻﻼت اﻟﻌﺎﻣﺔ ، ولإﻣﺪادات اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء واﻟﻐﺎز والتدابير الخاصة بالبنى التحتية اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ. ويجب كذلك خفض تخصيصات التعليم، الذي يعيش اصلا حالة مزرية، بنسبة 8 في المائة. وكانت الارجنتين قد شهدت قبل ذلك احتجاجات طلابية هائلة. وتمتد الأزمة الى القطاعين الصحي والثقافي ويجري اغلاق العديد من الوزرات.

حظوظ اعادة انتخاب اليمين محدودة

ستشهد الارجنتين في العام المقبل انتخابات رئاسية، واذا ما اعتمدنا تقييمات اليوم، فان فرص اعادة انتخاب مارسيو ماكري تبدو محدودة. ان تأثير اجراءات التقشف قاتلة، وتعيد الى الأذهان ذكريات عام 2001 ، عام افلاس الارجنتين، الذي شهد تقديم قرض من صندوق النقد الدولي، مقابل الإملاءات المعروفة. القروض لم تمثل حينها حلا، والملايين من السكان دفعو قسرا الى قاع الفقر. وعلى اثرها وصل اليساري نستور كيرشنر الى السلطة، وقام بتصفية الديون واعلان القطيعة مع صندوق النقد الدولي.
وعلى أية حال ، يرى مراقبون، إن الأرجنتين بحاجة ماسة إلى الاستثمار في البنية التحتية والخدمات العامة ، في قطاعي التعليم والصحة. البنك الدولي قدم هو الآخر مليارات إضافية بهدف تعزيز الاستثمارات، ولمواجهة الاثار السلبية للتقشف، ولدعم الاطفال غير المشمولين بالدعم الحكومي.
ان التوقعات الاقتصادية متشائمة، وسوف لا يحصل تحسن في المستقبل القريب. والامر يتعلق في المقام الأول بتسوية العجز في الموانة حتى عام 2020 . وشروط صندوق النقد الدولي تؤدي إلى مزيد من البؤس الاجتماعي وتخدم مصالح رأس المال. وتبقى الارجنتين بحاجة ماسة إلى نقلة نوعية.



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مائة عام على نهاية الحرب العالمية الأولى / الساعون إلى سباق ...
- في إطار التقييم وردود الفعل على نتائج الانتخابات النصفية الأ ...
- مفهوم لينين للحزب والظرف التاريخي الملموس
- بعد فوز اليمين المتطرف في الانتخابات الرئاسية / الشيوعي في ا ...
- تنسيق غير مسبوق بين قوى اليسار في البلاد / البرازيل.. جبهة م ...
- سياسة المراجعة والتجديد تحقق ثمارها / بلجيكا .. حزب العمل يح ...
- ماركسنا - غرامشي
- حزب الخضر افضل الفائزين / المانيا .. خسارة قاسية لاحزاب التح ...
- اهمية الدور الفاعل للسلطة القضائية / غواتيمالا .. ادانة نائب ...
- في مواجهة العنصرية والكراهية واليمين المتطرف / إيطاليا .. ما ...
- جولة الانتخابات الأولى حسمت لصالح اليمين المتطرف / البرازيل ...
- على الرغم من انتقاده الأداء الحكومي / اتحاد النقابات في جنوب ...
- بمناسبة زيارة الرئيس التركي إلى ألمانيا / السياسة الخارجية ا ...
- زعيمه دعا الى الحوار مع الاحزاب الديمقراطية / حزب اليسار الس ...
- جديد قوى اليسار الالماني / حركة -نهوض- .. جدل متواصل ومآلات ...
- كانت دوما أداة المتسلطين المفضلة / كولومبيا.. الحركات الاجتم ...
- عمليات ترحيل اللاجئين قسرا من المانيا مستمرة / هل افغانستان ...
- في تحد جريء لقوى اليمين وحكومة الانقلاب / البرازيل.. حزب الع ...
- من تجارب قوى اليسار / كيف يستعد حزب العمل البلجيكي لخوض الان ...
- وجه آخر للديمقراطية الغربية / بريطانيا .. المخابرات متورطة ف ...


المزيد.....




- جنرال أمريكي متقاعد يوضح لـCNN سبب استخدام روسيا لصاروخ -MIR ...
- تحليل: خطاب بوتين ومعنى إطلاق روسيا صاروخ MIRV لأول مرة
- جزيرة ميكونوس..ما سر جاذبية هذه الوجهة السياحية باليونان؟
- أكثر الدول العربية ابتعاثا لطلابها لتلقي التعليم بأمريكا.. إ ...
- -نيويورك بوست-: ألمانيا تستعد للحرب مع روسيا
- -غينيس- تجمع أطول وأقصر امرأتين في العالم
- لبنان- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على معاقل لحزب الله في ل ...
- ضابط أمريكي: -أوريشنيك- جزء من التهديد النووي وبوتين يريد به ...
- غيتس يشيد بجهود الإمارات في تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفا حو ...
- مصر.. حادث دهس مروع بسبب شيف شهير


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - رشيد غويلب - بعد تحرير البلاد من هيمنة صندوق النقد الدولي / حكومة اليمين تعيد الارجنتين الى مستنقع الديون