بسام مصطفى
الحوار المتمدن-العدد: 6053 - 2018 / 11 / 13 - 13:15
المحور:
الادب والفن
ماء..ماء..ماء...
أئتوني بقربة ماء
فأنا ظامىء كصحراء خاوية على عروشها
طرزوا هذي السماء بتراتيل الحزن الرقراق
فأنا ما زلت أصدق الأغاني وأسبح بحمدها
ولكم أقول: إن الله يأخذ من يحب إليه
لئلا يتمرغ في وحول الفانية..
ليت أحدكم بدل قلبي بحجر!
فالقلوب الهشة تنكسر كآواني الفخار
ولاسبيل لجبرها...
فيما سبق، كنت غيمة ملأى بالمطر
كنت بدرا وبيدرا...
كنت طائرا أشق كسهم بلا ثلم كل سماء
لكن أقولها ثانية: إن الله يأخذ من يحب
ويبعثرهم كالنجوم على ثوب السماء...
ثم كانت ويلات وحروب ومجازر
مقابر جماعية في كل صوب
قنابل ملغومة موقوتة وعبوات ناسفة عند كل منعطف
جثث الأغاني والترانيم ملقاة هنا وهناك دون كفن
خنجر ذو مقبض فضي يتلألأ في فؤاد عاشق
مرمي على قارعة الطريق.
يصلحون من هيأة الحجر والبيوت
ويقتلون ساكنيها...
يبحثون عن دمية عروس صغيرة
بين الأنقاض والخرائب
ويتركون صاحبتها تموت رويدا رويدا هناك!
يحبون الحيوانات ويكرهون البشر!
مدن مجنونة ممتلئة عن بكرة أبيها
لكنها يوم الجد قفار وقفور
مفازات للخسارة فقط لاغير...
لا، ما جئت لتسويد بياضكم
لكنني عطشان حد الفجيعة
خذوا كل الطعام
وقوائم الطعام
فقط
أئتوني بقربة ماء
أئتوني بقربة ماء
فأنا ظامىء كصحراء خاوية على عروشها
وفي جنباتي أخبىء لكم كواكب جديدة وأقمار!
#بسام_مصطفى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟