أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - التراجيديا الإنسانية 5















المزيد.....

التراجيديا الإنسانية 5


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 6052 - 2018 / 11 / 12 - 14:14
المحور: الادب والفن
    


التراجيديا الإنسانية 5

د. أفنان القاسم


بينَ الجمالِ والقوةْ
اختارتِ القوةْ
لم تكنْ تريدُ أن تخضعَنِي
كانتْ تريدُ أن أُحْبِبَهَا كما لم يُحْبِبْهَا أحدٌ قبلي
أنْ أقيمَ على بطنِهَا سوقًا
وأنْ أكونَ وحدي البائعْ
أنْ أرفعَ على ظهرِهَا سورًا
وأنْ أكونَ وحدي الضائعْ
اجعلني يا حبي قويةً أكثرَ مِنْ كلِّ النساءْ
ءِ
رجتني
أَحْبِبْ نهدي بِكَ يقوى
وبينَ أنامِلِكَ لَكَ يَهْذي
العنفُ هو الأبقى
الشيءُ الأحبُّ إلى قلبي
بالعنفِ أصوغُ ساقي التي تحبكَ أكثرَ مِنْ كلِّ بناتِ الأرضْ
والتي تُذِلُّنِي أقلَّ من أمي
ساقي التوازنُ بينَ عجزينْ
عجزُ الجمالِ لَمَّا تكونُ القوةُ عجزي
العجزُ هو الأرقى
ينعدمُ التوازنُ فتفرضُ القوةُ نفسَهَا على الجمالْ
الجمالُ قوةٌ والقوةُ مخالِبُهْ
الجمالُ أقوى الذئابْ
بِ
وأعتى
الذئبُ قَمَرٌ يَنْفُثُ بِغِلِّهْ
تَبْرُزُ المخالبُ مِنْ ساقي
الذئبُ أجملُ الحيواناتْ
تِ
وأقوى
الذئبُ قَدَرٌ يُلقي بِظِلِّهْ


بينَ المالِ والقوةْ
اختارتِ القوةْ
المالُ أقوى مِنِ القوةْ
لكني أشتهيكَ بقوةٍ تُفَجِّرُنِي سدًا في الفراشْ
العنفُ ليسَ عنفَ البطاقةِ البنكيةِ التي في جيبِكَ يا حبي
العنفُ سِحْرُ قُبُلاتِكْ
العنفُ سِرُّ وجودِكْ
العنفُ نبضُ كونِكْ
العنفُ دينُ عصرِكْ
العنفُ أنا
العنفُ أنتْ
العنفُ نحنُ بالمالِ قُبُلاً تحتَ كلِّ الأشكالْ
لِ
وبغيرِ دفترِ الشيكاتْ
العنفُ إعجازُ عَضَّاتِكْ
الذئبُ في جيبِكَ يعوي
يسمعُهُ الناسُ مِنْ مانهاتنْ
وفي الحيِّ اللاتيني يشربونَ القهوةَ على أرصفة المقاهي
ولا يسمعونَهْ
القهوةُ عنفُ الصباحْ
البنكُ الأسودُ في الحلقْ
القوةُ السوداءْ
الضَّحِكُ مِلءُ الشِّدْقَيْنْ
العملاتُ الحمقاءْ
ماذا تفعلُ إذا ما هاجمتكَ عملةٌ وأرادت قتلَكَ غيرَ أن تنفقَهَا؟
الضبعةُ هذا ما تسعى إليهْ
أنا لستُ ضبعةْ
أنا مائةُ يورو


بينَ النظامِ والقوةْ
اختارتِ القوةْ
قلتُ لها هذا لأنكِ النظامْ
السلطةْ
الفِعْلُ العيبُ في التوراةِ وفي الإنجيلِ وفي القرآنْ
جعلتني أنحني لنهدِهَا
وقالتْ لي أنت كتابي المقدسُ يا حبي
فِعْلُ العيبِ فيهِ آياتُهْ
هُ
وآياتُهُ عيبُ الفعلِ فيكْ
نهدي دونكَ ليسَ نهدي
نهدي تمساحٌ رأسُكَ بينَ فكيهْ
هِ
وبينَ فَكَّيْهِ القصرُ بِكَنَبَاتِهِ وباقي ما فيهْ
بالقوةِ أُخضعُ القصرْ
رَ
ولأخضعَ القصرْ
رَ
أُخْضِعُكَ ليكونَ نهدي
أعتدي عليكَ اعتداءَ المجانينْ
نِ
ليكونَ جنوني
أضاجِعُكَ تحتَ قوسِ النصرْ
ليكونَ نفاقي
اجتمعَ الجلادونَ ليبكوا ضحايا الحربْ
ساقي أنا التي تحبُّهَا هِيَ تلكَ الضحايا
لا تُقَبِّلْهَا بعدَ هذا اليومْ
لا تجعلْهَا نظامَ هذا الكونْ


بينَ السلامِ والقوةْ
اختارتِ القوةْ
لم يُحَيِّرْنِي الاختيارْ
حَيَّرَنِي الموقفْ
أخرجتُ من منديلي التاريخَ المطوي فيهِ بعنايةْ
منذُ أولِ رصاصةٍ كانت حبةَ بلحْ
وعددتُ حباتِ الرمانْ
لم تعدْ هذهِ أسبابي
كانت طريقتي في فردِ الأشياءْ
كشعرٍ طويلْ
أختارُ القوةَ قالتْ يا عنفَ هوايْ
كشعرٍ قصيرْ
فلا تكونُ الهمومُ قوتَكَ التي تواجِهُ بها أموري
ولا تكونُ النجومُ أهمَّ مِنْ ثرايْ
لا تكونُ كلَّ ما لا يكونُ عندي
لا تكونُ بعضَ ما لا يريدونَ أن يكونَ تحتَ سمايْ
أنا كلينكسُكَ عندما تبكي
أنا حُلْمُكَ عندما تفقدُ كلَّ شيءِ ما عداي
جسدي لكَ سِلْمُ القوةْ
فلتغتصبْهْ
هُ
ولتجعلْ منهُ حربَكْ
كَ
على الحروبْ
تحتَ قوسِ النصرِ هم يبيعونَ الجنودْ
فاشترِ السلامَ بمصانعِ حربِ نهدي
نهدي المجرمُ نهدي
نهدي الحقودْ
نهدي الذي يشخْ
خُ
في واشنطنَ وباريسَ وبرلينَ الموتَ أسلحةً لنعشي
نهدي تمساحُ السلمْ
مِ
تحتَ قوسِ النصرْ
ومفتاحُ الحربْ
بِ
تحتَ مِخَدَّةِ ماكرو


بينَ الدينِ والقوةْ
اختارتِ القوةْ
أنتَ الدينُ قالتْ يا حبي
بعدَ القوةْ
عنفُ الدينِ مرةْ
وعنفُ القوةِ مرتينْ
عنفُ القوةِ وعنفُ الدينْ
القوةُ عُنفانْ
فافرشْ بالفُلِّ المدمى السريرْ
وأِنِمْنِي في قلبِ مدنِ الحبْ
بِ
بينَ الركامْ
اشترني تحتَ قوسِ النصرِ بمليار
برازُ الضحايا أغلى من كل الجلادينْ
جثثُنا القادمةُ تتشمسُ على الشطآنْ
جحيمُنَا الفِرْدَوْسُ الذي سنصلي فيهْ
بولُ الضحايا أغلى من كلِّ المجرمينْ
أشلاؤنا القادمةُ تتأمَّلُ في الأيامْ
أوقاتُنَا الكراسي


بينَ الحزبِ والقوةْ
اختارتِ القوةْ
الحزبُ قَدَمٌ وفرشاةُ أسنانْ
ما هو قياسُ حذائكَ يا حبي؟
سيكون لكَ أجملُ حذاءْ
فلا تضطرني إلى العنفِ لِتُنَظِّفَ أسنانَكْ!
أنا لا يَهُمُّنِي الاقتناعْ
على بطني تنامُ السياسةُ وتنهضْ
ضُ
لتنامْ
تضاجعني
فأجبرُهَا
أضاجعُهَا
فأجبرُهَا
الجدلُ هذا ما علمونا إياهْ
في الفترينةِ حزبٌ للبيعْ
يقولونَ مِنَ اليسارْ
اليسارُ يمينٌ واليمينُ ردحْ
أنا يا حبي قوةُ الفردِ لَمَّا تنامُ النجومُ في حِضنِكَ وحِضني
في العنفِ ليستِ القوةُ نفسَهَا
في العنفِ تغدو القوةْ
يغدو الحزبْ
تغدو القوةُ إيديولوجيا
تكونُ الببغاءُ على الشباكْ
الدبُّ في القفصْ


بينَ العُهْرِ والقوةْ
تختارُ القوةْ
العُهْرُ أنا مَنْ يختارْ
مَنْ يجمعْ
هذا لأنكَ الاستقامةُ بعينِهَا يا حبي
وكلُّ ما يتبعْ
فبعني على فراشِ الملوكْ
كِ
وبعني على فراشِ الذينَ لا يملكونَ الكثيرَ مِنِ النقودْ
دِ
وبعني تحتَ قوسِ النصرْ
رِ
أنا والجنديَّ المجهولْ
أنا الوكرُ الذي سيظلُّ لكَ إلى الأبدِ وفيا
أنا البطنُ الملعونْ
دَلِّلْهُ في حِضْنِكْ
واحْنِنْ عليهْ


بينَ الابتزازِ والقوةْ
اختارتِ القوةْ
لأنَّ القوةَ تكونُ شرفًا للعنفْ
فِ
لما يكونُ الابتزازُ للجُبْنْ شرفا
ظهري ليسَ جبانا
بطني ليس "ترامبانا"
ظهري يحبُّكَ كبطني
أنامُ على بطني
وأنامُ على ظهري
فلا أبتزُّكْ
كَ
ولا تبتزُّنِي
أنا يا حبي النعلُ الذهبي
هربَ مني النعلْ
لُ
وتاهَ في الطرقاتِ بحثًا عن قدمي
كانت طريقتُهُ في كسرْ
رِ
التوازنِ بينَكَ وبيني
كأسُ التوازنِ مِنْ زجاجْ
البنيةُ المهشَّمةْ
انتهى العنفُ المعنويُّ للابتزازْ
وبدأ العنفُ المادي
التمساحُ يقضمُ الصناديقَ المصفَّحةْ
ةَ
والعروشَ والشعوبَ والجيوشَ وأطنانَ ذهبِ الغائطِ في بيوتِ المالْ
أنا قوةُ بنوكِ الماءْ
أنا كنوزُ الإنسانِ التي في أمعائهْ
أنا الصفقاتْ
أنا الصفعاتْ
أنا الركلاتْ
أنا الليلكْ


بينَ الضُّعْفِ والقوةْ
اختارتِ الضُّعْفْ
الضُّعْفُ حقٌ للمظلومينَ قالتْ
وللمغبونينْ
نَ
يا ويلاه!
الحقُّ الوحيدُ الذي تعطيهِمِ القوةُ إياه
فتعدِلُ دونَ أن تظلمْ
لهذا العنفُ مِنَّةٌ مِنْ عندِ اللهْ
افتحْ نهدِيَ الذي تحبُّهُ كما تحبُّ لحمَ الضأنْ
نِ
على الرَّغْمِ منهْ
واسكنْ فيهْ
اجعلْهُ بيتًا لكْ
كَ
ولجيبِكَ القويِّ بما ليسَ فيه
أثاثُهُ الجديدُ في الشاحنةِ التي تنتظرُ داخلَ الغابةِ تحتْ بينَ ساقيّْ
بينَ ساقيِّ الأملْ
رائحةُ أشجارِ الصنوبرِ أحلى
الطبيعةُ تتركُها لكَ بلا ثمنْ
الطبيعةُ ثروةُ الفقيرْ
رِ
والضعيفْ
ثروةُ الوطنْ
لهذا كانَ الضُّعْفُ أقوى مِنِ القوةْ
أقوى مِنِ السريرْ
الطبيعةُ أثاثُكَ الجديدْ
الطبيعةُ في الشاحنةْ
ةِ
تنتظرْ



#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التراجيديا الإنسانية 4
- التراجيديا الإنسانية 3
- التراجيديا الإنسانية 2
- التراجيديا الإنسانية 1
- سارة
- مريم
- فاطمة
- عزف منفرد على كمنجة جمال خاشقجي
- أنا لا أُطاق أنا لا أُحتمل
- أضواء أوتاوا
- صلوات سياسية ونصوص متنوعة الكتاب
- الإخفاقات الذريعة ونصوص متنوعة الكتاب
- الإخفاق الذريع 15
- الإخفاق الذريع 14
- الإخفاق الذريع 13
- الإخفاق الذريع 12
- الإخفاق الذريع 11
- الإخفاق الذريع 10
- الإخفاق الذريع 9
- الإخفاق الذريع 8


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - التراجيديا الإنسانية 5