عبدالسلام سنان .. ليبيا
الحوار المتمدن-العدد: 6052 - 2018 / 11 / 12 - 08:14
المحور:
الادب والفن
في لُجةِ الديجور أتّقدْ، وهسِيسُكِ هجعة الرُوح، طينكِ المفجوع، نكهة المجد بعينيكِ البنّيتين، معتقًا على ثخوم بريقٍ من رخام، بوحُكِ الأثيل يُساند سنابل حُلُمي، قمرُكِ يطارحُ العلياء، ينثرُ قبْسةٍ من ضوء، على فلاة الفقد المُوحش، يُهَشِمُ جُيُوب الغياب، تلفحُنِي ظهيرتُكِ الإستوائية، أدْلُقُ حبري على خطوط كفُكِ، أنبُشُ تعويذة جاهلية، ظَفِرَ بي الوجع، وتربصُني أجيجُ الشهوة الغائرة، إعتلي يا سيدتي شتاء قلبي، أنقُري على نواصي صمتي، رفّة هدبكِ، تتفصّدُ القوافي من عُيُوني، ها قد جَفّ إنتظاري تحت دِثار الشوق الضاري، الفقد يلوي أضلعي، بِتُ أرتّقُ ثُقُوب اليأس، أضْرِمُ ناري في فلاة الوحشة، وخيول غيْمُكِ تصهل بالعناقِ، أشُدُ لِجامُكِ بعقارب اللهفة، وعيناك كما طفلٌ جائع، يعصِرُكِ ألمٌ ناسغٌ، ورهقٌ غائرٌ، مُترنِحةُ الخُطى في مغاور العتمة، تباً لِحُلُمٍ تبسّم ورحل، آثر كهوف الحنين، شقّ الغمامُ تلافيف الفؤاذ، إنْفَقَأتْ برهة الإنتظار، لاحت كحبة ملح ثلجية على حافة الكبرياء، في تيهِ فضائي يصفعُني قيض خُلْوتي، أجفّفُ لهفتي إليكِ، أراكِ كقيلولة عرّاها الرّذاذ، باهتة مثل نارٍ في العراء، من نهدُكِ الشقي أروي صحراء ظمأي، ها قد دبّ في طينه الضجيج، بعد أن باغثه الغبار، وأجتاحه الأسى، قبل ألف عام، ينقرُ ذويُّكِ المأزوم، على أهداب سنابلي الحافية، وعلى وجيبك المُعاند، إحمرّت وجنة المساء المُكابر، صِرْتِ كالغيث المهيب، ومسامُكِ تنضحُ بالملح الشهي، همسُكِ الشدي ستار الروح، يهُشُ براثن الصقيع اللافح، ها قد ملكتني بضراوة التّجلي، أحتسي معك كأس البهجة الباذخة، أتجرّعُ ملح القصيد، أهَرْولُ صَوْبَ تِيهِ البيادر، أجمعُ محارات وأصداف عطشى، أعُود بطرائد الشهوة الهاربة، وعطرُكِ الفريد، وكنزتُكِ الزرقاء، يتيمة الأزرار، تهجرُ نهد لحوح فقير، وخاصرة جافة، يفضحها النعيب، وأنا أحلبُ ضرع الصبر الضامر، وألملم بقايا طين، من قعر فنجاني المُشاغب..!!
عبدالسلام سنان .. ليبيا
#عبدالسلام_سنان_.._ليبيا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟