أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - هلال عبيدي - غربة الامنيات السعيدة














المزيد.....


غربة الامنيات السعيدة


هلال عبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1516 - 2006 / 4 / 10 - 04:53
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لم يكن اكثر إدراكا من الآخرين بما أحاط بهم من ضجيج انهال عليهم لمرة واحدة..شاطئ النهر مكتظ بالمدعوين لحفلات الزفاف مامنهم الوحيد في القريه ..فوهات البنادق أحاطت بالمدعوين لتشترك في بحفلة العرس…!!النساء الفاتنات اخذ بهن جمالهن للتحولق ،سمه الجمال هو ما اجتمعن عليه،وليلتقطن الصور قبالة سلسلة الجبل المحادد لنهر دجله والمكتحل بمائه…نباتات خضراء نمت قربه والأسماك تتقافز مع نغم الموسيقى والطحالب أضافت الاخضرار لزرقة النهر ،سحر ألوان الطبيعة،بقلب شفافيته وصفاؤه ..مدير مدرسة النهرين سلطان يرتاد مأمن القرية مقطن ألمه وذكراه للتاريخ بحاضره وماضيه ولمعلمة المدرسة ،القرية،الموسيقى والرسم،التي غادرت القرية لقضاء عطلتها بين الأهل ومرسمها الكبير بمدينة الموصل ،قاصة له عن طريق رسائلها أليه خوفها من شبح المحتل وضراوة التفجير واعمال الخطف والعنف بليالي الشتاء الباردة ،فمدرسة النهرين مضى على تشيده اكثر من 35 عام ولم يعاد تحديثها كبقية مؤسسات ودور الدولة الجديدة بمنطقة سلطان والذي كان أحد طلابها وهو فخور بهذا ،عبارات تزاحمت على سياجها الخارجي وكتابات (الموت للمنتخبين…والموت مصير العملاء …وعاش القائد ..والقلم والبندقية فوهه واحدة …)فرقة من جيش المحتل حلت بدل الطلبه وتحفها عربات الهمفى وأسلحة واعتدة ومجندات وجنود من المحتل الأمريكي ،متخذيها مفرا لهم من برد ليالي الشتاء القارصة ،لتستنزف ماتيقى من حطام الزمن المر،حطام مقاعد الطلبه المصنوعة من الخشب ليطر دوا بردهم بنارا خلفت سخاما غطى الجدران والأثاث ولوحة الحائط التي طالما كتب عليها سلطان عبارات التاريخ عن حمورابي وفجر السلالات وسرجون الاكدى ….بمحاولات من مدير أراد الاطمئنان على بناية المدرسة راحت(هواء في شبك) …مفره ودنياه من نفاق المتطفلين بزمان الاحتلال ،ولينفجر بركانا معلوماتي أمام أبناء قريته …ليت الزمن يعيد أيامه مع حنين التى احبها كحب رمال الصحراء العطشى للمطر وحب الورق لحروف اللغة وحب القريه إلى مأمنهم الوحيد وللمعلمه التي تبعث بنفوس أبنائهم إصرارا على الإبداع والفن ،كحب الحقيبة للسفر …تمكن سلطان أن ياسر الذات قاصدا المكان نفسه وببطن كتاب عن التاريخ رسالة تلقاها مؤخرا من حنين وقعت مودعه على غلافها ولعرف إنها رحلت إلى الأبد إلى خرج البلاد ،أخذه أحزانها معها على أبيها الذي لفظ أنفاسه الأخير بسوق المدينه ليفارق الحياة اثر تفجير انتحاري بحزام ناسف …فحملت حنين الحقيبة والرسم والذكريات ،ولتمضى بعيدا عن غربة الأمنيات السعيدة ،فرفع رأسه تلفت يمينا وشمالا…آه لو يضع ألمه على جبل لأبكاه ..ألي اين المضي ..؟؟النهر وحده سيغسل أوجاعه ..مكان التأمل والطمانينه والقراءة ..اقترب الظلام مع الغروب ..حبات المطر سارعت بالنزول ..ليسيل ماء المطر على وجه الأرض القريبة من دجلة ،وفجأة شلت يداه سقط الكتاب ،هوى التاريخ والرسالة والحلم والحب والانتماء ،فجأة،ارتطمت قدمه بنباتات بزغت وعلب زجاجية فأرغه ،ارتعدت السماء يصوت أشبه بالرعد ،ضجيج لم يستطع تميز جهته ومصدره،سقط منكبا على الأرض وكتابه فغطى الطين جبهته ،اصبح مكشوفا أمام ضوء المروحية ،فجأة أطلقت نارا مرة واحده ليكون هدفها السهل والكل أمام عيناه المدرسة والطلبة والقريه والحبيبة والتاريخ..كانت تبحث عن مسلحين فى الجبل وقرب النهر ،كان التاريخ والحب والقريه والطلبة سلاحه ،فاستقرت الرصاصات بظهره وهو يحضن الكتاب والرسالة وذكريات حنين ..صباح جديد على القريه من دون سلطان وشمس أشرقت على نزيف استمر الليل كله فمرقت شفاه طبعت على صفحات الكتاب الذي بين يديه لينقطع النفس بعد أنين استمر الليل كله ..تعرت الذكريات وبصمت اذهل الزهور وموجات النهر وبراغيثه ،تلونت صفحات الكتاب بدم سلطان ..حروف اللغة تشهد انجرافها الى النهر لتمتزج معه ولتحملها جزيئات الماء الى الجبل لتقبله ولتمضى مع النهر مارة بكل ارض العراق. ا



#هلال_عبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارض الرافدين
- المكونات الحية فى النظام البيئى لرواية دابادا دراسة لبيان ال ...
- فناء منديل/نص ادبى رمزى


المزيد.....




- لا تقللوا من شأنهم أبدا.. ماذا نعلم عن جنود كوريا الشمالية ف ...
- أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك مجددًا.. ما القصة؟
- روسيا تعتقل شخصا بقضية اغتيال جنرالها المسؤول عن الحماية الإ ...
- تحديد مواقعها وعدد الضحايا.. مدير المنظمة السورية للطوارئ يك ...
- -العقيد- و100 يوم من الإبادة الجماعية!
- محامي بدرية طلبة يعلق على مزاعم تورطها في قتل زوجها
- زيلينسكي: ليس لدينا لا القوة ولا القدرة على استرجاع دونباس و ...
- في اليوم العالمي للغة العربية.. ما علاقة لغة الضاد بالذكاء ا ...
- النرويجي غير بيدرسون.. المبعوث الأممي إلى سوريا
- الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يتخلف عن المثول أمام القضاء


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - هلال عبيدي - غربة الامنيات السعيدة