كمال تاجا
الحوار المتمدن-العدد: 6051 - 2018 / 11 / 11 - 08:53
المحور:
الادب والفن
برهة من الزمن الوجيز
لقد ظفر بنا الزمن الوجيز
وأجبرنا
على التحلي
بدقيقة صمت
فرح عابر
-
وترك لنا شتات
ألحاظ
عاجزة عن ربط
قطيع أحداقنا
فوق معالف
الدقة
-
وأرجع لنا
توسع أحداق
تحاصر أوقات قصية
لا نستطيع اللحاق
بدقائقها السائبة
فوق المرعى
وعلى مدار الساعة
-
وسحقنا كهينهات
مبتورة الوقت
تحت سنابك
العجلة من أمرنا
-
ولذلك أيضاً
اندرجنا
بين عثرات
أضحت رميم
لزمن ولى
~
حتى تمرغنا بوحل الفائض
لتدحرنا ساعات الانتظار
في أوقات
تمر بسرعة مذهلة
دون أن ندركها
مهما تمسكنا بأذيال
هنيهاتها
في قطع مسافة نأي
البرهة
-
وتركنا قطار رقابنا
يسوقنا
نحو زمن طويل
ولى
-
وحشرنا أحداقنا
في مجرى
وقت وجيز
تضله الثواني
والتي لا ضفاف لها
على مجرى زمن
مستقطع
-
ونحن رهط
من القوم الدابين
على أديم الأرض
نلقى عن عاتقنا
الكثير
من الخطى العاثرة
لنبددها
وعلى غير سواء السبيل
~
ونسند - بتهالك أضلعنا
على مكب
عناقات ولت
-
ونبحث عن من
يشتت شملنا
لكي يهزنا صدى
طبل عظيم
يهز أركان
ثبات مزعوم
لا ينهانا
عن رقصة
هلع
ارتعاد الفرائص
على حلبات
الترويع
--
ومع ذلك فنحن ما نزال
نحث السير
في أحقاب
عشيات
لملمناها من على كتف
الغياب
غافلتنا بحضورها
-
ونحتفي بقدوم
سهرات على ضوء قمر
تطل علينا
ومن وراء ظهرانيها
-
ورأينا أمواج اليم
تقفز
أعلى اليابسة
وتكبح جماحها
الصخور الصلدة
مع كمية باهظة
من قش الزوارق
الهالكة
-
وتابعنا حفلات رقص
غبطة الرمال الناعمة
وهي تداعب
أمواج بحر ثملة
--
وسعدنا برؤية
صخب الموج الهادر
وهو يلطم الصخور
ويلقن الوداعة
درس
بضربة تنس مسددة
على ظهر اليابسة
-
وتناقلنا تراتيل
رزار الماء
وهي تنفجر
في مرمى النظر
مع الكثير من فقء
الزبد المتناثر
~
كنا نتبع الفيض
لنهز أيد
تلوح
لريح نزقة
لتمسكنا
من طرفي خلخعة
خلجاتنا
-
وننشد المنى
على أمل أن تشدنا
زوبعة
من ياقة
قميص مهلهل
يتمزق
بين أذرع
هبوبها
-
وتتعلق فينا
ومن أكف أكمامنا
لتبعثرننا
نتفاً شتى
وهي تشق طريقها إلينا
كريشة في مهب
ريح
ترويح عن النفس
-
ونتطلع من خلال
تصفيق
أوراق حفيف
على الترنم
-
لنرى السماء تدبك
فوق أديم الأرض
والبدر
راقص بقع ضوء
في مرابع ليل
يمزق العراء
على حلبات
طفو التحديقة
فوق المظاهرالعامة
لتفتح البصيرة
كمال تاجا
#كمال_تاجا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟