سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6048 - 2018 / 11 / 8 - 20:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يجب ان اعترف انى كنت دوما مولعا بقراءة كتاب الاعمدة اليومية الذين يقدمون موضوعا لا يتطلب سوى خمس دقائق فى قراءته . و تلك الاوقات كنت اتساءل بينى و بين نفسى كيف يستطيع هذا الكاتب او الصحافى ان يجد موضوعا لان يكتبه كل يوم .و لكنى عرفت لاحقا ان هذا ليس بالامر الصعب لصحافى مهمته الاولى معرفة ما يحدث و انتقاء الموضوع الاكثر اهمية او الموضوع المتداول و الذى يكون موضع تساؤل او يشغل الراى العام .
من هؤلاء الصحافيين ممن كنت اتابع كتابتهم الصحافى اللبنانى سركيس نعوم الذى كان له و لا ادرى ان لم يزل عامود اسمه, الموقف هذا النهار.و كان المقال مكثف الى درجة كبيرة حيث يتطلب ثلاثة دقائق لا اكثر لقراءته و هو وقت يستطيع المرء ان يوفره حتى و هو بانتظار غليان القهوة .
اما الصحافى الاخر فقد كان الصحافى المصرى مصطفى امين و كان له عمود اسمه مجرد فكرة.و هو مقال صغير لكنه مكثف جدا و لا شك انه كان يعكس مقدرة كبيرة لدى الرجل فى اختزال موضوع شائك فى بضعة اسطر مثل نعوم .و انا اعتقد ان مصطفى امين من كبار الصحافيين العرب ممن قراتهم .
اما عن المحتوى الايديولوجى فلربما يصنف الكاتبين من اليمين لكن هذا لم يكن يهمنى.انا احتكم الى عقلى و الى ما يسمى بالانكليزية ب الكومون سنس , وضع الكتاب فى اقفاص ايديولوجية مسالة ليست دوما دقيقة او صحية او حتى مفيدة
.
و بما اننا تحدثنا عن المقال اليومي فهناك حسبما اعرف اتجاهين او لنقل مدرستين ,الاولى المقال الذى يقدم تحليلا و يغيب فيه صوت الكاتب او يكاد , و المقال الذى فيه بعض المزج من تجارب الكاتب و مشاهداته .و انا حين اكتب كباحث اضع نفسى فى مسافة بعيدة عن موضوع البحث و احلل و اقرا باكبر موضوعية ممكنة و هنا استعمل كلمة موضوعية و ليس حيادية لانه من الغير الممكن لاى انسان ان يكون محايدا تماما , اما الاسلوب الثانى فهوانى اكتب فى موضوع اقحم نفسى و ارائى مباشرة فى المقال بدون ان يكون هناك اى مكان للبروبوغاندا
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟