|
هجرة الى نهر التايمز
مروان مازن
الحوار المتمدن-العدد: 6047 - 2018 / 11 / 7 - 21:52
المحور:
كتابات ساخرة
قبل عقود كانت نسبة تلوث نهر التايمز عالية جداً فانعدمت الحياة فيه ما دفع السلطات الانجليزية و الجهات المختصة و انصار حماية الانهار و الغابات و البيئة الى القيام بخطوات جادة لحل الازمة و تنظيم لوائح و قوانين صارمة حتى اصبح اليوم احد انظف الانهار التي تمر بالمدن عالمياً يعيش في اعماقه اكثر من مئة نوع سمك و عشرات الكائنات الاخرى.
سمعت سمكة تسكن نهر الفرات ان التايمز يستقبل اسماك الشبوط المهاجرة و يخبرها اصحابها قصصاً كثيرة عن النقاوة و الامان و الراحة و الترف الذي تعيشه هذه الاسماك فتكونت داخلها امنية الذهاب الى انجلترا اذ تأمل الرحيل في اقرب فرصة لكن تعلقها بعائلتها و خشيتها على مشاعرهم حال دون ذلك و لم تفصح عن امنيتها.
استعر غضب عارم جنوب النهر ضد المخلوقات المستحوذة على الحصة الغذائية الاكبر و ساءت الظروف مجدداً و ازدادت حصيلة السمك المسگوف و عادت الهجمات المتفرقة تقوم بها عصابات الاسماك المفترسة المتسترة بين الاحياء الاليفة راحت تستهدف الكائنات ذات الالوان المميزة البارزة فلجأت الاخيرة الى المياه المجاورة كنهر سكاريا و بحيرة سالدا و الخليج العربي ..الخ
بدأ المقربون من السمكة ينصحونها بالهجرة و يحثون والدتها على ارسالها الى مكان اخر حرصاً على سلامتها فظلت تحاول اقناع زوجها وسط ترقب السمكة الصامتة، مرت الايام و اقتنعت عائلتها بضرورة سفرها و ادركت السمكة انها متحمسة جداً لهذه الخطوة و كانت تحتاج دفعة معنوية من اسرتها ليزول احساسها بالذنب و الحنين و تم الاتفاق مع احدى الاسماك المغامرة لترافقها في رحلتها الطويلة و الشاقة.
ستنطلقان عبر الانهار و البحيرات و البحار و الممرات المائية في تركيا فاليونان ثم ايطاليا، سويسرا، فرنسا، بلجيكا، هولندا و المملكة المتحدة لتستقرا في نهر التايمز و حددتا موعد الانطلاق الاسبوع المقبل و السمكة تعد الساعات و الدقائق ، حماسها مفرط رغم جهلها بالمصير المجهول القادم.
غداً اخر ايام الانتظار فبعد غد سترحل عن الفرات و لا تطيق الصبر لترى العالم الخارجي و الحيوانات المائية الجميلة المتنوعة و تعيش تجربة السفر و المغامرة. باليوم الموعود استيقظ العالم على خبر كارثة سمكية راح ضحيتها الاف الاسماك لاسباب مجهولة يعزوها البعض الى الامراض و جهات ثانية تراها مفتعلة.
للأسف بطلتنا السمكة و عائلتها وقعو ضحية الكارثة و عثر عليها طافية فوق الماء بجوارها السمكة المغامرة التي رافقتها طريق الموت بدلاً من طريق التايمز.
#مروان_مازن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
طين الصدر
-
انت مو مال تويتر
-
موسى رئيساً للكوفي شوب
-
حجايتين
-
بناطير بفلس
-
ائتلاف الگاز العراقي
المزيد.....
-
-ذبدبات من غزة- يظفر بجائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان لندن ال
...
-
إعادة الإنتاج في 2024.. أفلام تبحث عن نجاح الماضي لكن النتائ
...
-
نزل تردد قناة ماجد الجديد 2024 أحلى الأغاني المميزة لأطفالك
...
-
دوناتا كنزلباخ.. ناشرة ألمانية وقعت في غرام الأدب المغاربي
-
-منتدى أصيلة- يحتفي بـ-شغف وإرادة- محمد برادة
-
ماضي الهيمنة والاستعمار.. هل تتغلب الفرنكوفونية على انحسارها
...
-
نعي رسامة تشكيلية فلسطينية استشهدت رافضة النزوح من شمال غزة
...
-
الإعلان 2.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 168 مترجمة على فيديو لا
...
-
مسلسل الدم الفاسد الحلقة 10 مترجمة قصة عشق
-
محاسن الخطيب: فنانة تشكيلية من غزة تنبأت بمقتلها في الحرب -و
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|