أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - خالد يونس خالد - لقاءاتي بالقائد الأب مصطفى البارزاني 2/3














المزيد.....

لقاءاتي بالقائد الأب مصطفى البارزاني 2/3


خالد يونس خالد

الحوار المتمدن-العدد: 1515 - 2006 / 4 / 9 - 12:47
المحور: مقابلات و حوارات
    


لقاءاتي بالقائد الأب مصطفى البارزاني 2/3
بمناسبة الذكرى 27 لرحيل البارزاني الخالد
القسم الثاني: حكمة البارزاني
اللقاء الثاني
يفكر كل كردي بما تعرض له رئيس الشعب ورمز الأمة من مؤامرات ومحاولات اغتيال. وكان أول هذه المحاولات في 29 سبتمبر/أيلول عام 1971، والمحاولة الثانية في 16 يوليو/تموز عام 1972، ونجى من المحاولتين بأعجوبة. ومع ذلك كان قائد الشعب الكردي يفكر بمستقبل شعبه، دون أن يفسخ الاتفاقية التي عقدت بينه وبين صدام حسين في 11 مارس/آذار عام 1970، حتى لا يعطي ذريعة للنظام بضرب القضية الكردية، وحتى لا تستغل الأوساط المعادية للشعب الكردي من أن البارزاني لم يكن جديا في السلام.

كنا مجموعة من أساتذة معهد الكوادر العائد للثورة الكردية، التقينا بسيادته عام 1974 في حاجي عمران، وأخبرناه عن طريقة تدريبنا وتدريسنا للكوادر الذين تخرجوا من المعهد. شعر بالغبطة الكبيرة، وقال بإعتزاز: "إعلموا ياأبنائي أن المال لايصنع الشرف، ولا يقول أحد أن فلان شريف لأنه غني. المسؤولية الوطنية والنضال الوطني الديمقراطي من أجل الحرية والكرامة تحفظ لنا الشرف". وقال بوقار وبنفس مليئة بالثقة والاطمئنان، هذه القصة الرائعة: "طلب مني رئيس الوزراء العراقي الأسبق في العهد البائد نوري السعيد أن أكف عن النضال، وعرض علي وعلى أبنائي المال الكثير والقصور والوظائف العالية فرفضتُ ذلك قطعا. واستغرب الرجل نوري السعيد متسائلا لماذا يا بارزاني؟ فجاوبته بلا تردد وبشكل حاسم: للإنسان شيئان عزيزان، الشرف والحياة. فإماّ أن يضحي الإنسان بحياته من أجل شرفه أو يضحي بشرفه من أجل حياته. وأنا أضحي بحياتي من أجل شرفي، لأنه لا حياة بلا شرف، فالشرف باق والحياة فانية، وشرفي هو كرامة الشعب الكردي".
فما أعظم هذا الإنسان الذي يعطينا أجلى أيات الكرامة والفداء والتضحية بعيدا عن الماديات لنفسه، ومعَلما يعي كيف يوجه الكوادر والعامة نحو النور.
ولنا في البارزاني الراحل دروسا في الإنسان الواثق بنفسه إلى درجة خارقة حين قال: "أنا فلاح مع الفلاح الذي يعمل في حقله ليُعيل عائلته بشرف ونزاهة، وأنا عامل مع العامل في معمله لينتج ويعيش حرا. لكنني مَلك مع الملوك ورئيس مع الرؤساء ولن أخضع لأي ظالم أومعتد".
تحدث عن أهمية العدل في الحكم، وتحدث كيف ينصف للمظلوم من الظالم حتى إذا كان من ذوي القربى. وهنا أنقل حادثة فريدة كيف أن البارزاني يأخذ العدل نبراسا في حكمه؟ وكيف أنه كان يساوي بين الحاكم والمحكوم في المعاملات؟ وكيف كان يقتص من الظالم للمظلوم؟
حدث مرة أن اشتكى بيشمه ركه كردي عند البارزاني الخالد من أن مسؤوله الأعلى ضربه بالسياط دون سبب وجيه. فأمر البارزاني الخالد أن يُحضِرَ ذلك المسؤول، وحدد موعدا للقاء به وبالبيشمه ركه المظلوم. وفي ساعة اللقاء، سأل البارزاني ذلك المسؤول عن أسباب ظلمه لذلك البيشمه ركه، وتبين أنه اعتدى عليه. فوضع البارزاني العصا بيد البيشمه ركه وطلب منه أن يضرب مسؤوله الذي ظلمه بنفس الطريقة التي تعامل معه المسؤول. تردد البيشمه ركه أن يفعل، ولكن البارزاني أصر من أن يأخذ المظلوم حقه من الظالم في مجلسه ذاك.
ماذا يمكننا أن نأخذ من دروس في هذه التجربة الفريدة؟ إنها وسيلة من وسائل التعليم المنهجي لكل كردي يشعر أنه مكَرَم في بيته الكردستاني، وأنه المناضل في ساحات التضحية ليحتفظ بكرامته. وأنه قبل ذلك ليس في مرتبة أدنى من المسؤول في ساحات الوغى. إنه عضو كامل النمو في المجتمع تماما كالذي هو أكبر منه أو أقل منه. أنه لا أكبر ولا أقل من مناضل كردي آخر. مدرسة يقودها البارزاني الخالد، لا من أجل أن يحصل على شهادة التخرج، بل من أجل ان يتعلم فيها ويُعَلم الآخرين ويتعامل مع الأجيال ماشاء الله تعالى أن يفعل.

كان يتألم حين كان يتحدث عن الإنشقاقات التي حدثت في صفوف الحزب، وتحدث بمرارة عن أولئك الذين يحملون السلاح ضد الشعب الكردي. لكنه أثبت بجدارة عن تسامحه وقدرته على العفو عند المقدرة، فانتهز فرصة العفو عن جميع الذين وقفوا ضده وضد الثورة الكردية بعد إتفاقية 11 آذار1970. وسمح لهم بالمساهمة في البناء الديمقراطي. وهو بهذا أثبت بأنه أب الكرد بلا منازع.
كان الراحل متسامحا يحمل في أعماقه أسمى الأخلاق الأنسانية، مؤمنا أشد الإيمان باللّه، وبحق الإنسان في الحياة الحرة الكريمة. حديثه شيق وجدي، يعرف أن الكلمة مسؤولية، وهو يدعم كلامه بالآيات القرآنية الكريمة. إنها صفات القائد الإنسان الذي لم يعرف الحقد على أي كردي معبرا بذلك عن كرامة الإنسان بمنتهى درجات العظمة الإنسانية.
الراحل مصطفى البارزاني ذلك الصرح الشامخ الذي رفع راية الكوردايه تى عالية
بقلبه وفكره وعمله، ودخل قلوب الجماهير لتحتضنه وتحبه ماشاء الله تعالى أن تدوم الحياة، فسارت الجماهير الكردستانية تحت تلك الراية منذ أكثر من نصف قرن من الزمان. حملها الأب، ويحملها الذين من بعده، ويحملها الشعب الكردي كله، وتحميها الأفئدة والأنفس، وتدافع عنها الجوارح والأرواح.
1 مارس آذار 2006
• باحث وكاتب صحفي مستقل
• القسم الثالث: إرادة البارزاني الصامدة وآلام المؤامرة



#خالد_يونس_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاءاتي بالقائد الأب مصطفى البارزاني 1/3 بمناسبة الذكرى 27 ل ...
- البحث عن الهوية الكردية
- نقد العقل الكردي 2/2 ماذا نعمل من أجل حرية كمال سيد قادر؟
- نقد العقل الكردي 1/2
- قمة الاحسان- مناشدة إلى الرئيس مسعود البرزاني
- الديمقراطية وحق المواطنة والحقوق القومية الكردية في الدستور ...
- الثقافة والتربية وحقوق المرأة والطفل في عراق اليوم
- الديمقراطية وحق المواطنة والحقوق القومية الكردية
- الكرد، ما لهم وما عليهم في مشروع الشرق الأوسط الكبير
- الكرد والديمقراطية العراقية ومشروع الشرق الأوسط الكبير 1/2
- الدولة المدنية الديمقراطية الدستورية
- هل يصلح النموذج الإيراني للعراق؟
- تدخل السلطة الإيرانية في العراق خطر على الديمقراطية والوحدة ...
- كردستان لن تكون مستعمرة داخلية والعلاقات الاستعمارية لن تحكم ...
- متى وكيف ولماذا يصبح خيار استقلال أقليم كردستان حتميا؟ القسم ...
- متى وكيف ولماذا يصبح خيار استقلال أقليم كردستان حتميا؟
- وحدة العراق تكمن في الاعتراف بحقوق الكرد عمليا
- الثوابت الكردستانية
- هل من رؤية واضحة في عراق اليوم؟ القسم الرابع: رؤية نقتنع بها ...
- هل من رؤية واضحة في عراق اليوم؟ القسم الثالث:إستراتيجية الأم ...


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - خالد يونس خالد - لقاءاتي بالقائد الأب مصطفى البارزاني 2/3