|
بيان الحوار السري
سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي
الحوار المتمدن-العدد: 6041 - 2018 / 11 / 1 - 23:28
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
أخيرا ظهر عمار آمون الذي إختفى في ظروف التفاوض السري الذي جرى بين حركة الحلو والآلية الافريقية باثيوبيا ووفدي نظام الإنقاذ والحركة الإنقلابية الإنفصالية بجنوب افريقيا، ظهر آمون بعد أن كشف الحوار السري وإعترف نظام الخرطوم بلقاء الحلو وفشل التفاوض بينهم لأسباب متضاربة في الشكل والمضمون بين تصريح النظام وبيان حركة الحلو، وعليه نتطرق لبعض النقاط التي وردت في البيان.
أولا. وفد الحركة الشعبية الذي قاده القائد ياسر عرمان لمفاوضات السلام باديس أبابا طوال الفترة ما قبل الإنقسام لم يستسلم لمحاولات النظام فرض أجندة تجزئة قضية السودان وحصر الحلول في إطار المنطقتين فقط، لكن النظام لم يكن يريد حل شامل بل يسعى لتوقيع إتفاقية محاصصة مناصب ليس إلا، وهذا ما قاد لفشل جولات التفاوض الرسمية والغير رسمية، ومع ترويج النظام لخطاب تجزئة القضايا والحلول، إستجاب الحلو ومن حوله ليقع الإنقسام، وتتوقف المفاوضات.
ثانيا. وقعت الحركة الشعبية وشركاء تحالف نداء السودان والحكومة علي وثيقة خارطة الطريق التي تمهد لحوار السودانيين لحل مشكلات الحرب والفقر والتهميش السياسي والإقتصادي وما زالت أطراف المعارضة الموقعة علي الخارطة مجمعة علي ضرورة تنقيذ بنودها بينما النظام يمانع بتهربه منها، وبعد لقاء عبدالعزيز الحلو بوفد نظام الخرطوم أعلن عمار آمون في بيانه عن عدم إعتراف حركتهم بثلاثة وثائق تم التوقيع عليها في السابق وهي مسودات الإتفاق الإطاري وخارطة الطريق ووقف العدائيات وإحتفظوا بمخرج الدعوة إلي تعديلات لخارطة الطريق، وقد أعلنوا رفض النظام لمقترح الحلو حول الحوار السياسي قبل الإنساني، بينما رفض النظام خلال الجولات السابقة مقترح الحوار الإنساني قبل السياسي، وقال النظام في صحفه بعد لقاء (السرية) أن فشل التفاوض سببه رفض وفده التفاوض حول تقرير المصير وهو الذي لم يتناوله آمون، والأسئلة المنطقية هنا هي لماذا تأخر بيان حركة الحلو حتى كشف لقائهم وإعتراف النظام وتصريحاته؟ ولماذا تم إبعاد وسائل الإعلام عن مجريات الأحداث؟ ولماذا نقل التفاوض من أديس أبابا إلي جوهانسبيرج؟ وما هو سبب رفض حركة الحلو للتفاوض الشامل الذي يشارك فيه الجميع أمام العالم أجمع وإختيار تفاوض ثنائي داخل غرف مظلمة؟ وهل حل مشكلة مناطق بعينها يعني حل مشكلة السودان.
ثالثا. الحديث عن المشاركة في كتابة الدستور وفقا لمخرجات حوار (الوثبة) هو حديث عن حوار صاغه النظام بطريقته ووضع فيه ما يريده البشير لا الذي تريده المعارضة ولا الشعب السوداني، وتعديل الدستور او كتابة دستور جديد شيئ يحتاج لتهيئة مناخ سياسي وإجتماعي بمستحقات السلام والحرية والعدالة والديمقراطية، وهذه الدعوة لا تسندها حقائق بل هذه (أكذوبة القرن) يريد النظام أن يمررها رغم رفضها بشكل مبدئي من قبل السودانيين، ويسعى النظام لتسوية صورية مع حركة الحلو تضمن له تحقيق تعديل الدستور وقد قدم طرحه لهم في اللقاء السري ولكنهم أخفوا ذلك، والحركة الشعبية وحلفائها لهم موقف واضح تجاح تعديل الدستور والإنتخابات لذلك كانت حملة (كفاكم) واحدة من حملات الإحتجاج علي سياسات النظام ومحاولاته الفاشلة لتزوير إرادة السودانيين وحكمهم بقوانيين لا تمثلهم ولا تعبر عن أدنى الحقوق السياسية والمدنية للمواطن، هذه اللقاءات السرية تعبر عن سياسة النظام الهادفة لتقسيم المعارضة وتشتيت المواقف حول قضايا الوطن والمواطن، ووجدت تلك السياسات دعم جهات خارجية مستعجلة علي طي ملفات السودان بحلول لا تخدم مصالح السودانيين ولا يمكن أن تطوى ملفاتهم السياسية والإقتصادية والأمنية بهكذ أطروحات، وهذه سياسة لا صلة لها بأشواقهم الممتدة للتغيير والتحرر وبناء دولة سلام ديمقراطية، لذا كل الذين يحاولون تقرير مصائر الشعوب من خارج إرادة وطموح الجماهير لا يأتون بحلول جزرية تكون ناجزة لتحقيق إستقرار يذكر بل هم يؤسسون لمشكلات جديدة تطيل الظلم وتفرز صراعات جديدة، وهذا نرفضه بشكل قاطع، وقد عبرت الحركة الشعبية بقيادة القائد مالك عقار عن رغبتها في تسوية سياسية شاملة وفقا لقرارات مجلس السلم والأمن الافريقي ومجلس الأمن الدولي وعلي أساس مرجعيات التفاوض المعترف بها محليا وإقليميا ودوليا، لكن النظام فضل مفاوضة من يعملون خارج الوثائق والعهود وضد الإجماع الشعبي والوطني.
أخيرا لا سلام ولا حرية سيكونان بفرض التسوية الجزئية التي تصنع داخل غرف الظلام، فالسلام والحرية من حقوق السودانيين التي لا تقبل القسمة علي عشرة، والوطنيين هم حملة وحماة قضايا الجماهير ولا يمكن تزوير موقفهم بحملات إعلامية وبيانات الفضيحة، وستظل المواقف المبدئية ثابتة وإن تغيرت كل سياسات العالم وإنقلب المنفعجية علي شعبنا، فنحن سائرون علي ذات الطريق، أما أن نصل موطن المواطن بسلام شامل او نموت علي ذاك السبيل.
سعد محمد عبدالله 1 نوفمبر - 2018م
#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رحيل الإعلامي حمدي قنديل
-
رئيس الحركة الإنقلابية الإنفصالية ثقب القضية بمسمار الدكتاتو
...
-
تعليق حول راهن الخرطوم
-
ميلاد رواية مراسم العتمة للروائي الشاب إبراهيم الروسي
-
شباب توك ومناقشة حريات وحقوق المرأة
-
تعليق علي مقالات القادة ياسر عرمان وعمر الدقير
-
الخرطوم والعزلة
-
التضامن مع الرفيق ضحية سرير توتو لوقف إجراءات إستجوابه بالقا
...
-
ميلاد مدارات جديدة في الذكرى السابعة لإندلاع الحرب في النيل
...
-
رحيل المناضل د. أمين مكي مدني
-
حكاية اللبراليون والإنقاذيون
-
حول الإنتخابات القادمة
-
إجتماعات - باريس
-
قصيدة - حزن
-
البشير وخطاب الحملة الإنتخابية
-
إنتخابات السودان
-
حقوق الشعوب الأصلية
-
تهنئة إلي الفيلسوف الجزائري بشير ربوح
-
مشاهد للتاريخ حول قضية المك النوبي والسناري حاج رحال
-
الجبهة الثورة والنجاح في إمتحان الديمقراطية والوطنية
المزيد.....
-
الحوثيون يزعمون استهداف قاعدة جوية إسرائيلية بصاروخ باليستي
...
-
إسرائيل.. تصعيد بلبنان عقب قرار الجنايات
-
طهران تشغل المزيد من أجهزة الطرد المركزي
-
صاروخ -أوريشنيك-: من الإنذار إلى الردع
-
هولندا.. قضية قانونية ضد دعم إسرائيل
-
وزيرة الخارجية الألمانية وزوجها ينفصلان بعد زواج دام 17 عاما
...
-
حزب الله وإسرائيل.. تصعيد يؤجل الهدنة
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين مقاتلي -حزب الله- والقوات الإسر
...
-
صافرات الانذار تدوي بشكل متواصل في نهاريا وعكا وحيفا ومناطق
...
-
يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين والجيش يرفض إعلان ا
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|