|
لانزر ولا هذر2
جوزفين كوركيس البوتاني
الحوار المتمدن-العدد: 6040 - 2018 / 10 / 31 - 23:35
المحور:
الادب والفن
1 قالوا ما شكله حدثنا عنه قلت يصعب وصفه حبه حب عميق عتيق بعتق مخطوطات أجدادي الغابرين وشرعت أصفك لهن والغصة تشاركني بوصفك. ـ قائلة هو يذكرني بخوذة جندي قتل في معركةخاسرة ولا احد يعرف لصالح من! هو صديق يحمل عني الحمل اينما اكون هو يشبه ذلك الصندوق الخشبي لذخيرة متروكة. خلف بيتنا من بقايا حروب كنا الضحية والمقصود معا. و انتهت المعارك مع الانقضاء اخر فرد منا. اما بالتهجير اما بالاقصاء واما بالقتل واما بالترويع وبين الاسلحة المتروكة على ارضه الطاهرة وذكريات الطفولة المرة. نبت الصدق. ونبتت الطيبة. و نبتت شقائق النعمان والنرجس. هو كشيخ مشتاق لاهله الغائبين ينتظربلهفة قدومهم المستحيل ينتظر بوجع . من يآت ليلمه ويعيده كما كان. في الحال تعرفوا عليك قائلين اذن انه الوطن. قلت احمله في داخلي اينما اكون اعرف انه بأنتظاري ويحلم بلم ابناءه المشردون بضمة واحدة. وعلى جبينه تنبت الأحلام الغير مستحيلة. والأمنيات الخضراء كقلبه. يحلم بعودة أبناءه الضالين إليه وفي حضنه تغفو ذكرياتي المريرة والطفولة التي لم تمنحني دمية بل لوح طين لأكتب عليه أسمي الذي غيروه القادمون بحجةانه اسم غير متحضر.
و أحلم اليوم بأيقاضه ولو بقوة ليضمني ليلمني لأن شعور بالضياع هدني أيها السامعون ! 2 الذهب الأسود الذهب الصفر الذهب الأزرق كله يساوي صفرا امام قلوب أهلي الطيبين كلها أسعارها متذبذة صاعدة نازلة الا قلوبكم يا أهل الرافدين ثابتة لا تزعزعها سوى دموع الأمهات ! 3 اتأمل صورتك بحياد.بجماد. اكتشف رغم مرور الكثير لفقداني لك. بأنك لا زلت تتمسد رأسي الصغير بود. ولازلت في حداد.رغم مرو الكثير على رحيلك. كأني ياجدي لم أكبر. تصور ياجدي أخرج كل يوم من الصورة واقوم بأعمالي وواجباتي وعندما انتهي أعود أقف بجانبك في الصورة ويدي قي يدك كما كنت تفعل دائما ! 4 جالسة عند حافة الدرج مبللة يتقطر منها عرقا غزيرا تفوح منها رائحة حطب مبتل وهي ممسكة برسائله القديمة لم تعد تحتاجها انها خزنت كل كلمة كل عبارة رقيقة دونها لها خزنت كلماته كما يخزن النبيذ في زق عتيق حوافه متآكلة مثل قلبها اشعلت عود الثقاب ودستها بين الورق والحطب المبتل واضرمت النار بحب مات بسكتة قلبية ومن يومها رائحة حطب مبتل تفوح من ملابسها من جلدها تذكرها برجل رحل ولم يعد! 5 قالت بوجع هذهذي حصتي من الحياة حفنة عدس ولحظات سعيدة سقطت من جيبه المثقوب التقطها قلبي العطب وكان على عجلة كما يلتقط الغراب حبات الذرة من حفل تحرسه فزاعة تبتسم طوال الوقت لك ولحظك العاثر ! 6 حزين وجهي ك وجه مؤمن في يوم الجمعة الحزينة ساخر ك وجه قردة ابتاعها مهرج متنقل لعرضها على المارة قبالة بعض قروش. تتنطط القردة تعلك تقشر حبات الفول كل هذا لتلفت نظر المارة الغير آبهين وتدهش حركتها القادمون الجدد إلى آلة المدن التي تعلمك الأدمان على التبضع ومقايضة من تبق لك من العمر بالتفاهات.. المدن وحدها تأخذ منك أجمل أوقات العمرلتهيدك مقابل ذلك عشاء باهض في مطعم فاخر. وهي المدربة على يد مهرجها تتبع تعلماته وحركاته المضحكة وعند أنتهاء الوصلة الفنية الهزلية يلمها صاحبها ويعود بها الى بيته القديم الآيل للسقوط وتشاركه ما قسم آلله والمارة بفتافيتبالكاد يسد جوعها. وثم تغفو على كتفه من جراء يومهم المضني ومن أ وضجيج صوات المتفرجين. من حرارة الشمس المحرقة التي لدغت رقبتها. يشكرها مالكها الفقير يحممها يمشطها يطعمها بيديه الراجفتين وهي هادئة صامتة منهكة مطيعة وبعدها يجلسها بجانبه ويبدأ بالشكوى لها عن وحدته ويعترف لها بأنه وغدلأنه يستغلها وهذا أكيد. يستغل براءتها الحيوانية ويخبرها بالحقيقة بأنه مجبر لان العاطلين في البلد فائضين ملؤا المدن ملؤا الطرقات وهو ماكر. بحيلة صغيرة ومسلية يقوم بسرقة ماتبق في جيوبهم الشبه خالية. هي بعض قروش بالكاد يسد به جوعه وجوعها. هي صامتة لقد فقدت ذاكرتها ولم تعد تتذكر شكل الغابة واقرانها من القردة سوى اخر لحظات أي يوم كانت معلقة على أحد أغصان الشجرة . وكيف أنها سحبت بقوة ودست في سلة عُدت لبيعها لمهرج متجول ومن يومها وهي ترقص وتصلي تقفز وتسلي وتملء وحشة صديقها بالحركات المضحكة. الكل يتسلى بها وهي تتسلى بجمع قشور الفستق والأستمتاع بالأستماع إلى شكاوى مهرجها الطيب. التي لا تعد ولا تحصى... من يوميات قردة مقيدة بحبل مهرج حكيم ! 7 اعترف ليست لي اعداء ولا اصدقاء ربما لاني كنت مكتفية بك ! 8 كلما تتعبني تفاهة الاخرين اهرع اليك ادس رأسي الصغير بين جنحيك كفرخ بط مبلل حزين ومطمئن ! 9
ما بيصره القلب يصعب تصديقه وانا قلبي بصير يعرف الكثير! 11 بين النقمة والنعمة خط مستقيم لا يسير عليه غير المهرجون والحالمون ! 12 ارتطم راسها بالواقع المؤلم واضرجت بالحياء ومن يومها وهي تنزف حنين ! 13 فأس الحطاب حطم الشجرة وعش الحمام بينما كان الحمام يغط في نوم عميق بأنتظار ان تفقس فراخه ولكن كل شيء تحطم بضربة واحدة لا غير ! 14 كن من تكون صعلوكا ملكا حكيما احمقا معلما متعلما فأنت الان فعل كان ! 15 قال العطار للعشبة كما تعلمين حيلي محدودة ردت العشبة مع ذلك تراهم يلجؤون إليك وهذا بعد ان تكون كل حيلهم قد نفذت معتقدين انك قد تمنحهم شيء غير الذي عندهم ! 16 الشوق اليه يكبر والجوع بأصبعه ينقر على النافذة والغيمة بحجم الكف تتبدد الجوع سنجاب ماكر يحفر هنا وهناك باحثا عن مؤونة مخبئة يبحث عن بقايا عطر بقايا لمسة لكن عبثا ! 17 كسر ضلعا من اضلعها لوى ذراعها كل ذلك ليختبر مدى قوته وهي بسذاجة المرأة الشرقية كل ظنها انه يغازلها بكل ما لديه من القوة وبمحبة. كل ظنها انها مداعبة رجل مشتاق. ثم اختبرها بكلامه المر كالعلقم. قائلا عرضت نفسي الغالية. كل ممتلكاتي للبيع ومن ضمنها عشيقاتي ظنتها مزحة ردت عليه مازحة ومن ذلك الأحمق الذي اشتراك. رد بتباه أمرأة نبيلة. مستقيمة ومشهورة بالحسن السير والسلوك وافقت على شرائي انا وكل ما أملك دون اي نقاش هذا يعني أنا وأنتِ أصبحنا من ضمن الملكية ورهن أشارتها قالت بدهشة من يفهم لغة المكر. وماذا ستفعل بعدها؟ رد ساخرا . أولا ستتخلص من كل عشيقاتي وبعدها ستصفي كل أموري الشخصية وأموري العالقة معك. أما عني سأمضي الوقت في الجلوس بجانبها ومدح فضائلها ومدحك للتضحية التي قمت بها لأجلي ولكونك الضحيةولكوني طامح حر. وصلت إلى ما كنت أبتغيه.و الصعود على الأكتاف ليس سهلاًيا عزيزتي.. والمال يصنع الكثير يا عزيزتي ! 18 قال الحاكم الكريم للمواطن الامين اعطيني رأسك لأعطيك قطعة ارض رد المواطن الكريم وماذا افعل بقطعة الارض إن قطعت أنت رأسي. رد بلطف لتدفن فيها معززا مكرما ! 19 دس هذا اللعوب. في حقيبة يدها قصاصة ضاربا موعدا معها. وبدورها دست القصاصة في جيب تك الصهباء التي يواعدها على الدوام في نفس المكان ردت على وقاحته بكل ادب ومن يومها لم يجرؤ على التطفل او النظر اليها ! 20 معك كم كنت مزدحمة بالاصدقاء المرآة صديقتي
النافذة صديقتي النجوم اصدقائي الشمس تلازمني فرحة الصابون المعطر وعطري الهادئ وسدادته على شكل افعى شبهية بتك الافعى التي اغوت أمي حواء وأغوتني يوم أغرمت بك حتى أحمر الشفاه كان صديقي الذي لا يفارقني. وأقراص الأغاني الهادئة والصاخبة كلها كانت ترافقني وتسليني. لحين قدومك الي اما اليوم بعد رحيلك فانا وحيدة ك عجوز تطرز كفنها بالخفيا وهو ترنم بصوت خافت ! 20 اعترف حصوتك اصابتني لم تفلح بأطاحتي لكنها كسرت احدجناحاي رغم كسرك لي فلازلت اطير لكن لم اعد احلق عاليا كما كنت.... وادور حول نفسي وعندما ينهكني الطيران تراني اختبئ في صدر شجرة كثيفة ك لا تطالني حصاة مقلاعك ايها الصغير الذي يمضي الوقت بين الغابات الكثيفة برفقة مقلاعه لجمع الحصاة الصغيرة وكسر أجنحة الطيور من ضمنها جناحي !
#جوزفين_كوركيس_البوتاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سعيدة
-
من يصدق أننا نحسد الموتى
-
أرق
-
الريشة السحرية
-
كيف حالك ياجار
-
آه تذكرت
-
نعمانة
-
البديل
-
غربة
-
لحظات مكسورةالجزء السابع
-
لحظات مكسورة الجزء السادس
-
أحلام مخبئة في حقيبة سفر مهترئة
-
مذكرات بول بريمر
-
يوميات ورقة تحتضر
-
طفلة شاطرلو شاخت
-
رأيت ما رأيت
-
لا نزر ولا هذر
-
أمرأة بلهاء
-
لساني حصاني
-
المتباهي
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|