أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود سعيد كعوش - حكايةٌ لم تكتمل فصولها!!














المزيد.....

حكايةٌ لم تكتمل فصولها!!


محمود سعيد كعوش

الحوار المتمدن-العدد: 6040 - 2018 / 10 / 31 - 13:45
المحور: الادب والفن
    


حكايةٌ لم تكتمل فصولها!!

بقلم: محمود كعوش
ساعةَ تقابلنا صدفةً وعلى غيرِ ترتيبٍ مُسْبَقٍ، اقتصرَ حِواري معها على سؤالِ مُقتضبٍ مني لها وعلى جوابٍ مُطولٍ منها لي لَمْ تكتملْ تفاصيلُهُ وبقيَ للحديثِ بيننا بقيةٌ تأتي لاحقا، إن أمَدَّ اللهُ بعمريناً.
سألتُها عن عائلِتها وأحوالِها وعن صحتِها وأحوالِها وآخرِ مُستجداتِ قِصَتِها مَعْ فارِسِ أحْلامِها الذي كانَ قدْ عادَ للتوِ من بلادِ الغربةِ بعدَ غيابِ بضعِ سنواتٍ، فسَرَدَتْ لِيَ الحكايةَ على أساسِ أنها ستكون من البداية للنهاية وقالت:
"يومَ التقيتهُ بعد طول شوقٍ وعذابِ روحٍ وتَشَظِي فؤادٍ كادَ أنْ يَنْفَطِرَ ويَقْتُلُهُ الانتظارْ لَبِسْتُ ثوبيَ البنفسجيَ اللونِ، وتَزينتُ له بأبهى الحُلِيِ والورودِ والزهورِ، وتَطَيَبْتُ بأفخرِ العطورِ والروائحِ الباريسية، ولَمْ تَهْدأ نفسي إلا بعدَ أنْ شَرِبْتُ مِن مُقلَتيهِ زَهْرَ اللَّوزْ، وَمِنْ أنْفاسِهِ الدافِئَه احتَرَقَتْ وجنتايَّ باللَّهيبْ، وَفَوقَ رُموشِ عَينيهِ أمْطَرَتْ أشلاءُ عِطري.
بحضورهِ استَعَدْتُ جميعَ اللغاتِ التي كُنْتُ قدْ فَقَدتُ لِبُعْدِهِ عني، وعَزَفَتْ آلاتُ الأكورْديون وَالكْلارِينْيت وَالفلوتْ وَالجِيتارْ وَالساكْسفونْ وَالكَمانْ لَحْنًا موسيقِيًا خرجت مِنهُ أنغامٌ وَايقاعاتٌ راقِصَةٌ مُعَبِرَةٌ ومُؤَثِرَةْ، وَدَقّت الطُّبولُ ونَقَرَتْ الدُفوفْ، وَعَزَفَتْ المَزاميرُ وَالرَّباباتُ وَالناياتْ.
يومها َقَبَلْتُهُ ألْفَ قُبْلَةٍ وقُبلَهْ، قَبَلْتُهُ حَتى سَكِرْتُ صمتًا وَحُبًا من ريقِهِ كَما سَكِرَتْ الأناقةُ وَالعُطورْ مِن رِضابِ ثَغرِهْ، قَبَلْتُهُ حتى تَجَمّدَ فَوقَ ثَغْرِهِ السُّكرُ وتَراخَت الأوصالُ وانطفأَ الظَّما.
عندها تَعرَّقتْ الورودُ وزُهورُ البنفسجِ والنرجسِ والعَطاسِ وَالزَّنبقِ وَشَقائِقُ النُعمانْ والأوركيد وَالقُرُنفُلِ وَالأُقـحُوان، وَتوهجت الجَواهِرُ وَالمُرجانُ وَالياقوتُ واللُؤلُؤ وَالعَقيقُ والفَيروزُ وَالذّهَبُ وَالفِضةُ وَالماسُ وَالزُمرُّدُ والزبرجَدُ فازدادت لَمَعانًا وبريقاً، وأكثر وأكثر وأكثر...بكثير!!
ثمَ تَنَهَدَتْ وأضافتْ:
"ما أَجْمَلَ أنْ أَموتَ صَمتًا في بَحرِ عَينَيهِ وَهُوَ يُشرِقُ باهِتًا مُلتاعًا أَو أنْ أَكونَ شَهيدةً في مِحْرابِ هَواهْ
ما أجملَ أنْ يتحققَ لي ذلكَ قَبلَ أن يَفتَرِسَنا عَصرُ الجُنون
وَقَبلَ أن يُصارعَنا التَيارُ وتتقاذفنا الأمواجُ العاتيةُ والصّاخبةُ مِنْ كُلِ حَدْبٍ وَصَوْبْ
وَقَبلَ أنْ يطرأَ شيءٌ مفاجئٌ على أفكاري فتَتَبدلُ آرائي وَيُقرَضُ الشِّعرُ على غيرِ العهدِ بهِ فيلفظُ أنفاسَهُ وَيَتحوّلُ إلى جُثةٍ هامدةٍ ويُلَفُ جثمانُهُ ويجري الإعدادُ لجنازتِهِ ويُنْقَلُ إلى مثواه الأخير!!
هنا عادت وَتَنَهَدَتْ تنهداتٍ مُتلاحِقَةً ومُتَواصِلةً ثمَ ْ قالت:
وللحديثِ بقيةٌ إلى أنْ تَكْتَمِلَ كلُ فصولِ الحكاية..."!!

محمود كعوش
[email protected]



#محمود_سعيد_كعوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاضَتْ شُجوني!!
- صَبٌ ليسكرني الهوى!!
- صًبٌ ليسكرني الهوى!!
- يا لِنَوى البُعْدِ ياهْ!!
- رضابُ الحبيبة
- هل تذكرين؟
- إني بالفدايةِ أولُ
- أُنشودَةُ الحُبِ والمَطرِ
- هيفاء جودي
- الشهيد جلال كعوش...أيقونة النضال الوطني والقومي
- في ذكرى جريمة حرق الأقصى المبارك
- خالدٌ أبَدَّ الدَهْر
- القائد الذي عاش لفلسطين وقضى شهيداً من أجلها
- أضواء على قانون -يهودية الدولة- الصهيوني العنصري
- قانون أساس القومية...أقصى درجات الأبرتهايد في كيان العدو
- لَكِ شَغَفُ الوُد
- خاطرةُ الوَداع: كلماتٌ خجلى ومتقاطعة
- هل ينوب عرب أمريكا عن السلطة في قبول صفقة القرن؟
- حدث في 16 حزيران/يونيو 1956
- صدر قرار حماية الشعب الفلسطيني والمطلوب تفعيله!!


المزيد.....




- التمثيل السياسي للشباب في كردستان.. طموح يصطدم بعقبات مختلفة ...
- رشاد أبو شاور.. رحيل رائد بارز في سرديات الالتزام وأدب المقا ...
- فيلم -وحشتيني-.. سيرة ذاتية تحمل بصمة يوسف شاهين
- قهوة مجانية على رصيف الحمراء.. لبنانيون نازحون يجتمعون في بي ...
- يشبهونني -بويل سميث-.. ما حقيقة دخول نجم الزمالك المصري عالم ...
- المسألة الشرقية والغارة على العالم الإسلامي
- التبرع بالأعضاء ثقافة توثق العطاء في لفتة إنسانية
- التبرع بالأعضاء ثقافة توثق العطاء في لفتة انسانية
- دار الكتب والوثائق تستذكر المُلهمة (سماء الأمير) في معرضٍ لل ...
- قسم الإعلام التطبيقي بكليات التقنية العليا الإماراتية والمدر ...


المزيد.....

- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود سعيد كعوش - حكايةٌ لم تكتمل فصولها!!