رمسيس حنا
الحوار المتمدن-العدد: 6040 - 2018 / 10 / 31 - 07:17
المحور:
الادب والفن
اِحترَّت الكلمات
و سعرت الأبجديات
و أنت معى ندور
حول لهب النور
– كعباد الشمس –
حيثما يأخذنا الحرف.
تأتى أنت بحميد الأفعال
وتتحلى بجميل الخصال
رغم تعفن الزمن
بالداءٌ العُضالٌ
و تمنى المحال
فى عمر الخَرْفٌ
و تحنىى ظهرى الأثقال
بالألقاب و الأسماء
المعرب منها، والمبنى،
و الممنوع من الصرف
حول الشموع فراشتان
وحدك يشدك الضوء
وأنا تغرقنى نقاط الحرف
تقترب أنت من اللهب
لأسقط أنا
من أعلى الجرف
فى وهن الزغب
فإحترق الجناحان
ثم يمزقنى ... الخوف
فلجأت الى الهرب
و راعنى ألا أسمع النوء
و أنا أرقبك عن بعد
كما أعاينك عن كثب
و التزمت أنت
وخرجت أنا من الصف
و سُدت الرواشن
فى البنايات
بعد أن إخترقتها
الصروف السروف
و طار منها العدل الـ"عادل" ...
و الطيب الـ"رَؤوف"
فإحتارت فى وصفك
الكلمات
و تعذبت فى رسمها الحروف
و فى الفؤاد للرحيل حنو
و فى الصدر عويل الرعوف
فلما قُلِبت عن العطاء الكفوف
كنت أنت المانح الشغوف
دعوتنى ... فأبيت
فسرت وحدى
فى وادى ظل الحتوف
فرمتنى سهام الموت
و ما رميت
ثم نحو الثرى كنت الذميل
فتوارت فى النفس
من الهول صنوف
و إحتوانى رعب الرحيل
و لفنى الصمت الصموت
و سقطت الوعول من الجروف
لما هجرت المستوعل
فصرخت فى تأوه الملهوف
أين أنت يا "عادل" ؟
أين أنت يا "رَؤوف"؟
لِما لا ترد ...؟
فلم يحمينا الزهد
من السقوط فى اللحد
فى طفولة ما لها مهد
لِما لا تجيب ...؟
الا أناديك ...؟
وليس للنداء
غير رجع مرتد
فى ليال مفروشة
بالسهد
و الحصى
و رمال السنين
و ما زال فى القلب وجيب
و فى الحلق عصارة علقم
و فى الصدر تنهدات صبر
و فى العقل صبارة مر
و الروح وجلة
و النفس خَجِلة
و العقل لا يكف
عن الكر و الفر
أين المفر؟
أين المستقر ... ؟؟
"هنا الأمل الحلو
فى الثرى يستقر"
رمسيس حنا
30 / 10/ 2018
#رمسيس_حنا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟