سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6039 - 2018 / 10 / 30 - 02:12
المحور:
الادب والفن
فى ذكرى وفاة ديدرو
سليم نزال
ربما يكون ديدرو من اكثر فلاسفه عصر الانوار تحررا و تمردا! و
ربما يكون الاكثر بوهيميه و تحررا من كل فلاسفه جيله الفرنسيين.و لعل ذلك يعود لرده فعل نتيجه لتربيه والده الصارمه الذى كان يعمل صانعا للسكاكين. لم يحظى ديدرو كسواه من الفلاسفه التنويريين بذات الاهتمام الذى حصل عليه صديقيه روسو و فولتير.و حتى الوقت الحاضر لم تزل الدوله الفرنسيه تدرس امكانيه اعاده دفنه فى مقبره البانتيون التى يرقد فيها عظماء فرنسا.
ولد ديدرو عام 1713 فى مدينه لانجرس ذات المناظر الجميله التى اتاحت له فرصه الجلوس لوحده للتامل و التفكير.حصل مبكرا على جائزه ترجمه الشعر اللاتينى و انتقل بعدها مع الاهل للحياه فى باريس حيث عاش حياه بوهيميه لفتره و عمل فى مختلف المهن بعد ان غضب عليه والده و قطع عنه المساعده.كما لم يرضى والده من زواجه من آن - توانيت شومبيون المراه الجميله التى اعتبرها اهله انها من عائله اقل مستوى منهم .
تعرف لاحقا على جان جاك روسو و اصبحا اصدقاء.كتبه الاولى مثل( افكار فلسفيه) و (جوله متشك) اثارت عليه النقمه حتى من البرلمان حيث دعا للتحرر من الاساطير الدينيه .لكن ربما تكون( الانسيكلوبيديا) من اهم ما كتبه ديدرو الذى استغرق عشرون عاما من عمل مضنى .بات ديدرو بسسب افكاره عرضه للنقمه من قبل السلطات السياسيه و الدينيه بسبب فلسفته الماديه المنافيه للدين و الاخلاق كما وصفت. بعد صدور كتابه (رسائل حول العميان )!دعته كاترين الثانيه ملكه روسيا التى كانت معجبه باعماله و خصصت له راتبا شهريا و كان تجلس معه تناقشه فى قضايا فكريه و سياسيه.بعد الستين بدا ديدرو يشعر بوطاه العمر.كتب يقول .انا بصحه جيده لكن بدات اشعر بوهن الشيخوخه.الجزء الاكبر منى يتلاشى!و انا ارى هذه الاستعدادات لرحله الطويله بدون ان انشغل بها .انصح الاشرار ان يكونوا قلقين.بالنسبه لللاغبياء و الحمقى النزيهين من امثالى سيقال انهم حمقى و اغبياء ثم لا شىء!
لا شك ان ديدرو كما الاخرين من فلاسفه عصر الانوار لعبوا دورا مهما فى بناء اسس الحداثه بما تعنىيه من فكر حر لا يقبل القيود الامر الذى مهد لاحقا لثورات التغيير الكبرى فى فرنسا و اوروبا !
توفى ديدرو بسكته دماغيه العام 1784 و قد شاركت السلطات الدينيه فى الجنازه المهيبه التى جرت له رغم كل مواقفه .
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟