محمد غانم عجمي
الحوار المتمدن-العدد: 6039 - 2018 / 10 / 30 - 00:35
المحور:
الادب والفن
سيسدل اليل قريبا ستاره فيتلاشى في الأفق السحاب و الغيوم ثم تنام اصوات المحركات الساذجة و تصمت قهقهات المارة من جانب ذاك الطريق النحس ،ليتراءى في جفن السماء نجومها ،واولهم تلك الحمراء التي رسمت وجهتي وعدلت بوصلة طريقي .وبعد ساعات يصعد من جهة ما ذلك القرص المنير رفيق السمر ليجعل من ليلهم صاخبا بعد تحسس اماكن كؤوسهم و زجاجاتهم ليقبلون الشفاه الباردة في سلام وتعلو النشوة و تنشد قصائد الجاهلية ويثور العراك اذا ما احد انشز في عجز او لم يقف عن شدة التصدير ،يقوم من بينهم الفتى الصامت طول الليل ثم يعتدل في وقفته بصعوبة ولسانة قارب على الإنعقاد .توقفو ارجوكم حان دوري في التكلم ،فتعلو ضحكة من هناك وتخفت شيئا فشيئ الي ان يعم السكون ،ويأخذ بالبكاء و الكلمات تنسل من حلقه بصعوبةوالجميع منتبهين .فيقول،
ولدت من رحم الأرض العارية تحت لفح الشمس الحارقة يتيما ربيت من والديا الهزيلان يطعمانني ماء القش بجذور الشوك المدخنة ،ويلبسانني جلد الثعالب النتن ،وليلا يرقدانني حوض الحجر الاثري وتنكب امي فوقه حتى لا ابرد .و يتجرع ما في القارورة جرعة واحدة ويجيل عيناه المكان وقد خفت النسيم وزاد السكون في الغابة عندها يسند كتفاه لجذع الشجرة اليابسة و يواصل ، علمني احدهم ذاك، ذاك الشيخ غث الشعر و الشاربين طويل اللحية مقرون الحاجبين متسع العينين قبل قرن من الآن ،فيضحك احدم.ودون مبالات يواصل، علمني ان معاناتك و جوعك و تشردك وهبك اياه لعين يسكن قرب البحر في قصر باللوري حيث تخدمه العبيد و تجاريه الجواري في نزواته فهو الذي سرق رغيفك اليومي و كساءك الشهري وبيتك الصغير الآمن .فكنت اقول زدني يا سيدي علما فمن ذا الذي جنى عني واهلي .فيرشق في عيني نظرته و يزمجر حتى يهتز التراب من تحتي،ابحث عنه ها انا اصفه لك وإسترد ما استلب منك بالقوة وإستعن بأمثالك فهم كثر .وفي اغلب الأحيان يقفز واقفا و يربط حزام معطفه الطويل علي الكتاب و يتجه نحو آخرين لا اعلم ما سيحدثهم
#محمد_غانم_عجمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟