الحسين أيت باحسين
الحوار المتمدن-العدد: 6038 - 2018 / 10 / 29 - 22:42
المحور:
الادب والفن
التأصيل التاريخي للموروث الثقافي بيلماون - بوجلود
يعتبر بيلماون - بوجلود من الأشكال الفرجوية المتواجدة، منذ عصور قديمة، في مختلف مناطق شمال إفريقيا وجزر الكناري، بل ولدى كثير من شعوب البحر الأبيض المتوسط. وينتمي إلى كرنفالات ومهرجانات (Carnavals, Festivals et mascarades) القناع والتنكر لدى مختلف شعوب العالم وفي مختلف القارات والتي أصبحت؛ لدى بعض الشعوب والدول، اليوم؛ كرنفالات ومهرجات عالمية تتميز بشهرة واسعة وتساهم، بالنسبة لبلدانها، بتنمية السياحة الثقافية وتحافظ على تراث شعوبها وعلى ذاكرتها الجماعية. وتختلف عن الأعياد الدينية والوطنية لكونها مرتبطة بعادات وتقاليد وطقوس ومعتقدات شعبية عريقة لدى من يمارسها، كما يمكن اعتبارها احتفالات بيئية لكونها مرتبطة بالظواهر الطبيعية والفلكية وبأزمنة السنة، أي بفصول السنة، خاصة في بُعدها الفلاحي.
ففي شمال إفريقيا، ومنذ عصور قديمة، وقبل اعتناق الديانات السماوية الثلاث، وقبل نشأة الاحتفالات الوطنية المرتبطة بأحداث اجتماعية وسياسية، ارتبطت ظاهرة الاحتفالات والأعياد؛ عند الأمازيغ؛ بفصول السنة الأربعة (الخريف والشتاء والربيع والصيف)؛ وما يتلازم معها من ظواهر طبيعية وبيئية تؤثر في حياة الإنسان، ويشعر بنوع من اختلال التوازن في عيشه؛ فيلجأ إلى عادات وتقاليد وطقوس ومعتقدات من أجل إعادة التوازن المفقود.
في فصل الخريف (أموان) الممتد من 21 شتنبر إلى 21 دجنبر، حين يقل المطر ويسود الجفاف تقام عادات وتقاليد وطقوس الاستمطار (طلب المطر) مثل احتفالات (تلغنجا) التي نجدها منتشرة في شمال إفريقيا متجسدة في إقامة حفلات "عروس المطر" (تاسليت ن ؤنزار) وتقديم قرابين ستتطور من قرابين مادية إلى قرابين رمزية تبعا لتطور المجتمع؛ وستصاحبها عادات صلاة الاستسقاء، بعد اعتناق الديانات السماوية.
وفي فصل الشتاء (تاكَرست) الممتد من 21 دجنبر إلى 21 مارس، حين تتسم حياة الإنسان - الفلاح بالندرة والقلة في كل شيء، تقام عادات وتقاليد وطقوس التضامن كما يتجلى ذلك، على الخصوص، عبر شمال إفريقيا، في احتفالات رأس السنة الأمازيغية؛ ويتم اللجوء إلى تكريس قيم التضامن وقيم تدبير الندرة - القلة؛ هذه الندرة التي تسود في هذا فصل الشتاء.
أما في فصل الربيع (تافسوت / تالدرارت) الممتد من 21 مارس إلى 21 يونيو، حين يعود الاعتدال الربيعي وتتساوى، شيئا فشيئا، فترات زمان النهار بفترات زمان الليل؛ وتعم بداية عملية الخصوبة كل شيء؛ تقام احتفالات مرتبطة بعادات وتقاليد وطقوس الخصوبة؛ مثل خرجات النزهة التي كانت تقام حتى في بعض المدن العتيقة مثل تارودانت ومراكش وفاس؛ أما في القرى وفي البوادي فبعض عاداتها وتقاليدها تستمد طقوسها من عصور عريقة، تحتاج إلى دراسات عميقة لصقل جوانبها الإيجابية، مع توظيفها في حماية الذاكرة التراثية.
وأما في فصل الصيف (أويلال / أنبدو) الممتد من 21 يونيو إلى 21 شتنبر، حين تشتد الحرارة ويفتقر الإنسان والحيوان، ومعهما الطبيعة، إلى الماء كعنصر أساسي للحياة؛ فتقام عادات وتقاليد وطقوس ما يسمى عند المغاربة باحتفالات "العنصرة"، أي احتفالات مرتبطة بالماء تقام خاصة عند منابع مياه العيون، كما تقام معها مجموعة من الطقوس تشمل الإنسان والحيوان والطبيعة تفاؤلا باستمرار الحياة، كما هو الشأن باحتفالات الرش بالماء الذي سنجد له صدى في المعمدان المسيحي، فيما بعد.
إذن، فارتباطا بتحولات وتغيرات فصول السنة الأربع، تقام، في الأصل، الاحتفالات عند الأمازيغ؛ وذلك قبل اعتناق الديانات السماوية الثلاث؛ وكانت مرتبطة بمعتقدات قديمة؛ لكنها اليوم أصبحت مرتبطة بقضايا البيئة وبقيمها وأهدافها ولا تتعارض مع الأعياد الدينية ولا الوطنية؛ بل تتكامل معها، بشرط إيلائها ما تستحق من أبحاث ودراسات علمية وأكاديمية وتوظيفها ثقافيا وفنيا واستراتيجيا لما يخدم أهداف البيئة والتنمية المحلية والحفاظ على تراث ثقافي عريق؛ أثبتت دراسات قديمة وحديثة عراقته تلك في مختلف مناطق شمال إفريقيا وفي جزر كناريا.
فمنذ أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، ترك لنا مجموعة من المستكشفين والإثنولوجيين الغربيين كثيرا من الدراسات الوصفية لمهرجانات بيلماون / بوجلود كما كانت تمارس خاصة في مدن طنجة وفاس ومكناس ومراكش وسلا التي عادت إلى الاحتفال بها مؤخرا في حي سيدي موسى.
كما أن الكتابات حول هذا التراث الثقافي الفني استرسلت منذ أواخر القرن التاسع عشر إلى بداية الألفية الثالثة: إذ من أواخر القرن التاسع عشر إلى أواخر الثلاثينيات نجد دراسات الغربيين مع إشارات بعض الفقهاء والأدباء الشمال إفريقيين؛ ومن أواخر الثلاثينيات إلى أواخر الثمانينيات توجد دراسة جد مهمة للأستاذ الجامعي عبد الرحمان الخصاصي، وبعد ذلك تأتي مساهمة الأستاذ جامع بنيدير التي نشرت سنة 2004 من طرف المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بقية المرحلة التي تمتد إلى أزيد من قرن من الدراسات الوصفية والتحليلية.
وعودة إلى تاريخ الأمازيغ يلاحظ أن الأمازيغ قد اعتنقوا كل الديانات التي وفدت إليهم (اليهودية والمسيحية والإسلام) كما استعملوا لغات الوافدين (الفينيقيون والقرطاجيون واليونان والرومان والبيزنطيون والعرب والبرتغال والإسبان والفرنسيين؛ بل اعتمدوا في مؤسساتهم العلمية والسياسية لغات كالسريانية والعبرية والبونيقية والفارسية وغيرها من لغات التمدرس في الجامعات المغربية كالإنجليزية والألمانية والروسية واليابانية والصينية؛ بل تم اعتمادها حتى في المؤسسات الثانوية).
لكن عاداتهم وتقاليدهم وطقوسهم يحتفظون بها ويعملون على تكييفها مع المعتقدات الجديدة كما هو الشأن في عاشوراء وعيد الأضحى وفي عيد المولد النبوي وفي غيرها من الأعياد؛ إذ يمكن استحضار كثير من العادات والتقاليد التي تمارس في عيد الأضحى لنلاحظ أنها لا ينص عليها لا النص القرآني ولا الحديث ولم تورد في السنة (مثل تعليق المصرانة الزائدة على الأبواب؛ خضم عيني الكبش بالكحول؛ والاحتفاظ بذيل كبش الأضحية إلى حين حلول مناسبة عاشوراء لكي تخصص له وجبة كسكس يكون من بين ما يؤثت ذلك الطابق التغذوي؛ والاحتفاظ بعظم كبش الأضحية الأيمن لتوظيفه في كثير من الاستعمالات ذات الخلفية الطقوسية والاعتقادية كوضعه وسط الزرع المخزون، واستعماله في تحريك حبوب لوز أركَان أثناء تحميصها، أو التنبؤ بواسطته بالأحوال البيئية للسنة المقبلة، واستعمال جلودها كأقنعة لبعض شخوص كرنافالات بيلماون / بوجلود؛ وغير ذلك مما تستأثر، بمعرفته وباستعالاته، النساء المسنات ... الخ).
لكن هذه العادات والتقاليد والطقوس تتضمن قيما ذات علاقة وطيدة بتدبير البيئة؛ لم يتم الاشتغال عليها بعد بشكل إيجابي (أكاديمي وعلمي)، لإبراز القيمة المضافة للثقافة البيئية التي تدعو المؤسسات الدولية المعنية بالاهتمام بها.
أصل التسمية ؟
بصدد التسمية تجدر الإشارة إلى أن بيلماون، كاحتفال تنكري، يختلف عن احتفال تنكري آخر وهو "مهرجان إمعشار" أو "إصوابن" الذي لا زال يحتفل به في كل من إفران الأطلس الصغير وتيزنيت وأيت صواب في الجنوب المغربي الغربي؛ وفي تيزي ن إكلميمن (كلميمة بالجنوب المغربي الشرقي باسم "ؤداين ن تعشورت". ف"بيلماون" مرتبط بعيد الأضحى؛ بينما "إمعشار" مرتبط بعاشوراء من حيث مواقيت الاحتفال بهما.
كما تجدر الإشارة إلى أن تسمية "بيلماون / بوجلود" تعود إلى جلود الكبش أو الماعز التي يرتديها الشخص أوالأشخاص المتنكر(ون) وراءها للقيام بتمثيل شخوص مخيفة؛ وتعني لغويا صاحب الجلود أي المرتدي لجلود الكبش أو الماعز. لكن هناك تسميات أخرى كثيرة تختلف باختلاف لغات أو ثقافات المحتفلين أو بوظيفة هذه الشخوص حسب اعتقاد المحتفلين.
ففي شمال المغرب بالريف يدعى "ثبّا الشيخ" أو "بورماون" (بقلب اللام راءا كما هي القاعدة في تاريفيت)؛ وفي الأطلس الكبير الغربي يدعى "هرّما"؛ وفي بعض المناطق الناطقة بالدارجة المغربية يدعى "بولبطاين" أو "بوسبع بطاين" (نظرا لأن لباس الشخص الذي يقوم بهذا الدور يتكون من سبعة جلود: واحد في كل رجل، وواحد في كل يد، وواحد على الصدر، وواحد على الظهر، وواحد فوق الرأس والكتفين مربوطا برأس وقرون الكبش أو الماعز)؛ ويطلق عليه أيضا "سّْبْع بولبطاين" (ارتباط بأسطورة أسد قديمة معروفة في مختلف مناطق شمال إفريقا)؛ يسمى أيضا "بودماون" (أي ذو الأقنعة)؛ ويطلق عليه "بوجلود" في بعض المدن المغربية المعربة مثل: طنجة، فاس، مكناس، مراكش وسلا؛ كما يسمى "بولحلايس"؛ ولدى اليهود المغاربة يطلق عليه: "بوهو" و"شخشو"؛ ويسمى في مناطق أخرى: "بوهيدورة" و"ميمون"؛ وغير ذلك من التسميات الأخرى التي نجدها أيضا في مناطق أخرى من بلدان شمال إفريقيا ... .
مصدر الاحتفال
لحد الآن لم يتم الحسم أو التوافق بين المؤرخين والسوسيولوجيين والأنتروبولوجيين بعد فيما يتعلق بقضايا التسميات وبأصول الظواهر وفيما يتعلق بالأهداف منها وغير ذلك مما يتعلق بهذه الظاهرة الاحتفالية. إلا أنه توجد مجموعة من فرضيات البحث التي تستحق بحثا معمقا علميا وأكاديميا، لكونها صدرت من باحثين متأثرين بالنظريات ذات الطبيعة الأيديولوجية المتشبعة بالنظرة التي تنطلق من التمييز بين الغرب المركزي وبين المجتمعات البدائية الهامشية.
فهناك من يعتقد بأن أصل الاحتفال يعود إلى مواطن الزنوج الأفارقة؛ وهناك من يعتقد بأن أصله من الثقافة اليهودية؛ وهناك من يعتقد بأن معتقدات وثنية وأساطير قديمة أخذت تتشخص في هذه الاحتفالات. ولكن ما يمكن قوله والركون إليه، هو أنها مرتبطة بالثقافة الأمازيغية، وذلك مع الأخذ بعين الاعتبار أن الثقافة الأمازيغية قد تلاقحت مع الثقافات والحضارات الوافدة ومع عادات وتقاليد وطقوس الوافدين على شمال إفريقيا.
أما الآن، مع جمعيات المجتمع المدني، خاصة جمعيات الحركة الأمازيغية؛ قد استرجعت الاحتفال بهذه الظاهرة وبغيرها من الاحتفالات المماثلة، مثل "مهرجان إمعشار" بتيزنيت وبكلميمة بالمغرب الشرقي؛ و"بيلماون" بأكادير وسلا، وببعض المناطق المغربية الأخرى. خاصة بعد المنع الذي حصل؛ حسب بعض الباحثين المتهمين بالموضوع وبعض المصادر الشفوية؛ لمهرجان إمعشار بتيزنيت، نتيجة تحالف عنصرين ضد الاحتفال ومن أجل إيقافه، وهما المتمثلين في الحركة السلفية المنبعثة من حضن الحركة الوطنية (خاصة الطرقيين الذين ينظرون إلى هذه الاحتفالات الليلية بحذر وتوجس، والذين كانوا يستفيدون من محاصل الاحتفال بيوم عاشوراء)، والذين كانوا مدعمين من بعض أطراف السلطات العمومية؛ فأصبح الشباب الذي ينظم مهرجان إمعشار بمثابة مجفف لمنابع ما كانوا يحصلون عليه من مداخل عينية ونقدية.
وإلى جانب هذا التيار السلفي (خاصة الطرقيين) نجد ممثلي السلطات العمومية المحلية التي تتعرض لانتقادات لاذعة من شباب إمعشار الذين يستغلون تنكرهم وراء أقنعة شخوص إمعشار ليوجهوا لهم انتقادات لاذعة بصدد تصرفاتهم مع المواطنين؛ وذلك لكون هؤلاء يعيشون سنة بأكملها مملوءة بالتنافس وبالصراعات والخصومات؛ وبالتالي فمهرجان "بيلماون – بوجلود" أو "إمعشار" يكون بمثابة مناسبة للتنفيس بواسطة الطقوس التي تقام في هاتين المناسبتين، وما يرافقهما من خطابات ورسائل كلامية تستهدف إعادة التوازن المختل بسبب تلك الصراعات والخصومات طيلة سنة كاملة، وذلك بواسطة الانتقادات التي تصاحب الظاهرة الاحتفالية؛ قد تكون موجهة إلى رجل سلطة أو حتى إلى فرد من أفراد أسرة المقنع نفسه، وهو متنكر وراء قناع (في شكل شخوص رجالات السلطة: المقدم أو الشيخ أو الخليفة أوالقائد أو الباشا أو العامل؛ علما أن الأقنعة تتطور بتطور هياكل الإدارة).
نتيجة لذلك أصبح المنع يستلزم من الشخوص الذين يمثلون دور اليهودي واليهودية تقديم الشهادتين أمام عدلين؛ لأن ما قاموا به من أدوار يعتبر "ارتدادا عن الإسلام"، وحين يُسلم من جديد يُنعث ب "أوسليم" (وهي الصفة التي تعطي لليهودي حين يعتنق الديانة الإسلامية)؛ وبالتالي فلا أحد من الشباب يستطيع أن يقوم بالأدوار التي ستضعه في ذلك المأزق. وحسب بعض الباحثين وبعض المصادر الشفوية، فقد منعت التظاهرة لأنها تهدد سلتطين: سلطة الطرقيين والسلطة العمومية المحلية. لكن ما لا يرقى إليه الشك بصدد المنع لمدة معينة، هي التجاوزات الأمنية التي تصدر عن بعض المقنعين، حيث يعتدون ويبتزون مواطنين، ويتحول الاحتفال إلى اعتداءات على مواطنين ومواطنات لا يستطيعون معرفة المقترفين لتلك الابتزازات والاعتداءات. وتجدر الإشارة إلى أن التحريض على منع هذه التظاهرة ليس وليد هذا القرن، بل يعود إلى عصر السلطان مولاي سليمان الذي أدخل السلفية الوهابية إلى المغرب، مما دفع بعض الفقهاء والقضاة إلى محاربة هذه الظاهرة الاحتفالية وتحريمها ومنعها بدعوى تقمصها لأدوار تعارض روح التعاليم الإسلامية، إضافة إلى ما يوازيها من انفلات أمني يهدد أمن المواطنين. ففي عصر السلطان مولاي سليمان ، الذي كان يوصف بقامع أهل البدع، خاصة بعد أن استورد المذهب السلفي الوهابي إلى المغرب؛ قام علماء المغرب بمقاومة البدع والتصوف والقبورية والمواسم. وقد "ألف الفقيه محمد بن العربي عاشور الرشاي الرباطي الأندلسي المراكشي، المتوفى سنة 1845، رسالة في بدع ليلة عاشوراء بمراكش (توجد المخطوطة التي ورد فيها هذا المنع بالخزانة الملكية)؛ وذكر ملخصها العباس ابن ابراهيم السملالي، قاضي مراكش؛ حيث قام فيها بتحذير وإنذار من بدع عاشوراء بمراكش، وذكر فيها "جملة من المنكرات التي تقع في حفلة ليلة عاشوراء، كتشبه الرجال بالنساء، وتشبه الرجال باليهود والنصارى، وكالمحاكاة لأناس معيننين، واتخاذ الصور، والغناء، وغير ذلك".
وهذا ما تكرر، حين تمت استعادة كرنافال بوجلود – بودماون بأكاديرمن طرف الحركة الأمازيغية؛ فظهرت من جديد ظاهرتي العنف والابتزاز، فمنع هو أيضا لمدة معينة إلى أن تمّت استعادته من جديد هذه السنة (2018). إذ بعد مدة، ومع وعي الحركة الأمازيغية تم استرجاع الاحتفال بالظاهرة؛ إلا أن ىالاحتفال يعرف مرة أخرى سلبية جديدة وهو أن بعض الأشخاص يتقمصون شخوص مقنعة ويمارسون سلوكات عنيفة ضد مواطنين ومواطنات (اتخاذ الشخوص المقنعة ذريعة لارتكاب سلوكات قد تصل حد الإجرام).
تجدر الإشارة أيضا إلى أن "ؤداين ن تعشورت" كانت تنظم بكلميمة تبعا لتقاليد وعادات وطقوس يلتقي فيها البعدان الأمازيغي واليهودي، إضافة إلى بقايا تقاليد وعادات وطقوس بعض الوافدين من مجتمعات جنوب الصحراء عبر التاريخ؛ لكن في السنوات الأخيرة أصبحت خطابات شخوص الكرنفال في أغلبها بمثابة مطالب سياسية؛ إضافة إلى أن أغلب الأقنعة التي تستعمل يتم استيرادها من بعض البلدان الأوربية بخصوصيات وجوه وأجساد أوربية، ومجسمات حيوانات لا تتواجد إلا في أوروبا. وبذلك نلاحظ أن الأقنعة أصبحت غريبة عن واقعنا وثقافتنا؛ وبذلك يشكلان انزياحين يعوقان تطور عناصر الظاهرة وفق أسس ثقافتنا، والفصل فيها بين ما هو ثقافي – فرجوي وما هو إيديولوجي صرف، كما يعمل على الحفاظ في قيم ثقافتنا وهويتنا المحلية والوطنية.
الكتابات حول بيلماون – بوجلود
منذ أواخر القرن التاسع عشر حتى بداية الألفية الثالثة هناك دراسات مستمرة ومسترسلة للظاهرة، آخرها كتاب: "مهرجان ئمعشار" لمؤلفه الأستاذ جامع بنيدير الذي أصدره المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية؛ ومن أواخر القرن التاسع عشر إلى أواسط الثلاثينيات من القرن العشرين، نجد دراسات للظاهرة قام بها مستكشفون أجانب؛ ومن أواسط الثلاثينيات إلى أواخر الثمانينيات (1989) نجد دراسة قام بها الباحث الأنتروبولوجي الأستاذ عبد الرحمان الخصاصي؛ وبعد ذلك تأتي دراسة الأستاذ بنيدير جامع الصادرة سنة 2004 من قبل المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية؛ إضافة إلى دراسة أنتروبولودية قام بها الأنتروبولوجي الإكلينيكي والباحث توفيق أضوحان,
وبهذا نكون أمام أزيد من قرن من الدراسات والأبحاث حول الموضوع، كلها دراسات وصفية تتفادى التوغل في التحليل ومقاربة الظاهرة مقاربات نظرية. وسيأتي جيل يستطيع أن يستخرج منها نتائج ذات أبعاد سوسيولوجية وأنتروبولوجية وتاريخية ذات قيمة إيجابية، باعتماد مناهج وأدوات ومقاربات جديدة، بعيدة عن الأحكام القيمية السائدة حاليا، كالقول بأنها مجرد عادات وتقاليد وطقوس وثنية ومخالفة ومضادة للدين، كما هو الشأن بالنسبة للدراسة العلمية الأكاديمية التي قام بها الباحث الأنتروبولوجي الإكلينيكي توفيق أضوحان... .
لماذا يعتبر موروثا ثقافيا ؟
ليس فقط موروثا ثقافيا، فذلك من البداهة التي لا يستطيع أحد أن ينكرها، ما دام يمرر قيما ثقافية عبر الأجيال ويخص ثقافة مجتمع دون غيره؛ بل هو أيضا موروث فني، نظرا لما يتم من إنجازات إبداعية تستدعيها الظاهرة الاحتفالية من وسائل وأدوات وتعابير موسيقية وغنائية مصاحبة للاحتفال؛ وهو أيضا احتفال بيئي يذكر الجماعة بما عليها القيام به لإعادة التوازن بين الإنسان والإنسان وبين الإنسان والطبيعة، فهو إذن احتفال بيئي بامتياز، ومن شأنه أن يساهم في تثمين القيم البيئية التي أصبحت بمثابة جيل جديد من حقوق الإنسان.
حول فترة الاحتفالات
كل الاحتفالات التي يقوم بها الأمازيغ كانت تقوم إما 3 أو 5 أو 7 أو 21 يوما. أما اليوم؛ فإما أنها قد اختفت كليا في بعض المناطق؛ أو تقلصت مدتها إلى أدنى فترة ممكنة؛ لكن مع الوعي الحديث لدى الحركة الثقافية الأمازيغية، فقد بدأت تنتعش لتدوم من جديد، على الأقل، يوما؛ وقدتدوم يومين أو ثلاثة أيام.
كيف يتم الاحتفال بهذه الظاهرة ؟
في اليوم الثاني من عيد الأضحى يجتمع مجموعة من شباب كل قرية أو حي من أحياء المدينة فيختارون الأشخاص الذين سيتقمصون الشخوص التي تم الاتفاق على تشخيصها في الكرنفال. ويعتبر التنكر (عدم إفشاء سر هوية الأشخاص المتنكرين وراء الأقنعة) بمثابة السر الكبير في نجاح البعد الفرجوي للمهرجان. بعد ذلك تنطلق الكوكبة التي يتزعمها شخص أو شخوص بيلماون / بوجلود لتقوم بزيارة كل بيت من بيوت المدشر أو القرية أو الحي، قائمة بأدوار مستمدة من معتقدات وعادات وتقاليد تعتبر بمثابة القاسم المشترك للجماعة، كما تلجأ أحيانا إلى انتقاد ما يخل بالتوازن الاجتماعي وإلى الدعوة لما يستلزمه تطور الجماعة؛ لكن مع التركيز على البعد الفرجوي الذي يعتبر ركيزة إعادة التوازن المفترض اختلاله داخل الجماعة.
فضاءات الاحتفالات
من قبل كانت تقام في فضاءات الجماعة السكانية المنظمة لها: أسايس، دوار، قبيلة، حي في المدينة، المدينة؛ ولكن في المناطق الأمازيغية تشمل مساكن كل أفراد المدشر أو الفرقة أو القبيلة (منزلا فمنزلا)، لأن الاحتفال له أدوار متعددة:
منها الاعتقاد بأن الضرب بقوائم الكبش أو الماعز التي يمسك بها بيلماون – بوجلود؛ الطفل الصغير أو الشخص المريض أو الشاب غير المنضبط خلفها معتقدات تتوزع بين كونها تشفي من المرض أو تمنح البركة أو تلعب دور التنشئة على قيم الانضباط للجماعة.
ومنها ضرورة زيارة كل منزل من أجل الحصول على هدايا من طرف كل سكان الجماعة، من أجل الحصول على ما يكفي للقيام بحفل يشترك فيه الجميع وتستخلص أثناءة مبالغ مالية توظف في إنجاز بعض مشاريع الجماعة، وغير ذلك مما يستلزم استغلال كل فضاءات الجماعة، إضافة إلى الفضاء العام للجماعة الذي هو أسايس (الفضاء العمومي المشترك).
كيف يمكن تطوير هذا الموروث ؟
نظرا لكونه قابل لأن يصنف في ما يمكن تسميته ب "تدبير الوساطة الثقافية"، فمن بين شروط تطويره:
- تكوين إطار من المجتمع المدني، حيث تتواجد الظاهرة الاحتفالية، يتكون من ذوي الاختصاصات العلمية والثقافية والفنية والتنموية التي تستلزمها الظاهرة الاحتفالية؛
- إيجاد مقر خاص بكل ما يتعلق بالظاهرة الاحتفالية من دراسات وأبحاث وأطر ذات كفاءة مناسبة لتطوير هذا الموروث مع تجديد أساليبه وآلياته، وقد يشمل نوعا من المتحفية لكل ما يرتبط بالظاهرة محليا ووطنيا، ولما لا دوليا؛
- تشجيع التنوعات المحلية والجهوية من أجل تكريس مبدأي التعدد والتنوع؛
- التنسيق مع المؤسسات الرسمية ذات الصلة بالجوانب الثقافية والفنية والبيئية في تدبير هذا التطوير؛
- الانفتاح على المهرجانات الوطنية والدولية المماثلة.
الأهداف المتوخاة ؟
العمل على تثمين القيمة الإيجابية، لا فقط على المستوى الثقافي والعلمي والأكاديمي، ولكن أيضا على مستوى التنمية، وعلى مستوى المطالبة بتنظيم كرنفالات - مهرجانات القناع على شاكلة ما يتواجد لدى شعوب عريقة تعتز بتقاليدها وعاداتها وطقوسها، وتعمل على جعل هذه الكرنفالات ترتقي إلى العالمية، مثل ما نشاهده في جل شعوب آسيا وأمريكا اللاتينية وحتى في أوروبا وفي إفريقيا.
كيف يمكن أن يساهم في التنمية ؟
هذا السؤال يعود بي إلى سؤالين آخرين، وهما:
- لماذا تم "منع" تنظيم "مهرجان إمعشار" في مدينة تيزنيت، في الستينيات ؟
- عن أية تنمية نتحدث ؟
بالنسبة لقصة منع مهرجان إمعشار بمدينة تيزنيت، يبدو الأمر، في نفس الوقت متجاوزا وملتبسا: متجاوزا لأن دواعي المنع واهية. لأن اتهام تقمص شخصيات غير إسلامية بالكفر، وبالتالي بضرورة الإعلان عن الإسلام (الإدلاء بالشهادتين أمام عدلين) بعد الفرجة لا تشكك اِولئك الشخوص على أن ما يقومون به، أثناء الاحتفال الفرجوي، ليس سوى دور فرجوي ولا يزعزع إيمانه الإسلامي. فحسب الشائعات، أن جماعة من الشباب يضايقون فرقة من الطرقية التي تستفيد من محاصيل عاشوراء؛ ولأن اتجاها في السلطات العمومية تضايقها الانتقادات التي يقوم بها الشباب المتنكر وراء أقنعة المهرجان الفرجوي؛ فتحالفت الفرقة مع الاتجاه، فانبجست قصة المنع. لكن، كما تمت الإشارة إليه أعلاه، يبدو أن كل ما في الأمر، هو انفلات أمني من طرف المتنكرين وراء الأقنعة هو السبب الحقيقي للمنع. لكن اليوم، مع كل المستجدات السياسية والثقافية والفنية، لم يبق إلا التفكير في أساليب تطوير هذا المهرجان الفرجوي الثقافي والفني؛ بشكل واع بأهدافه البعيدة المتنوعة وبشكل يضمن، من الناحية التنظيمية، الأمن والأمان أثناء الاحتفال.
أما بالنسبة للتنمية، فإضافة إلى كل خطابات الدولة، مؤخرا، لا تفتأ تنتقد النماذج التنموية المعتمدة سابقا، وتدعو إلى التفكير في نماذج ومشاريع جديدة للتنمية؛ فينبغي أن يدمج هذا الموروث الثقافي والفني والبيئي في المشاريع التنموية الجهوية والوطنية التي يؤمل تحقيقها تجاوزا لكل الاختلالات التي عرفتها النماذج التنموية السابقة. وباختصار شديد إيلاء الأهمية للإنسان وللثقافة والفن وللبيئة كدعامة أبرزت الدول المتقدمة مدى جدوائيتها في مجالات التنمية الشاملة والمستدامة.
القيمة المضافة لهذه الظاهرة الاحتفالية وبعض دلالاتها:
لقد تمت الإشارة إلى أن هذه العادات والتقاليد والطقوس مرتبطة بالطبيعة، بكل مكوناتها (الطبيعة، الإنسان والحيوان).
وتجدر الإشارة إلى أن لهذه الاحتفالات البيئية قيمة اجتماعية وثقافية، مضافة لكوننا نمرر كثيرا من القيم البيئية والاجتماعية ولأجيال المستقبل، حفاظا على الذاكرة الجماعية والهوية المميزة لهم، والثقافة والتراث الخاصتين بهم؛ إضافة إلى ما تمكن هذه المناسبات من إعادة التوازن وفض النزاعات القائمة خلال سنة ملؤها الخصومات بين افراد الجماعة؛
كما أنها تتيح فرص القيام بالأعمال الخيرية والتضامنية، كما هو الشأن بالنسبة للجمعية التي استعادت ظاهرة احتفال بوجلود في سيدي موسى بمدينة سلا، ووظفت ما استحصلته في مساعدة الأسر المعوزة بحي سيدي موسى على التخفيف من تكاليف الدخول المدرسي (2018-2019)، وذلك بتسليم كل طفل من أطفال تلك الأسر محفظة مدرسية.
بل حتى الأساطير المصاحبة لهذه العادات والتقاليد والطقوس ينبغي تحليلها ودراستها دراسة تنفذ إلى الجوانب الإيجابية ووفق أحدث النظريات الاجتماعية والعلمية؛ فما أكثر الأساطير التي حوّلها "الغرب المسيحي" إلى واقع معيشي، بينما لا زلنا، نحن ك"مشرق إسلامي"، نحول كثيرا من واقعنا المعيشي إلى أساطير.
الحسين أيت باحسين
باحث في الثقافة الأمازيغية
ببليوغرافيا:
بعض المصادر والمراجع التي تم اعتمادها في مقاربة هذه الظاهرة الاحتفالية
(ظاهرة كرنفالات ومهرجانات القناع عند الأمازيغ (بيلماون / بوجلود نموذجا)
المراجع بالعربية:
- ابزيكا، محمد الوجه والقناع في ثقافتنا الشعبية، ضمن منشورات الجامعة الصيفية بأكادير، أعمال الدورة 1، 1980، ص. 203-224.
- ابن ابراهيم، عباس (1938) الإعلام بمن حل بمراكش وأغمات من الأعلام، ط.1، المطبعة الجديدة، فاس.
- ابن الصديق، أحمد (1341هـ) لُبُّ الأخبار المأثورة فيما يتعلق بيوم عاشوراء، مطبعة ابن حيون، طنجة.
- ابن القطان، فضائل عاشوراء ضمن مجموع مخطوط في خزانة ابن يوسف بمراكش، رقم 168.
- أديوان، محمد (1992) بوبطاين، معلمة المغرب، الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر، مطابع سلا، 1992، ج.6، ص. 1628-1629.
- أيت باحسين، الحسين (2007) تقديم لكتاب مهرجان ئمعشار بتيزنيت، تأليف جامع بنيدير، منشورات المعهد الملكي للثقافة الأمازازيغية، مركز الدراسات الأنتروبولوجية والسوسيولودية، سلسلة دراسات رقم 8، 2007، ص.9-11).
- باقادر، أبو بكر ورشيق، حسن (2012) الأنتروبولوجيا في الوطن العربي.
- بخوشة، محمد (1943) أدب المغاربة وحياتهم الاجتماعية والدينية وبعض خرافاتهم، ط.3، الدار البيضاء.
- البكري، أبو عبيد الله (1857) كتاب المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب (جزء من من المسالك والممالك) نشر دوسلان، الجزائر.
- البيروني، أبو الريحان محمد (1923) الآثار الباقية عن القرون الخالية، طبع ليبزيك، مكتب المثنى، بغداد.
- الجراري، عباس (1999) عاشوراء عند المغاربة، منشورات النادي الجراري، رقم 16، ط.1، مطبعة ومكتبة الأمنية.
- السوسي، محمد المختار (1960) المعسول، ج.1، الدار البيضاء.
- السوسي، محمد المختار (1984) سوس العالمة، ط.2، البيضاء.
- السوسي، محمد المختار (د.ت.) خلال جزولة، تطوان، المغرب.
- عاشور الرشاي الرباطي الأندلسي المراكشي، محمد بن العربي (المتوفى سنة 1261 هـ الموافقة ل 1845) رسالة في بدع ليلة عاشوراء بمراكش (مخطوط الخزانة الملكية رقم 12584 – 12452 - ...).
- عاشور، محمد بن محمد العربي الرشاي: رسالة (في بدع عاشوراء)، مخطوطة في الخزانة الحسنية بالرباط، ضمن مجموع رقم 2028،
- العلامة ابن عبد الله محمد الطالب مسلم، الإمام، مختصر صحيح مسلم، تحقيق محمد ناصر الدين الألباني، ط.6، 1988.
- الفاسي، محمد بن أحمد ميارة، شرح منظومة ابن عاشر، الحاشية.
- كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة ابن زهر، أكادير (1996) مدينية تيزنيت وباديتها في الذاكرة التاريخية والمجال والثقافة، منشورات كلية الآداب، جامعة ابن زهر، أكادير، 1996.
- مالكا، إيلي (2003) العوائد اليهودية بالمغرب، من المهد إلى اللحد، نشر الملتقى، ط.2، 2003.
- المرغتي، محمد بن سعيد، المطلع على مسائل المقنع، تحقيق صالح بن عبد الله الإلغي، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 1999.
- واعراب، مصطفى (2003) المعتقدات السحرية بالمغرب، منشورات الأحداث المغربية، 2003.
المراجع بالفرنسية:
AUBIN, Eugène (1908) Le Maroc d’aujourd’hui, Librairie Armand Clin, Paris.
BRUNOT, L. (1952) Textes arabes de Rabat, Librairie Orientaliste, Paris.
BRUNOT, L. et Mohamed BEN DAOUD (1932) L’arabe dialectal marocain, 2ème édition, Rabat.
CASTELL, F. (1916) Note sur la fête de l’Achoura à Rabat, Archives berbères.
DEVERDUN, Gaston (1959) Marrakech des origines à 1912, Ed. Rabat.
DOUTTE, Edmond (1905) Marrakech, Comité du Maroc, 1905, Paris.
DOUTTE, Edmond (1909) Magie et Religion dans l’Afrique du Nord, Alger.
HAMMOUDI, Abdellah (1988) La victime et ses masques, Essai sur le sacrifice et la mascarade au Maghreb, Paris 1988.
La mascarade d’Iswabn à Tiznit, colloque sur le carnaval Imaachar, Tiznit,2009.
LAKHSASSI, Abderrahmane (1989) « Réflexions sur la mascarade de Achoura », in Signes du présent, n°6, 1989, p.31-39.
LAOUST, Emile (1921) Noms et cérémonies des feux de joie chez les Berbères du Haut et l’Anti-Atlas, 1921.
MONCHICOURT, C. (1910) La fête de l’Achoura, R.T. n°17, 1910, p. 278-301.
MOULIERAS, A. (1899) Le Maroc inconnu, Paris, 1899.
RACHI, Hassan (1990) Sacré et Sacrifice dans le Haut-Atlas Marocain, Afrique-Orient, Coll. Sociologie, 1990.
الويبوغرافيا:
ADOHANE, Taoufik (2009) La mascarade d’Iswabn : un rite initiatique judéo-berbère aux confins du burlesque, Université Paris 8, in http://www.acaddemia.educ .
- آيت باحسين، الحسين (2018) يكتب ل pjd.ma: (ظاهرة كرنفالات ومهرجانات القناع عند الأمازيغ (بيلماون / بوجلود نموذجا)، مقاربة أولية حول نفس الموضوع، منشورة في جريدة التجديد، يوم الخميس 30 غشت 2018
: انظر الرابط الإلكتروني التالي:
http://pjd.ma/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1/%D8%A2%D9%8A%D8%AA-%D8%A8%D8%A7%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86-%D9%8A%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D9%84-pjdma-%D9%83%D8%B1%D9%86%D9%81%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D9%87%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%86%D8%A7%D8%B9-%D8%B9%D9%86%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%A7%D8%B2%D9%8A%D8%BA-%D8%A8%D9%8A%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%88%D9%86-%D8%A8%D9%88%D8%AC%D9%84%D9%88%D8%AF-%D9%86%D9%85%D9%88%D8%B0%D8%AC%D8%A7
وقد نقلتها جريدة الخبر (يوم 24) يوم الجمعة 31 غشت 2018، نشر في جريدة الخبر، (نقلا عن جريدة التجديد)، انظر الرابط الإلكتروني التالي:
https://www.alkhabar24.ma/2018/08/31/%D8%A7%D9%8A%D8%AA-%D8%A8%D8%A7%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86-%D9%8A%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D8%B9%D9%86-%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D8%B8%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%88%D9%86/
#الحسين_أيت_باحسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟