أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عيدروس نصر ناصر - الرحمة لروح المناضلة نور عبد الله














المزيد.....


الرحمة لروح المناضلة نور عبد الله


عيدروس نصر ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 6038 - 2018 / 10 / 29 - 09:41
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


فقط صباحا (27/10/2018) تلقيت خبر وفاة المناضلة الاكتوبرية نور عبد الله محمد القائدة السياسية والناشطة النسائية منذ منتصف ستينات القرن العشرين.

لمن لا يعرف الفقيدة نور، فإنها واحدة من القيادات النسائية المتميزة منذ النصف الثاني لستينات القرن الماضي خلال فترة الكفاح المسلح وفترة ما بعد الاستقلال الوطني في نوفمبر 1967م.، وكانت إحدى القياديات في القطاع النسائي للجبهة القومية.

بعد الاستقلال تدرجت الفقيدة في عدد من المواقع القيادية الحزبية والنسائية فصارت عضوا مرشحا في اللجنة المركزية للتنظيم السياسي ثم التنظيم السياسي الموحد الجبهة القومية وعضواً في مجلس الشعب الأعلى، ورئيسة لفرع اتحاد نساء اليمن في أبين، عندما كان للاتحاد أدوارا مختلفة عما نشهده اليوم من منظمات كرتونية دعائية تقتصر مهمتها على تلميع الحاكم وتزيين ما فيه من قبائح.

كان لي شرف العمل مع الفقيدة نور على مدى سنتين عندما توليت مهمة رئيس دائرة التربية والثقافة والإعلام في مجلس الشعب المحلي أبين بعد انتخابات العام 1989م.

عندما أبلغت بتعيين الفقيدة في مكتبي بدأت أشعر انني سأكون كالتلميذ الذي يرأس أستاذه، فقد كنت مجرد طالب في الإعدادية والثانوية عند ما كانت نور قائدة سياسية ونقابية لامعة لها صولاتها وجولاتها المعروفة لكل جيل تلك المرحلة، لكن الفقيدة أظهرت من التواضع والمهارة والإنسانية ما لم أكن اتوقعه، فقد كنا مع بقية الزميلات والزملاء في الدائرة نعمل كخلية نحل واحدة نتشاور فيما بيننا ونكمل بعضنا بعضاً، ونتبادل المقترحات والافكار لما من شأنه الاضطلاع بمهمات الدائرة على نحو أكثر فاعلية وأقل كلفة.

كان لدى نور قدر من الحيوية والطاقة والابتكار والمبادرة والحماس للعمل، وليس صحيحا ما يشاع انها اعتزلت الحياة السياسية بعد يونيو 1978م، بل لقد واصلت النضال المجتمعي من مواقع أخرى وكانت متفائلة وطموحة رغم تقلبات الزمن وتبدلات السياسة.

كان يوم سفري لدراسة الدكتوراه في بلغاريا في نهاية العام 1990م هو آخر أيام لقاءاتنا نحن وجميع الزميلات والزملاء في الدائرة مع الفقيدة، فلم أعد إلى البلد إلا بعد أن كانت كارثة 1994م قد حلت وانصرف كل امرء منا لمواجهة نتائج الكارثة بطريقته الخاصة.

كنت أسأل عنها بعض أقربائها الذين كانوا يطمئنوننا عنها، فقد كنا جميعا في مرمى نتائج وسياسات ما بعد 7/7 لكن نصيبها من تلك السياسات الجائرة كان أكبر بعد فقدان منزل أسرة الشهيد ناجي، أما بقية ضحايا ذلك التاريخ الأسود فمن استطاع الخروج من المحنة بأقل الخسائر فقد كان يعتبر بطلاً.

نعم لقد انعزلت الفقيدة بعد 1994م فقد سدت الآفاق أمام المناضلين والشرفاء الحقيقيين من امثالها إلا من رحم ربي، ولم تبق الطرق سالكةً إلا للانتهازيين والنفعيين والممالئين.

المناضلة الفقيدة نور عبد الله محمد هي اخت الشهيد حسين عبد الله محمد (ناجي) الذي يصفه البعض بأنه المفكر والعبقري السياسي ليسار الجبهة القومية والذي استشهد في حركة 14 مايو 1968م إثر تعرضه ورفاقه لكمين في منطقة ردفان، وباستشهاده خسرت ثورة اوكتوبر قائدا ملهما ومناضلا شجاعا قلما تجود الايام بمثله.

الفقيدة نور عبد الله محمد التي قضت كل عمرها في خدمة المجتمع وأفنت شبابها وهي متمسكة بقيم الوطن والوطنية ونذر أخوها الشهيد ناجي روحه ودمه من أجل قضية الوطن، فارقت الحياة وهي لا تملك شيئا من متاع الحياة الدنيا وتقيم في منزل أحد أقربائها، بينما يرفل الطارئون في نعيم الثروات المنهوبة والأموال المستحوذ عليها من طعام الفقراء ووسائل عيشهم.

الرحمة لروح الفقيدة نور عبد الله محمد والخلود لذكراها وذكرى أخيها الشهيد ناجي وكل أبطال اوكتوبر الأماجد وكل شهداء الجنوب الأبطال.

صادق مشاعر العزاء والمواساة أتقدم بها إلى أهل الفقيدة وذويها وإلى رفاقها ورفيقاتها وكل محبيها وإلى كل ناشطات الحركة النسائية الجنوبية.

وإنا لله وإنا إليه راجعون



#عيدروس_نصر_ناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرحمة لروح المناضلة نور عبد الله


المزيد.....




- -إسرائيل- تتهم بابا الفاتيكان بازدواجية المعايير اثر تنديده ...
- عائشة الدبس للجزيرة: المرأة السورية سيكون لها دور مهم في سور ...
- مين اللي سرق الجزمة.. استمتع بأجمل اغاني الاطفال على قناة ون ...
- “بسهولة وعبر موقع الوكالة الوطنية للتشغيل”… خطوات وشروط التس ...
- الشرع يرفض الجدل بشأن طلبه من امرأة تغطية شعرها قبل التقاط ص ...
- -عزل النساء- في دمشق.. مشهد يشعل الغضب ويثير الجدل
- سجلي الـــآن .. رابط رسمي للتقديم في منحة المرأة الماكثة في ...
- طريقة التسجيل في منحة المرأة العاملة في السعودية .. عبر المو ...
- سوريا.. إدارة الشؤون السياسية تخصص مكتبا لشؤون المرأة يعنى ب ...
- تعيين أول امرأة في الإدارة السورية الجديدة


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عيدروس نصر ناصر - الرحمة لروح المناضلة نور عبد الله