أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - انقلاب عسكري .. أهو ترياق لعلاج الحالة العراقية ؟














المزيد.....

انقلاب عسكري .. أهو ترياق لعلاج الحالة العراقية ؟


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 1514 - 2006 / 4 / 8 - 12:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المقدمة
التاريخ الحديث للمنطقة وللعراق حافل بالأنقلابات العسكرية منها الناجحة وأخرى كان نصيبها الفشل . ومفهوم الأنقلاب العسكري كان ينحصر في اجراء تغييرات على قيادة الجيش ، وتنحية الحكومة القائمة وتنصيب حكومة جديدة ، اما اجهزة الدولة وطاقم الوزارات والمؤسسات الحكومية فتبقى على حالها دون تغيرات جذرية ، وتمضي ايام قليلة وتعود الأمور الى مجراها الطبيعي .
اليوم لا احد يريد التفريط بالتجربة الديمقراطية ، لكن لا بأس من اللجوء الى عملية الكي رغم قساوتها إن كانت تشفي المريض ، وربان السفينة يضحي بالغالي والنفيس من حمولته من اجل إنقاذ مركبه من الغرق .
العملية الديمقراطية
بعد ان تبدلت الأحوال السياسية في العراق في 9 نيسان 2003 ، وأصبحت العملية السياسية تنتهج اسلوباً ديمقراطياً يعتمد على نتائج الأنتخابات النيابية ، كان ذلك انقلاباً جوهرياً على المفاهيم القديمة التي كانت تعتمد بالدرجة الأولى على دعم القوات المسلحة لأي فعل سياسي .
اليوم تمر التجربة الديمقراطية في العراق في مأزق ، وهذا المأزق يكلف العراق والعراقيين الكثير من الأرواح البريئة ويعرقل مسيرة العراق التنموية ويبدد ثرواته الوطنية ، ويبقي العراق وكأنه غابة تسرح فيها الوحوش الضارية ويسود فيها القانون الذي يقضي بأن يفترس القوي الضعيف . وغاب القانون من ارض العراق الذي كان مهد القانون الأول في التاريخ البشري .
لقد شارك العراقيون في عملية التصويت منذ 15 / 12 / 2005 ، ويحدوه الأمل في ان تتشكل حكومة قوية تعمل على بسط الأمن والأستقرار في ربوع العراق ، لتفتح الأبواب امام تعمير العراق والمباشرة بأعادة بناء بنيته التحية ، وإعادة الخدمات الحياتية الضرورية للأنسان العراقي المثقل بمآسي الظلم والحروب .
حكومة الدكتور ابراهيم الجعفري
لقد قدمت هذه الحكومة ما استطاعت ان تقدمه ولعل ابرز منجزاتها كان ترتيب عملية الأنتخابات في موعدها المقرر ، لكن السلبيات على كثرتها قد طغت على الجوانب الأيجابية لهذه الحكومة ، بحيث تبدو وكأن الحكومة كان نصيبها الفشل في كل مفاصل الحياة ، وياتي في المقدمة ارتفاع وتيرة التوتر اليومي حيث ان الأوضاع الأمنية شهدت تدهوراً يوما بعد آخر ، وفي عملية الأنفلات الأمني اليومي يزداد نفوذ الميليشيات التي تتفاوت ولا ءاتها بين الأحزاب والتي اغلبها لها طابع ديني طائفي ، وازدهر عمل العصابات من اعمال الخطف والأبتزاز والسرقات وعمليات الأغتصاب وانتهاك الأعراض والقتل .. ونسمع بسيارات المسلحين تجوب الشوارع ونسمع عن العثور كل يوم على جثث لأناس أبرياء ملقاة في الأزقة والشوارع وأكوام القمامة ، ونسمع عن تصفية العلماء والأطباء وأساتذة الجامعة ، ونسمع عن تهجير الناس من منازلهم ، ونسمع عن قتل الشرطة والضباط ونسمع ونسمع ... انها مأساة يجب على اية حكومة ان لا تقبل على نفسها هذه الحالة ، عليها ان تستقيل وتعطي المجال لغيرها بالعمل .
ان الوزراء او رؤساء الحكومة او الحكومة بكاملها عندما تستقيل في الدول الديمقراطية بسبب فضيحة ما او نتيجة فساد إداري او مالي ، فإن هذه الحكومات تكون قد استلمت الحكم نتيجة فوزها في الأنتخابات لكن هذا الفوز لا يخولها ان تغرق البلد في فوضى الفساد والفضائح والجرائم .
ولكن اين الحل ؟
لو فرضنا ان الدكتور ابراهيم الجعفري قد مهد الطريق لغيره لرئاسة الوزارة ، هل يكون الذي يحل محله افضل من الجعفري ؟
هل سيكون مثلا ً للسيد عادل عبد المهدي عصا سحرية يفرض الأمن والأستقرار في ربوع الوطن العراقي ؟
لكن ما اصبح في حكم المؤكد ان حكومة الجعفري فشلت في قيادة سفينة العراق الى بر الأمان ، ونأمل ان تكون الحكومة المرتقبة افضل من سابقتها .
لكن في حالة تشكيل حكومة جامعة لكل الأطراف ، لابد ان تكون مثل هذه الحكومة ، حكومة مترهلة مثقلة بمعادلات توافقية تعتمد على المجاملات وترضية الخواطر ، لا سيما في حتمية تحقيق المكاسب لكل الأطراف المشتركة ، ويبدو من سير المناقشات ان المكاسب الحزبية والطائفية والقبلية تستأثر بالأهتمام الأول لدى معظم القوى السياسية الحزبية ، وفي النّفَس الأخير ربما يكون هناك مساحة باقية لمعالجة بعض هموم الشعب المسكين الذي ينتظر وينتظر ....
ان الفائزين في الأنتخابات يخوضون في مستنقع تحقيق المكاسب المادية والطائفية والحزبية ، والشعب يتحمل المخاطر الدموية والعذابات والمظالم اليومية ، دون ان يحسب لهذا الشعب أي حساب على اجندة الذين حققوا النصر العظيم في هذه الأنتخابات .
أقول صراحة ان العراق بحاجة الى ضابط مقدام كالمرحوم عبد الكريم قاسم او كسوار الذهب ، او برويس مشرف عراقي ، ليضع حد لهذه المسرحية الرديئة ، التي لا تعجب احداً سوى ممثليها الفاشلين في إدائهم ، وتكلف مسرحيتهم هذه الشعب العراقي كل يوم دماء جديدة .
ان الأنقلاب العسكري الذي يعين مجلس عسكري لحكم العراق لمدة ( 2 ـ 3 ) سنة تكون مهامه :
ــ فرض الأمن والأستقرار في ربوع الوطن العراقي .
ــ وضع حد لسرطان الأصطفافات الطائفية التي باتت تقدح شرارة حرب اهلية عراقية عراقية .
ــ وضع حد للنفوذ الأقليمي للدول المجاورة في الشأن العراقي .
ــ تفكيك الميليشيات المسلحة المختلفة التي تعبث في امن المواطن ،وتفرض نفسها بديلاً للحكومة ، وتحاول تطبيق اجندتها الحزبية على المواطن العراقي المسكين وشرعيتها تنبثق من امتلاكها للسلاح ، وضعف الحكومة . وألحاق افراد هذه الميشيات ( كأفراد ) في صفوف الشرطة والجيش .
ــ القضاء على العصابات التي تزرع الذعر والموت وذلك بتقديمهم الى المحاكم الفورية ، وتطبيق القانون بحقهم .
ــ إبراز وتقديس هوية الأنتماء العراقي وجعلها الهوية الوحيدة البديلة للتعريفات والأنتماءات الدينية والعرقية والمذهبية . وترسيخ وتشجيع مفاهيم التسامح والمحبة بين العراقيين .
وكان الله في عون الشعب العراقي .



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم .. لمنطقة آمنة ولكيان ذاتي للعراقيين المسيحيين
- الوحدة القومية بين الفكر الراديكالي الآشوري وبين حذف الواوات
- مام جلال .. جنّبوا العراق شبح حرب اهلية قذرة
- البيت الكلداني القومي والسياسي .. كيف نبني ؟
- ايران تتحدى امريكا وحلفائها من موقع قوة
- العراق بين العودة الى العصر الجاهلي واللحاق باليابان
- المصداقية في بيث نهرين اثري 752 والامل في العراقية الوطنية 7 ...
- تكهنات الفوز واحتمالات الفشل قوائم شعبنا 752 :740 :800
- الخطاب السياسي الكلداني .. الى اين ؟
- القومية الكلدانية بعد ان تبوأت مكانها الطبيعي في الدستور
- انه زمن الجنون العراقي
- الأقليات العراقية وإنصافهم بمقاعد ثابتة في الجمعية الوطنية


المزيد.....




- ترحيب فاتر بالملك تشارلز في أستراليا بأول جولة خارجية له منذ ...
- استخبارات كوريا الجنوبية: بيونغ يانغ ترسل 1500 جندي لمساعدة ...
- جواد العلي يعود إلى مسارح السعودية بعد غياب طويل.. افتتح حفل ...
- روسيا تسلم أوكرانيا جثث أكثر من 500 جندي من قوات كييف
- الحوثيون يتوعدون إسرائيل -بتصعيد عسكري مؤلم- ثأرا للسنوار
- صافرات الإنذار تدوي في عكا وخليج حيفا
- مصر ترفع أسعار البنزين للمرة الثالثة.. فهل ستواصل الأسعار ال ...
- ما قصة التوغل الجيش الإسرائيلي في سوريا؟
- يحيى السنوار.. ما قصة المسدس الذي وجده الإسرائيليون بحوزته و ...
- -ماذا بعد مقتل عدوّ إسرائيل اللدود، يحيى السنوار؟- جيروزاليم ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - انقلاب عسكري .. أهو ترياق لعلاج الحالة العراقية ؟