تدبدب نظام الحكم المغربي

سفيان وانزة

الحوار المتمدن-العدد: 6036 - 2018 / 10 / 27 - 07:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كل الدول لها تيارات سياسية و توجهات إديولوجية،إﻻ في دولتنا الرشيدة ،لدينا تيار صاحب جلالة ،و سياسة صاحب جلالة و توجه صاحب جلالة و برنامجه الإنتخابي ،و من كثرته الديمقراطية التي يعيشها فهو يقوم بالإنتخابات كل سنة على طريقته ،و يسميها حفل البلاء ، و لكن المربك في الموضوع أن سياسة زعيمنا ليس لها طابع مميز، بل تميل مع الرياح أينما هبت ،فمرة تأكد على إسلامية التوجه بدعوى إمارة المؤمنين،و مرات عدة تظهر علمانية التطبيق بمنع الحجاب في الجيش و الشرطة و مدرسة المهندسين و جعل المواثيق الدولية مصدر للتشريع،و مرة تبين على أنها دولة القبضة الأمنية بتدخلات قمعية و إعتقلات عشوائية و تفكيك لخلايا نمل و نحل إرهابية مزعومة.
فالمشهد المغربي يعيش التيه السياسي و الدوخة الإديولوحية،فلا سياسة واضحة للحاكم كيف يريد لدولة المغرب أن تكون،و ﻻ له فكر واضح المعالم (سواء كان خاطئ أو مصيب)ليتبعه .
لذلك نجد نظام الحكم متدبدب بين النمودج الفرنسي خدمت الدولة العلمانية بدعوى خدمة الشعب ،كما صرح في خطاب سابق (خديمك الأول)،و بين النموذج الإماراتي تهميش كل فرد من الشعب ليظهر فقط حاكم الإمارة المفكر و الملهم،فنرى كل الإيجابيات تنسب له و كل الحسنات هو من يقوم بها،في حين يوظف حكومات مهما إختلفت مسياتها ،حكومة تقنوقراط،حكومة تناوب أو حكومة إنقاد،حكومة ربيع عربي،لتنسب لها الإخفاقات،كما أعلن في خطاب سابق(فشل التعليم تتحمله الحكومة و فشل السياحة تتحمله الحكومة)،و نسى أو تناسى أنه الحاكم لكل شيء و الآمر به.
إن ضبابية المشهد السياسي هو مايجعل ظهور الحزب الحاكم "حزب المغرب"، تكتل المستشارين الساميين ،حزب ممنوع محاسبته ممنوع إنتقاده ،بل ممنوع ذكره بإشارة أو حتى تلميح،كما جاء في البلاغ الملكي الأخير(ﻻ تذكروا المستشار فؤاد الهمة فهو يعمل بأوامر الملك).
لذلك يستحيل بناء دولة متقدمة ،أو إقتصاد قوي ،أو حتى بلد ناشئ ،و حكام البلاد في أيديهم كل السلطات السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية و حتى سلطة عرض الأزياء( بظهور كل يوم بلباس آخر موضة على صور سلفي)،و سلطة تكديس الأموال خارج البلاد ،في أيديهم كل السلطات و في نفس الوقت ﻻيعرفون أي سياسة يريدون تطبيقها في الوطن ،و ماهو المنظور الذي يريدون تطبيقه على البلاد للمستقبل.
بإختصار قبل أن تبدأ خطوة الألف ميل،إعرف أين تريد أن تصل لتعرف أي الطريق تسلكه،ﻻ يكفي أن تنطلق بالسير و تتوقع أنك ستصل وفي الأخير تقبلوا مني تحية الخزي والعار لكم ولسياستكم
#بقلم_الكاتب_سفيان_وانزة

#سفيان_وانزة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات