ماهر ضياء محيي الدين
الحوار المتمدن-العدد: 6036 - 2018 / 10 / 27 - 02:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الحسين يفرقنا
يظن البعض أن معركة ألطف لساعة أو ليوم أو لسنة وانتهت القصة ، وجيل أو أكثر وانتهى هدفها الحقيقية ، بل هي معركة الإصلاح ( المبدأ والمنهاج ) ضد الباطل لكل زمن كانوا حكامها ظالمين للبلد والعباد ، وطاغين في عروشهم حرفوا واستغلوا كل شي من اجل سلطانهم ، وما أكثرهم في عصرنا هذا بيت القصيد .
سيول بشرية كأمواج تتدفق من البحر إلى النحر ، و من كل حدا وصوب ،والكل في قلوبهم حب الحسين الذي دفعهم للسير لهذا المسافات الطويلة والشاقة جدا .
لا مكان للألقاب أو الأسماء لا شيخ عشيرة أو وجيه وحتى لو كان من كان ، ولا اسود ولا ابيض، ولا لأي عنوان أخر طائفي عنصري عرقي ، لأنها كلها تسقط كأوراق الربيع في زيارة أبي الأحرار .
لو كان حاتم الطائي حي لقال في نفسه ليتني لم اذبح حصاني ولا احرق خيمتي ليعرف بالجود وبالكرم ، وما كنت ادري إن هناك فئة تجاوز كرمها وجودها كل الحدود ، ولا يتخيلها احد ولا يقبلها أي منطقا أو حسابا ، ألا لدى أهل المواكب الذي ارخصوا نفسها قبل أموالهم خدمة لزوار الإمام المقتول .
كبار السن نسوا إمراضهم وأوجاعهم ، ومن يتكئ على عصا لتعينه ، ومن يدفع بعربة ، وصور أخرى لا تعد ولا تحصى ، فجميعهم جمعهم عشق الحسين فلو كان عابس موجود اليوم لما قال حب الحسين جننني ليقول هولاء من جننهم حب الحسين .
نلتقي في كربلاء الشهادة بقلوب خزينة وعيون دامعة وفاءا لشهيد المبدأ والمنهج ، والحسين يفرقنا على العبرة أولا لمن قصده و أكرمه عشاقه قبل ألعبره ، و أن نكون جنوده الأوفياء على طريقه الذي ضحى بنفسه وعياله وأهل بيته وخيرة صحبه طريق المبدأ والمنهج في إصلاح الأمة .
ماهر ضياء محيي الدين
#ماهر_ضياء_محيي_الدين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟