أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شكيب كاظم - ياسمينة خضرا.... صورة الروائي العربي الجزائري














المزيد.....

ياسمينة خضرا.... صورة الروائي العربي الجزائري


شكيب كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 6029 - 2018 / 10 / 20 - 22:51
المحور: الادب والفن
    



أول مرة تعرفت على الأديب الجزائري ياسمينة خضرا من خلال دراسة نشرتها جريدة (الزمان) على صفحتها التاسعة من ملحقها الثقافي اليومي (ألف ياء) الذي يشرف عليه الأستاذ كرم نعمة, وبقيت أتابع ما يكتب عن هذا الروائي الذي آثر الكتابة بالفرنسية شأنه شأن الرعيل الأول من كتاب الجزائر الذين عاشوا أيام الاحتلال الفرنسي لبلدهم ونشأوا في ظلاله فكتبوا بالفرنسية أمثال محمد ديب الفائز بجائزة (غونكور) السنوية التي تمنح للكاتب غير الفرنسي الذي يكتب بالفرنسية ومبدع ثلاثية دار سبيطار, البيت الكبير, النول, الحريق, وكاتب ياسين, ومولود فرعون والشاعر مالك حداد الذي أطلق صرخته الموجعة في إحدى قصائده قائلاً: أنا ارطن ولا أتكلم إن في لغتي لكنة, إنني معقود اللسان ويسمعه نقاد فرنسة الذين قرأوا شعره فأحلوه في قمة فيحملقون ويقولون: ما هذا التواضع, ان لك لفرنسية رائعة, ولكن مالك حداد يظل يصيح صيحته الموجعة: أنا أرطن ولا أتكلم إن في لغتي لكنة, إنني معقود اللسان أنا لا أغني أنا لا أغني فلو كنت أعرف الغناء لقلت شعراً عربياً, نعم هذه مأساة اللغة لقد شاء المستعمر ان تكون في لساني آفة ان أكون معقود اللسان.
لكن الكثير من كتاب ومبدعي المغرب العربي ظلوا يكتبون بالفرنسية وهنا نجد الفرق بين ان تكتب مختاراً اللغة التي تكتب بها أو تجبر عليها مثل: مالك حداد, أقول ظل الكثير من المبدعين والكتاب العرب يكتبون بالفرنسية مختارين وليسوا مجبرين كما هو الحال أيام الاستعمار إذ ظل هشام جعيط وأحمد المديني وعبد الله العروي ومحمد زفزاف ومحمد شكري وأمين المعلوف الروائي اللبناني الشهير الحائز على جائزة غونكور هو الآخر والشاعر اللبناني جورج شحادة الذي أمضى العمر كاهناً في معبد الشعر والمتوفى في شهر شباط من عام 1989 والروائي المغربي طاهر بن جلون أول كاتب فرنكفوني عربي فاز بهذه الجائزة عام 1989 والروائي الجزائري ياسمينة خضرا الذي أختار الكتابة بالفرنسية مع أنه عاش حياته في ظل الاستقلال عام 1962 إذ استقلت الجزائر وهي يدب نحو السابعة من عمره أختار الكتابة بالفرنسية تحقيقاً لشهرة وذيوع شأن, فالكتابة بها تختصر أمامك الطريق وتجعلك مقروءاً من جميع الشعوب الناطقة بالفرنسية وإذ اختار ياسمينة خضرا الكتابة بالفرنسية بدءاً فإنه أختار الهجرة إلى فرنسة بعد العصف الذي ضرب الحياة الجزائرية إثر تدخل الجيش الجزائري لإلغاء الانتخابات العامة التي فازت بها الجبهة الإسلامية للإنقاذ بقيادة عباسي مدني الذي استفز القيادة العسكرية بقوله: إن هذه أول انتخابات تجري في الجزائر وآخرها فألغى الجيش الانتخابات واستدعى أحد القادة التاريخيين للثورة الجزائرية محمد بو ضياف الذي أختطف في عملية جوية فرنسية أثناء انتقال القادة الأربعة لثورة الجزائر بطائرة نحو تونس إلى جانب أحمد بن بلة ومحمد خيضر وحسين آيت احمد والصحفي مصطفى أشرف في 22/ تشرين الأول عام 1956 وأقصي إثر اشتداد الصراع على السلطة بين الثوار وإطاحة هواري بومدين بسلطة أول رئيس جزائري أحمد بن بلة في شهر حزيران 1965 فاعتكف الثائر الزاهد محمد بو ضياف الحياة السياسية وانتقل إلى تونس وأنشأ معملاً صغيراً للطابوق ويعمل بيديه.
أقول: استدعي هذا القائد التاريخي لإطفاء اللهيب الذي استعر إثر إلغاء نتائج الانتخابات وليشمله هذا السعير إذ ما لبث بو ضياف ان قتله حراسه صيف عام 1992 ولتدخل الجزائر أتون الحرب الأهلية في هذه الظروف غادر محمد مولسهول الضابط في الجيش الجزائري بلاده ليغير أسمه ويستعير اسم زوجته عنواناً لكتاباته الروائية (ياسمينة خضرا).
إن الذي دفعني لكتابة هذا الحديث, إني قرأت في مجلة (دبي الثقافية) فوز هذا الروائي الجزائري المرموق بجائزة الأكاديمية الفرنسية للآداب ليكون أول أديب عربي يفوز بهذه الجائزة المرموقة بعد ان فاز ثلاثة منهم بجائزة غونكور الفرنسية وهم على التوالي, طاهر بن جلون, محمد ديب, أمين المعلوف, لكن ظل القارئ العربي بعيداً عن إبداعاته ولاسيما لمن لا يجيد الفرنسية لذا فإني أرجو الجهات الثقافية العربية المعنية بالترجمة لاسيما المنظمة العربية للترجمة التي تتولى مشكورة نقل شوامخ الفكر الإنساني العالمي إلى العربية لرفد العقل العربي بكل جديد ومؤثر في شؤون الثقافة لتعيد إلى الأذهان جهود بيت الحكمة أيام الخليفة المأمون العباسي إن توجه أنظارها نحو هذا المبدع الذي شغل فرنسة والناطقين بالفرنسية في حين بقينا نحن لا نعرف شيئاً عن إبداعاته ولنا حق فيه كونه عربي الوجه واللسان والضمير راجين نقلها عن الفرنسية مباشرة ومن غير لغة وسيطة فلطالما أضعفت اللغة الوسيطة جودة النقل ومن ثم متعة القراءة واضعين في الحسبان إننا نقرأ لغة المترجم لا لغة الكاتب فإذا كان المترجم حاذقاً قدم لنا نصاً جيداً ممتعاً وإذا لم يكن حصلت الإساءة للنص المنقول ومن ثم ذائقة القارئ, المترجم المتمكن يضفي ثقافته وظلاله وروحه على النص المترجم, وما يؤكد قولي هذا إني قرأت في عدد المجلة ذاته (آب / أغسطس/ 2011) دراسة بقلم الأستاذ زكريا أحمد من مصر عن رواية يوليسيس للروائي الشهير جيمس جويس وقد أورد الكاتب في نهاية دراسته ثلاثة مقبوسات لثلاثة مترجمين لنص من الرواية الأول لمحمد لطفي جمعة والثاني للدكتور طه محمد طه والثالث للشاعر الرقيق والباحث الدكتور صلاح نيازي لكني إذ حَكَّمت ذائقتي في النصوص الثلاثة وجدت ان النص الذي ترجمه صلاح نيازي كان أروع النصوص الثلاثة وأجملها وأقرب إلى روح النص الانكليزي والسبب في ذلك ثقافة نيازي وذائقته وشاعريته وتمكنه من لغة الأصل كونه عاش في لندن منذ عام 1963 وحذقه للغة العربية كونه باحثاً وشاعراً مرهفاً ما زال على الرغم من سنين الغربة يقرأ بالعربية ويكتب.



#شكيب_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اختلفت الروايات بشأنه الباحث الجامعي الرصين عبد اللطيف الراو ...
- فؤاد التكرلي رائد الرواية النفسية في العراق
- نازك الملائك عاشقة الليل تحولت لشظايا ورماد في قرارة موجة
- هل كانت سوزان الفرنسية سعيدة في حياتها الزوجية مع طه حسين؟
- يؤرخ للبدايات النقدية (الديوان في الادب والنقد) للعقاد والما ...
- عبد الوهاب البياتي حين ينشغل الشاعر باليومي والعابر ويترك ال ...
- الأديب الكاتب يعقوب افرام منصور جبراني الهوى.. صوفي الجوى
- الباحث محمد حسين آل ياسين: هل تدارك الأخفش الاوسط على الخليل ...
- محيي الدين زنكنة على طاولة النقد من جديد قصٌ يحتفي بالفكر عل ...
- أحمد سعيد
- نصف قرن من تاريخ العراق الحديث مقتطفات من ذاكرة الدكتور شاكر ...
- يوميات القاضي محمود خالص قاض نزيه يتبوأ أعلى منصب عدلي في ال ...
- أحلام مستغانمي .. روائية بدموع الزمن الآفل الحب يسير فوق جسو ...
- علي حسين في كتابه -دعونا نتفلسف-.. كيف استطاع دراسة 25 مفكرا ...
- مناقشة أراء الدكتور صادق جلال العظم الحب العذري حقيقة أم وهم ...
- الولع: يبدأ من مطار هيثرو رواية بوليفونية آسرة وطاقة سردية ب ...
- كاتبات يعوضن ضعف أدوات السرد بطرق الأبواب المغلقة رويٌّ لكشف ...
- يعقوب الربيعي يستنطق (صمت الغرانيق) قصص ترسم ظلال الحرب على ...
- حميد المطبعي من أصحاب الأساليب الكتابية...موسوعي فلسفي ومقال ...
- عبد الستار ناصر يصطاد لآلئ النصوص في سوق الوراقين قاص أبدع ق ...


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...
- مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا ...
- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شكيب كاظم - ياسمينة خضرا.... صورة الروائي العربي الجزائري