أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صفية النجار - -الملك هو الملك -حتى في غزة














المزيد.....

-الملك هو الملك -حتى في غزة


صفية النجار

الحوار المتمدن-العدد: 6029 - 2018 / 10 / 20 - 03:08
المحور: الادب والفن
    


من منهما يعطي قيمة ومعنى للآخر "المنصب /صاحب المنصب",كم من التافهين الجهلاء والجبابرة اعتلوا أهم المناصب على مر التاريخ حكموا وصالوا وجالوا وأقصى ماحصلوا عليه لعنات المستضعفين والمظلومين من رعاياهم شيعوا بها إلى مزابل التاريخ,,وكم من رجال بلا مناصب فاضوا على الإنسانية محبة وعطاءا تترحم عليهم البشرية على مر الأزمان,,
"الملك" لم يكن محبوباً من شعبه, كان ظالماً وقاسياً حتى أن أقرب الناس إليه, زوجته وحرسه لايحفظون ملامحه, "ليس للملك سحنة أو وجه"لذلك فهم لا يعرفون إلا "الكرسي" من جلس عليه وجبت طاعته,,
فكر الملك ذات ليلة في أن يعبث بشعبه ويمعن في السخرية منه,فاتفق مع وزيره على أن يحيا حياة أحد العامة" الدهماء" ليوم واحد ويختار من بينهم من يجلسه على العرش في هذا اليوم, ووقع اختياره على تاجر معدم هده الدين بعد أن تدهورت تجارته وأصبح نصف واعٍ يغرق نفسه في الشراب هرباً من واقعه المزري,هكذا وصلت إليه القصة من وزيره ,,فقرر زيارته وجلبه بطريقة ما ليصبح "ملكا" مكانه رغبة في الضحك وإمعاناً في العبث,,
يصحو " أبو عزة" غير مصدق ماهو فيه"ملابسه/كرسي العرش/القصر/الملكة" وخدم وحرس ,الجميع ينادونه ب"مولانا الملك",, إنه التجسيد الحقيقي لمقولة "أعطني رداءاً وتاجاً أعطك ملكاً" ووسط دهشة الملك الحقيقي ووزيره الذي امتلأ قلبه غلاً على صبي "أبا عزة "الذي لبس ثيابه وصار الوزير مكانه,,اللعنة,,لم تعد اللعبة مضحكة,,
الملك الحقيقي يكاد يفقد صوابه, ماهذا,حراسي لايعرفونني,,يتجه لأحدهم صائحاً"أنظر لوجه ذلك الرجل على الكرسي" هل هو الملك,ألا تعرف وجه الملك" فينتفض كبير الحرس مستهجناً"أأنظر إلى وجه مولانا,ومن يجرؤ",,,ثم تحضر زوجة "أبو عزة "لتشكو للملك ظلم "شاهبندر التجار" الذي جار على أسرتها وأراد مقاسمة زوجها في رزقه وتجارته وفرض عليه "إتاوة " فرفض زوجها الانصياع لأوامره فحاربه وضيق عليه عيشته وتسبب في ماوصل إليه زوجها من ضياع,طالبة منه إنصافها,,تحكي مظلمتها دون أن تنظر إلى وجه من يعتلي العرش, دون ان تلحظ أنه هو زوجها "أبو عزة",,والملك الحقيقي متابعاً يكاد يفقد صوابه ويتحدث إلى وزيره"أترى ماأراه",,يجب أن أوقف تلك المهزلة ,, إلا أن الملك المزيف" في تجسيد بليغ ومدهش للمقولة التاريخية "ماقيمة الفضيلة إن لم تختبر"يفاجئنا برده على من يفترض انها "زوجته" قائلاً"ولماذا لم يدفع زوجك لشاهبندر التجار ماطلبه منه (يتحدث عن نفسه),لقد استحق زوجك ماحدث له",,,نعم ,لقد صار الملك ولن يطعن في ممارسات أحد رجالات القصر والذي ينفذ سياساته ويمثل أحد أدواته,,أبو عزة المواطن المظلوم المفترى عليه,,ليس هو أبو عزة الملك الجالس على عرش البلاد,,,
بين الحقيقي والمزيف, الحاكم الفرد والمؤسسة,التغيير في الشخوص والتغيير في الفكرة,تدور أحداث إحدى أيقونات المسرح العربي في النصف الثاني من القرن العشرين"الملك هو الملك" للكاتب والمفكر العربي"سعد الله ونوس "والتي عرضت على مسرح السلام في مصر العام 1988,,وأعيد عرضها في العام 2006 في كل من مصر وسوريا,,لتبهج قلوبنا صحبة من الفنانين الفلسطينيين الرائعين بتنفيذ العمل هنا ,في غزة العزة,قبس من نور وسط ظلام حالك,,وفرحة تقاوم طوفاناً من الأحزان ,وأمل نعض عليه بالنواجذ ,كي لاتطاله يد اليأس والإحباط,,
من إنتاج "جمعية بسمة للثقافة والفنون"وعلى مسرح "جمعية الوداد للتأهيل المجتمعي"عرضت مسرحية "الملك هو الملك" من إخراج الفنان المخضرم" ناهض حنونة" وبطولة فنان فلسطين الكبير "سامي ستوم" أو "أبو عزة"الذي "شتمته في داخلي"وهو يتنكر لزوجته وابنته حتى لتكاد تشك أنه ليس "أبو عزة" ,,جسد بحرفية شديدة لاتخطئها العين شخصيتي"التاجر المفلس السكير اللا مبالي" ثم يبهرك بتقمصه لشخصية"الملك القاسي المتعجرف" ,,وأثق أن الفنان "سامي ستوم" كان داعماً ومشجعاً لزملاءه وأبناءه من الفنانات والفنانين الواعدين اللذين شاركوه بطولة العمل" يوسف أبو الخير /ثائر أبو ياسين/ريهام فتحي/محمود أبو سلطان /مريم شلبي /فادي أبو ياسين" تحية لهم جميعا ,,مصمم الأزياء /محمود الشناوي,, الذي حرص إلى جانب موائمة التصميمات مع طبيعة الأحداث على اختيار ألوان تفيض حياة رغم قلة عدد الملابس وعدد الشخصيات,, تحية خاصة لمهندس الديكور الذي وبأقل الإمكانات جعلنا نعيش أجواء القصر,,ومنزل المواطن المعدم,,واشترك مع مهندس الصوت /إبراهيم المسارعي في جعل "فواصل تغيير الديكور" جزءا أصيلا من أجواء العمل,تغلبا فيها على ضعف إمكانيات الإنتاج الخاصة بتجهيزات المسرح,,
تحية لكل العاملين على خشبة المسرح وللجنود المجهولين اللذين أسهموا في خروجه إلى النور برغم كل ماتعيشه غزة ويعيشه الوطن الفلسطيني بأجمعه,,تحية إلى روح العظيم "سعد الله ونوس"الذي أراد للمسرح والفن أن يحملا رسالة التنوير والتغيير وأمسك بقلمه حتى الأيام الأخيرة من حياته ومن فوق سرير المرض ليعلن أنه آمن ب "الكلمة/ الفعل"



#صفية_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة الكروان من صيدا إلى العتبة الخضراء (27), فايزة أحمد ,مل ...
- رحلة الكروان من صيدا إلى العتبة الخضراء (26), فايزة أحمد ,مل ...
- رحلة الكروان من صيدا إلى العتبة الخضراء(25) فايزة أحمد ,ملحم ...
- رحلة الكروان من صيدا إلى العتبة الخضراء (24), فايزة أحمد ,مل ...
- رحلة الكروان من صيدا إلى العتبة الخضراء(23) فايزة أحمد ,ملحم ...
- رحلة الكروان من صيدا إلى العتبة الخضراء (22), فايزة أحمد ,مل ...
- رحلة الكروان من صيدا إلى العتبة الخضراء(21) فايزة احمد ,ملحم ...
- رحلة الكروان من صيدا إلى العتبة الخضراء(20) فايزة احمد ,ملحم ...
- رحلة الكروان من صيدا إلى العتبة الخضراء (19), فايزة أحمد ,مل ...
- رحلة الكروان من صيدا إلى العتبة الخضراء (18) فايزة احمد ’ مل ...
- رحلة الكروان من صيدا إلى العتبة الخضراء (18), فايزة أحمد ,مل ...
- من صيدا إلى العتبة الخضراء (17) فايزة أحمد,ملحمة الحب والغنا ...
- رحلة الكروان من صيدا إلى العتبة الخضراء (16) ,فايزة أحمد’ مل ...
- رحلة الكروان من صيدا إلى العتبة الخضراء (15) , فايزة أحمد, م ...
- رحلة الكروان من صيدا إلى العتبة الخضراء (14) فايزة أحمد , مل ...
- رحلة الكروان من صيدا إلى العتبة الخضراء (13 ) فايزة أحمد , م ...
- رحلة الكروان من صيدا إلى العتبة الخضراء (12) ,فايزة أحمد, مل ...
- رحلة الكروان من صيدا إلى العتبة الخضراء(11) فايزة أحمد ’ ملح ...
- رحلة الكروان من صيدا إلى العتبة الخضراء (10) فايزة أحمد ,ملح ...
- رحلة الكروان من صيدا إلى العتبة الخضراء (9) فايزة أحمد, ملحم ...


المزيد.....




- -الزمن الهش- للإيطالية دوناتيلا دي بيتريانتونيو تفوز بأرفع ا ...
- مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات ...
- الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، و ...
- -أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة ...
- الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
- “من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج ...
- المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ ...
- بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف ...
- عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
- إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صفية النجار - -الملك هو الملك -حتى في غزة