لا تذهبوا بالنصوص بعيدا

احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 6027 - 2018 / 10 / 18 - 18:31
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

ما ان اخذ العلم الحديث يشهد تلك القفزات النوعية المتسارعة في شتى مجالات العلوم الانسانية والتجريبية منذ بدايات القرن الفائت حتى تبلورت ملامح تيار اسلامي يقوده علماء دين وكتاب وباحثون اسلاميون شكلوا جبهة تهدف الى ربط عجلة النصوص الدينية باخر المكتشفات واحدث النظريات التي تتعلق بنشاة الكون والحياة علما ان سائر الكتب السماوية هي كتب هداية وارشاد وليست كتب تختص بهذا العلم او ذاك نعم هي قد تتطرق لبعض الظواهر فتعطي اشارات متفرقة عن جوانب علمية معينة لكن كل ذلك يبقى ضمن المحيط العام لتلك النصوص وهو محيط يهدف الى االهداية وترصين الجوانب الاخلاقية والتربوية والتذكير بالحياة الابدية .
ان فرسان تلك الجبهة التي تسعى لربط النصوص القرانية بعجلة النظريات المتجددة باتوا اليوم يتطرفون في مسعاهم الذين يريدون من ورائه ان يبرهنوا على قوة واعجاز النص القراني الا انهم في واقع الامر سوف يضعفون من قوة واصالة ذلك النص عندما يضعونه في سياقات غير سياقاته ويزجون به في مواطن غير مواطنه فلو انك استمعت اليوم لمحاضرات علي منصور كيالي وهو مهندس معماري وباحث سوري درس الرياضيات والفيزياء وهو يفسر الكثير من النصوص القرانية لوجدت نفسك امام كتاب فيزياء معاصر ولست امام كتاب جاء لهداية البشر وسعادة الانسان , وهكذا يمضي داعية اخر الى جر نظرية التطور واخضاعها بشكل تفصيلي للنصوص القرانية لغرض المطابقة والمقاربة فالدكتور عدنان ابراهيم المفكر الاسلامي الفلسطيني لا يرى اي تعارض بين تصور القران لنشاة الحياة ونظرية التطور الذي ترجع بجذورها الاولى لفلاسفة اليونان والتي اشتهر بها عالم الاحياء تشارلز داروين عندما نشر كتابه ذائع الصيت (اصل الانواع )عام (1859) وعلى الرغم من ان نظرية التطور اليوم تدرس في اعرق الجامعات العالمية الا انها تبقى مجرد نظرية قابلة للزيادة والنقصان والنفي والاثبات والاخذ والرد بل ان البعض حتى اليوم يعتبرها نظرية فلسفية تاريخية اكثر منها نظرية علمية ويتفق مع الدكتور عدنان ابراهيم المرجع الديني السيد كمال الحيدري في محاضراته التي ناقش من خلالها نظرية التطور بشكل دقيق وموضوعي ضمن ما اسماه بحوار مع الملحدين قبل عامين والكاتب الاسلامي احمد الحسن في كتابه (وهم الالحاد )
ان ربط النصوص الدينية بنتائج العلوم الحديثة سوف يضع تلك النصوص في خانة ضيقة وحرجة لذلك يجب المحافظة على روحية تلك النصوص وعدم تحميلها فوق طاقاتها من وجهة نظري البسيطة والمتواضعة .

#احمد_عبدول (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات