أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالرزاق دحنون - قناديل ماركس














المزيد.....


قناديل ماركس


عبدالرزاق دحنون
كاتب وباحث سوري


الحوار المتمدن-العدد: 6027 - 2018 / 10 / 18 - 11:33
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


(الفلاسفة لم يفعلوا غير أن فسروا العالم ولكن المهمة تقوم في تغيره)

القنديل ضربٌ من المصابيح وقد أضاءت قناديل ماركس بعضاً من أماكن العتمة في حياة الإنسان, و يبدو لي أن العالم ينحو بعد مئتي سنة على ولادة ماركس، باتجاه إعادة الاعتبار لطريقته في التفكير. لأن الفلسفة الماركسية هي احتجاج ضدَّ العتمة, احتجاجٌ ضدَّ عبودية رأس المال, احتجاجٌ مُتشربٌ بالإيمان في الإنسان, وبقدرته على تحرير ذاته من تلك القيود الثقيلة التي تُكبِّل حياته والسعي لتحطيم تلك القيود والانتقال إلى مجتمعٍ خالٍ من استغلال الإنسان لأخيه الإنسان.
وبالعودة إلى فريدريك أنجلز وشرحه المبسط لفائض القيمة, يقول: لقد أوضحنا أن الاستحواذ على العمل غير مدفوع الأجر هو أساس نظام الإنتاج الرأسمالي, وأساس استغلال العامل, وأنه حتى لو اشترى الرأسمالي قوةَ العمل من العامل بقيمتها الكاملة باعتبارها سلعةٌ في السوق, فإنه سيظل يحصل على قيمة أكبر ممَّا دفع مُقابلها, وأنه في التحليل النهائي يُشكِّل فائضُ القيمة هذا مجموعاتِ القيمة التي منها تتراكم باستمرار الكتلُ الرأسمالية المتزايدة في أيدي الطبقة المالكة.
و على هذا الأساس فأنتَ تجد اليوم في المجتمعات الإنسانية من يملك المليارات وغيره يكسب قوته اليومي بالتسول أو بأي وسيلة أخرى يقوم بها على حساب كرامته الشخصية أو على حساب جسده. يُريد الناس حقيقة العيش في مجتمع يُوفِّر "بحبوحة" اقتصادية لجميع الكادحين. وسواء اعترف هذا المجتمع بهؤلاء الكادحين أو لن يعترف, فهم هُناك, في الحقل, في المصنع, في البازار, في الجامعة, يكدحون وتتصبب جباههم عرقاً دون أن يحصوا على حقهم في العيش الكريم.
أنتَ تُصادف الآن في كل مكان في الجرائد والكتب ومواقع التواصل الاجتماعي و حتى في الأفلام والمسرحيات كلمات : ماركسي, بلشفي, اشتراكي, لينيني, مادي, شيوعي, أحمر, وما إلى ذلك. وهي كلمات ليس لها معنى في غياب ماركس الحكيم. وستجد صورته هُنا وهُناك, على حائط حديقة في مدينة أزمير, أو في جدار زقاق ضيق مبلط بالحجر في نيودلهي, أو على عامود رخام في برلين. أو في غرفة شيوعي قديم في بغداد.
القرّاء الذين يبحرون في أعماله للمرة الأولى، غالباً ما يكتشفون نمطاً إنسانياً تنويرياً وفكراً حراً يقود إلى دروب الحرية الرحبة. هل شبح ماركس الذي يجول في أنحاء العالم ما زال يُرعب أهل السلطة والمال ويُقلقل راحتهم؟ نعم بكلِّ تأكيد. إنه أحد الذين تصوروا الكائنات البشرية المحيطة به تعيش حياة غنية ومتنوعة سعيدة ومرضية وحرَّة في مجتمع ما بعد الرأسمالية.
لا يقتصر فكر ماركس على مشروع سياسي ثوري. فهو يقدم نقدًا أخلاقيًا لاغتراب الفرد الذين يعيش في المجتمعات الرأسمالية. لأن الوعي الاجتماعي للأفراد يعتمد في الأساس على الظروف المادية التي يعيشون فيها. و بتتبعه تطور أنماط الإنتاج المختلفة التي مرت فيها البشرية, يجادل بأن الشيوعية ستحل محل الرأسمالية الحالية وستكون نهاية الشوط في سلَّم الرقي الحضاري. والظاهر بأن هذه الفكرة الجوهرية التي كانت مستعصية كلياً على الفهم في زمانه أصبحت اليوم قاب قوسين أو أدنى من التجسد في عالم اليوم, بمعنى سيسير المجتمع البشري-بعد مئة سنة من اليوم- نحو التخلص من أوزاره ويُحقق العدالة الاجتماعية في توزيع الثروة التي يطمح إليها البشر من آلاف السنين.



#عبدالرزاق_دحنون (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية الجورنالجي الشيخ علي يوسف يوم 25 تموز 1904
- كنز الأموال بين الانجيل و القرآن
- رحم الله إيفان شيرفاكوف
- كيف تعرف أن السمك سعيد؟
- الدين النصيحة
- حجارة رجم الزانية سوداء
- مروان بن محمد يمنع لعب الشطرنج في دولته
- خطابٌ إلى الأمةِ الأمريكية
- هامش على سيرة الروائي العراقي علي الشوك
- نصُّ وقصيدة للمفكر العراقي هادي العلوي
- عشرون عاماً على رحيل المفكر العراقي هادي العلوي ...سلامٌ علي ...
- إلى أين نحن ماضون؟
- تغريدات ناجي العلي القاتلة...أخي المواطن من ضربك على خدك الأ ...
- إنَّ الكلامَ معَاقِلُ الأَشْرافِ
- مكتبة -إبلا- في إدلب من أقدم مكتبات العالم
- دفاتر شيوعية
- شفان...في أجمل أغنية عن الزوجة في العالم
- الصورة التي كادت تتسبب في طردي من الحزب الشيوعي
- الصَّحفيَّة دي...شيوعيَّة
- ريجيس دوبريه...خمسون عاماً على كتاب -ثورة في الثورة-


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية ترفض مخطط التهجير
- أبو عبيدة يكشف عن هوية جثامين الإسرائيليين ممن ستسلمهم الفصا ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- ارتفاع تأييد اليسار الألماني بفضل حضوره القوي على الإنترنت ق ...
- جيلاني الهمامي: إعادة كتابة الجغرافيا
- حزب النهج الديمقراطي العمالي ينحني إجلالا لشهداء حركة 20 فبر ...
- تعليم: بلاغ مشترك حول اللقاء مع وزير التربية الوطنية للنقابا ...
- الحرب في أوكرانيا: دفاع مشروع على أمن روسيا وتسريع لسيرورة ب ...
- وفد تركي في كردستان العراق: أوجلان يعمل على حل -ديمقراطي- لل ...
- تركيا: اعتقال 282 شخصًا بينهم صحفيون وسياسيون للاشتباه بارتب ...


المزيد.....

- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي
- نظرية التبادل البيئي غير المتكافئ: ديالكتيك ماركس-أودوم..بقل ... / بندر نوري
- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالرزاق دحنون - قناديل ماركس