أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - البديل














المزيد.....

البديل


جوزفين كوركيس البوتاني

الحوار المتمدن-العدد: 6026 - 2018 / 10 / 17 - 01:52
المحور: الادب والفن
    


اليوم فجأة قررت أن أغادرك.
وأمضي فرحة برفقة رجل أخر.
لا يهم من يكون ليكن من يكن.
صائدا للنمور.
تاجرا للتمور.
حفارا للقبور.
خادما للقصور.
صانعا للخمور.
لا تهمني منهنته أو حرفته.
طالما لست ممن يحلمون.
بالأرتقاء من خلال جيوب الأخرين
وليتكلم كما يحلو له و.يثرثر كما يريد.
طالما القصد ليس الأصغاء إلى أحد.
ليقول ما يشاء فكله عندي سواء.
طالما لم ولن يغير من الواقع الموجع بشيء.
وأنا على يقين تام.
الأفعال هي التي تغير لا الكلام المصقول.
ولا تهمني قوميته أو دينه أو عقيدته.
وأي من الأحزاب تآسرهُ.
فليكم مؤمنا .مدمنا.اشتراكيا أو علمانيا.
أو حتى لو أنه من أتباع حزب الحمير.
فكل هذا لا يهم.
طالما يبقى الوضع على ما هو عليه إلى أشعار غير مسمى.
ولا تهمني أفكاره.
وليكن فوضويا أو معتدلا
أو متعصبا وفق منهاج سياسي محكم لا علاقة له بكل الأديان.
أو متحجرا لا شيء يغيره غير الكفن.
فكل هذا لا يهم.طالما الأفكار في زمننا هذا غدت موضة تتغير حسب الأمزجة.
.ليكن متزمتا .أوسطحيا أو رجعيا أو حتى لو تافها.فكل ذلك خارج نطاق أهتمامي كأمرأة تبحث عمن يسد فراغ رجل حاضر في وجدانها دائما وأبداً.
والتجارب علمتني أن لا أؤمن بهذه الترهات.التي تأخذ منا أجمل أيام العمردون أن ننتبه.أكتشفت فجأة مثل مغادرتي فجأة كلها تلهو بنا أكثر مما نحن نلهو. أو نلهي أنفسنا بشيء يصلح لتغيير حياتنا إلى الأبد. لاالآراء ولا الشعارات والا الأنتماءآت نجحت في سد جوعنا منذ عقود. علام وجع الرأس إذن. ولا أخفي عليك كل ما في الأمر تراني أبحث عن بديل وهذا كل شيء.وها أنا اليوم برفقته المحيرة. يسير بجانبي كالديك الرومي نافشا نافخا. وأنا ألاطفه بتحفظ أمرأة متحفظة.. وتسير بجانبي أنوثتي الطازجة التي تفوح منها رائحة خبز تنور طيني.أسير بخطوات متعثرة وبعد مشوار طويل ولا زلت أتلعثم بالجواب.وهو يهذي بكلام لا يهمني إطلاقا أو بالأحرى لا يخصني.يحاول كسر طوق الصمت.ولكن دون جدوى.وفجأة أستوقفني.سائلا بغضب أياي إن كنت أحبه أم معجبة بآراءه الخلابة التي لم تعجب أحد سواه. تلعثمت أنوثتي وطال أنفي الجميل.تخشبت ساقاي.وتكدست كل أوصالي أمام سؤاله الغير متوقع على الاقل من ناحيتي. حينها أدرك ذلك البديل.أنني أمرأة لا تجيد الكذب.لذا أطلق ساقيه للريح.تاركا أياي متخشبةمتخلخلة.وأدركت لحظتها بأنني مجرد دمية خشبية.
(بينيكويو)وأنت ذلك النجار الساحرالذي قام بتصنيعي بوقت فراغه وذلك ليسد به فجوة الوحدة التي لا يحس بها ألا المزدحمون بالحمقى.
.وعدت إليك خائبة,تائبة .مفككة.وقفت بجانب ورشتك السحرية مثل يديك الساحرتين.وأنا أراقبك بخوف من بعيد.وأنت تراقبني بنظرة فنان بارع.المليئة باللوم.وكأنك تقول لي .بلطف وعطف. يبدو أنك لن تنتبهي بأنك لعبة نجار بارع وحيد.. تمنيت لو أنك تضمني بقوة لأني عدت رغم تخلخلي. عدت لأرد لك بعضا من جميلك.ولكن بما أني لعبة خشبية.تخاف أن تضعني قريبا منك خشيتاً من أن تحرقني أنفاسك اللاهبة.ومن يومها وأنا لا أبارح ورشتك.وأنت لا تقربني منك كما أن انك لا تبعدني عنك.وضعت خطا أحمرأ بيني وبينك عليا أن لا أعبره رغم أنك أعدت تركيبي من جديد.وعدت باهرة كسابق عهدي.غير انك ترفض إيوائي بجانبك.
ورغم أني لعبتك المفضلة فهذا لن يغير من عنادك.
.وآه من يديك وأه من ورشتك.وآه من أنفي الذي يفضح كل أكاذيبي ويعيدني إليك مجبرة.مؤكداً لي لا أحد يحل مكانك.
وأن أجد بديل فهذا مستحيل..
وإن لم تصدقني أسأل أنفي الطويل..



#جوزفين_كوركيس_البوتاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غربة
- لحظات مكسورةالجزء السابع
- لحظات مكسورة الجزء السادس
- أحلام مخبئة في حقيبة سفر مهترئة
- مذكرات بول بريمر
- يوميات ورقة تحتضر
- طفلة شاطرلو شاخت
- رأيت ما رأيت
- لا نزر ولا هذر
- أمرأة بلهاء
- لساني حصاني
- المتباهي
- حوار الأديان ...
- أمي العزيزة....
- زوربا الأشوري ..
- رحلة موفقة
- بعد إنتظار طويل ... عاد غودو
- عامود البيت
- أهرب
- جِئتكَ


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - البديل