جمال الهنداوي
الحوار المتمدن-العدد: 6025 - 2018 / 10 / 16 - 22:43
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
بغض النظر عن إمكانية المملكة العربية السعودية بالافلات من التداعيات العاصفة لقضية اغتيال الصحفي السعودي (المعارض) جمال خاشقجي، من عدمها، الا أن الواضح الان هو الفشل الدبلوماسي والإعلامي للمملكة في إدارة الأزمة حد الاكتفاء بالشلل السياسي والطأطأة الخرساء تجاه الانتقادات غير المسبوقة التي طالت المملكة ورموزها وانحشار الجهد السياسي والإعلامي في خانة تلقي الاتهامات الكارثية دون محاولة تصنيع وجهات نظر مغايرة رغم الكلفة الباهظة لاذرعها الإعلامية وعشرات شركات العلاقات العامة والذمم السياسية المعلوفة بسخاء .. فلم نسمع اي شيء من أمير الحزم ولا وزير خارجيته منذ الاعلان عن اختفاء السيد خاشقجي رغم مستوى التعاطي العالي مع الموضوع من قبل العديد من زعامات العالم، بل إن اضطرار الملك سلمان بن عبد العزيز للاتصال بنفسه بالسيد اردوغان رغم التوتر العالي ما بين البلدين دليل على انسداد الأفق السياسي أمام المملكة تجاه أي لفلفة محتملة للموضوع..
ولكن وسط كل هذا الإرباك تبقى القشة الأمريكية التي ألقاها الرئيس دونالد ترامب للغريق السعودي بالحديث عن إمكانية ان " قتلة خارجين عن السيطرة" ربما كانوا وراء مقتل خاشقجي في تركيا، هي المنفذ الوحيد لابن سلمان للهروب براسه من مقصلة النبذ السياسي ، ومن هنا قد تكون المغادرة العجول والمفاجئة للقنصل السعودي السيد محمد العتيبي للأراضي التركية قبيل دخول أجهزة التحقيق الجنائي لمنزله، والأنباء عن قرب المملكة العربية السعودية من تقديم تقرير عن ملابسات اغتيال الصحفي المعارض جمال خاشقجي، جزء من متطلبات سيناريو اخراج بن سلمان من مأزقه ،فاي قصة أخرى تحاول لصق التهمة باي شخص آخر كانت لتصطدم بشبه الاتفاق على أن الجريمة حصلت في مكتب السيد العتيبي وبحضوره مما ينسف اي مصداقية للنفي الطويل والملح الذي تبنته المملكة لاي معرفة بمصير المغدور خاشقجي..فراس العتيبي قد يكون منقذا لراس سيده..وان لن يكن كافيا لتبرئة النظام من ممارسة ارهاب الدولة الا بكلف اكثر بكثير من تحمل صوت معارض .. او هكذا نرى على الاقل
#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟