أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أحمد عبد العظيم - قوانين التطوير والتحديث














المزيد.....

قوانين التطوير والتحديث


أحمد عبد العظيم

الحوار المتمدن-العدد: 1512 - 2006 / 4 / 6 - 00:55
المحور: كتابات ساخرة
    


تقوم عصابة السلطة في سوريا, بسنّ قوانين تحديثية وتطويرية لعيش الشعب. وهي تهدف بتلك القوانين إلى جمع المال حتى أخر ليرة من جيوب الشعب.
وبعد أن أصدرت قانون الرفاهية على السيارات, من زمن الأب حافظ, وقد بين به أن شعب سوريا مرفّه زيادة, تابعه ولده بشار بتوسيع سلطة هذا القانون, لتشمل استهلاك الكهرباء والهاتف. وهو قد فعل ذلك ليحدّ من تبذير شعب سوريا المرفّه منذ زمن أبيه.
وحتى يمنع الشعب من التبذير في التدخين, خوفا على صحته, رفع أسعار الدخان الوطني السيئ الصنع والضار بالصحة الوطنية, ليندفع المدخنون وراء الدخان المصنع تهريبا, ويشتروه بشكل نظامي, من المناطق الحرة المرخصة ليديرها ابن خاله رامي مخلوف بأمانة ومهارة.
وإذا حاولنا استعراض ما يدفعه السوري للسلطة من دون مقابل له من خدمات, نجد أنّه يدفع ضريبة على تذكرة السفر بين المحافظات للحدّ من تبذيره في التنقل الداخلي, وضريبة على أجور شحن الطرود للحدّ من هذه التجارة الضارة بالتحديث والتطوير, وضريبة على خاتم الزواج, وأخرى على عقد الزواج, وأخرى على الطلاق, وأخرى على الموت والدفن.
وإذا أراد السوري السفر إلى خارج سوريا الحديثة, يدفع رسم خروج. وإذا عاد وكان يحمل جنسية ثانية, يدفع رسم دخول كأجنبي. وعندما يريد الخروج, يدفع رسم خروج كسوري حديث, فالقانون كالمنشار "واكل طالع نازل".
أما الرسم الأعظم, فيدفعه الشاب الذي بلغ الثامنة عشرة من عمره, وهو على شكل خدمة وطنية, فعليه أن يخدم في كراج, أو في مطبخ, أو في محرس بناية, أو في بستان, عند واحد من ضباط عصابة السلطة, أو واحد من أقرباء الضابط, أو أقرباء زوجة الضابط, لا فرق فكلها خدمة وطنية واجبة وحتمية للتطوير والتحديث. وإن أراد المغتربون العودة إلى الوطن, فعليهم أن يخدموا وطنهم في واحد من تلك الأماكن, وإلا عليهم أن يدفعوا للسلطة بدلا ماليّا عن تلك الخدمة العظيمة.
هذه القوانين الرسوميّة, هي عصب التطوير والتحديث في سوريا الحديثة التي أسسها الأب حافظ, ولم تنسى سلطة الابن من بعده, أن تعفو عن كثير من الخدمات التي لو سنت رسوما عليها لزادت بها مخزونها المالي اللازم للتطوير والتحديث, مثل ضريبة تنفس الهواء النقي في الحدائق القليلة, وفي الغابات التي لم يقطعها بعد رجال السلطة لتحويلها إلى فحم, وكذلك ضريبة تمتع بمناظر الطبيعة من أشجار وجبال وشواطئ بحر, وضريبة مشي بقصد الريجيم والرياضة, وغيرها الكثير من الخدمات والنشاطات الإنسانية الترفيهية والاجتماعية.
ولا ننسى ما تحتاجه عصابة السلطة من نفقات تساعدها في سنّ هذه القوانين الرسومية التي تلهيهم لبعض الوقت عن متابعة سرقتهم لثروات البلد, من كهرباء, وهاتف, وماء, وفوسفات, ونسيج, وحبوب, وقطن, ونفط, ورسوم جمركية مختلفة, وآثار ثمينة, ينقبون عنها في الليل والنهار.
كلّ هذه الثروات لا تظهر في مشروع ميزانية وزارة المالية, وهي تقدم موازنتها مبنيّة على ما تجبيه من السوريين من ضرائب ورسوم.
ولا ننسى حاجة هذه السلطة, من أجل التطوير والتحديث, لتبديل السيارات الفاخرة من بعد استعمالها مشوار, وما تحتاجه من سواقين يخدمون الوطن من دون أجر, ومن بنزين, ودواليب ممتازة, وكراجات مكيفة.
كما علينا أن لا ننسى أن عصابة السلطة راعت ما يقع على أصحاب هذه السيارات من مسئوليات كبيرة وهم يسرقون ثروات البلد, فعفت عنهم جميع الرسوم والضرائب حتى لا يتعثروا في التفكير والتخطيط لتطوير وتحديث السرقات, وبيع الوظائف الحكومية للمواطنين, وممارسة الرشوى بشفافية (علنا), حتى يعلم الكبير بما أخذ الصغير فلا يغشه في الحساب.
وقد سمعت من بعض السوريين يقولون عن خدام "كذاب" على ما قاله أن الكثيرين من السوريين يجمعون طعامهم من حاويات الزبالة. وكنت أعتقد أنّهم يدافعون عن السلطة بتكذيبه, ولكن علمت أنهم يكذبوه خوفا من سنّ قانون يرتب على جمع الطعام من حاويات الزبالة رسما ترفيهيا!
بهذه الصورة الترفيهية يشقّ السوريون مستقبلهم إلى مزبلة التاريخ, وهناك سينبحون بصوت مرتفع: قدموس وهانيبال من جدودنا! وسيسمع الناس نباحهم فيكبُّون لهم نفاياتهم ليأكلون من دون رسم تحديث وتطوير ورفاه!



#أحمد_عبد_العظيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقد سقط إعلان دمشق
- أيها الأمريكيون اقتلوا ضباعنا
- الدكتور بشار أسد والفيتامين سي C
- ماذا تأخر الوعد بالإصلاح والتغير في سوريا؟
- مبروك لكم أيها السوريون
- الوعي السياسي عند الشباب السوري
- المعارضة في سوريا تطالب بتسريع الإصلاحات
- قيام دولة الوحدة العربية يتوقف على إسرائيل!
- الفوضى الخلاقة في مواجهة مع الفوضى الهدامة
- فكرة القومية لا تنتج إلا الإرهاب
- لن تنفع النصيحة لبشار!
- نصيحة لبشار الأسد
- ماذا تطلب أمريكا من النظام السوري؟
- لا تستعجلوا في الحكم على خدام؟
- حديث خدام للعربية


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أحمد عبد العظيم - قوانين التطوير والتحديث