أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى محمد غريب - عيون الخريف في مدينة ساربسبورك Sarpsborg*














المزيد.....

عيون الخريف في مدينة ساربسبورك Sarpsborg*


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 6022 - 2018 / 10 / 13 - 11:48
المحور: الادب والفن
    


1 - الرؤيا
ساربسبورك تبدو كالحمل تودع صيفاً حار
الصيف يودع مكتئباً نحو غيابٍ نسبي
وخريفٌ يقبل نحو متاهات التحويل
وتناقض ينفي الآخر للآخر
الريح تلاعب أشجار الشوحْ،
قرب جدار البيت المتصدع من ملح الأرضِ
البيت الساكن في صمت مطبق
يتقلب في التحوير
تغسلهُ الأمطار
----------
الريح الضاحك من فَرحٍ لشتاءٍ ثلجي قادم
البيت الرابض ما بين الصفصاف الناعس
تتدلى من نافذته الشرقية
أشرطة الشعر الملوية
في نافذة البيت فتاةٌ شقراء تلاعب قطاً يبدو فزعاً
وضفائر من ذهبٍ اصفرْ ترقد فوق الكتفين
الأنفاس تلاعب ريحاً من موجات خريفٍ غاضب
وخريفٌ يتلمس ظِل الأشجار الفوقية
وخريفٌ يتدثرُ بالأوراق الملقاة على الأرصفة الإسفلتية
2 - المشهد الأول
الريح مجسات القلق الإنساني في التغريب..
سنجابٌ فوق الشجرةْ
سنجابٌ لا يخشى برد خريف القطبِ، ويخاف غراب "العقعق*"
سنجابٌ يتقافز من غصٍ للغصن الآخر
يبدو وحيداً وحزيناً
أو أني أحس بهِ
قد يحزن مثلي للأوراق الصفراء
أو من شجنٍ في الأرض القطبيةْ
والأغصان تميل نحو يبوس كلي..
تنتظر البرد القارض موجودات الأرض
الأشجار على مقربةٍ من بيتٍ قابض في الوحدة،
تبدو مثل عجوزٍ مشلولة
وخريفٌ ينتظر الظلمة في قلبٍ حاد..
الحزن خريفٌ دائم
يتتبع سنجاب الغابة عش غراب " عقْعقْ "
خوفاً من هجماتٍ مرتدةْ
السنجاب المألوف على البيت القابض للوحدة
يخلد من ريح خريفٍ معتم.
يهدأ في البيت المظلم
تغسله الأمطار
ينتظر الإعصار
3 - المشهد الثاني
أصوات البط البري
تبدو مثل رنين الأجراس
وبحيرة عند حوافي الشارع مهجورة إلا من بعض شيوخٍ بالسنارات
الشارع يمتد طويلاً نحو الغابة
من مقبرةٍ وكنيسة بروتستانتية في " ساربسبوك* "
----------
الريح تعانق ناقوساً شاهق في الأعلى
الأصوات الترتيل الخافت تسمع موجات من نوتات حزينة
تنعي المصلوب
نعي يتعانق مع حزني المكبوت
أتلمس فيه خريفاً
أتلمس حزناً مألوفاً طول سنين العمر
أتلمس أن تبكي أشخاصا ماتوا منذ قرون
عشرات ملاين قتلوا دون بكاء
----------
4 - المشهد الثالث
والآنْ! ما معنى أن يأتي خريف خلف خريف؟
وتعم الفوضى..
ويعم التنظيم
ولماذا يرحل عنا الإحساس الدافئ بالحبِ؟
لكن تبقى الإلفة في الإنسان الإنسان
وكما نحن على مقربةٍ من اقرب إنسان يتجدد في المنفى
ويقول السجع الشعري
ماذا تعمل في هذا الجو المبهم؟
ريحٌ ، مطرٌ ، شمسٌ ، وغيومٌ ترحل معكوسةْ
أأنت مقيم!
أم أنت الراحل تبحث عن مؤوى في هذا الرقم الترتيب !
5 - المشهد الرابع
قالت : يا قمري، الريح كما السيف
فاقترب مني، حتى لا تتقسم نصفين
ولعل عظامي،
تتخلص من بردٍ مهووسٍ بالريح
الريح خريفية
والأمطار سخية..
شباك الغرفة مخبولٌ في الخارج، يتطلع نحو بحيرة من بط بري
وكلابٌ تجري تنهشُ في كل مكان
وطيور النورس تطلق أنغاماً، وتطارد طفلاً في يده خبزاً
الطفل شجاعٌ متمرد
طفلٌ يتمسك بالثدي الأبيض
----------
البعد الامثل للقصاصات الوردية
وخريفٌ يجلس عند بحيرة صيد الأسماك
الجمع المترقب قرب السفن السحرية
سفنٌ تبرح للشرقِ
سفنٌ تمخر للغربِ
سفنُ عطلها البحر الهائجْ
----------
الطفل شجاعٌ لا يأبهْ، ويدافع عن خبزه
لتكن أنت شجاعٌ مثل الطفل
لا تتراجع عن إيمانك
النفي سيكون المضمار الأطول في الخلق
الاضمحلال مبادئ رقمية
أصبح غولاً
جرحاً غائرْ
زمنٌ سافل
لكن من يدري؟
فخريف العمر بقايا من ذكرى ونواح
6 - المشهد الخامس
زمنٌ
نذلٌ
أدمى قلبي الملسوع من القربى
في صوتٍ ناهر ومتاهةْ
زمنٌ يرحل
زمنٌ
قادمْ
زمنٌ فائض
زمنٌ ناقص
لكن من يدري؟
صيفٌ يبعد عن أجساد الناس
وربيعٌ يقدم من خلوتهِ.
7 - المشهد السادس
تكتظ مقاهي ساربسبوك،
بالجنيات الحلوات
يتجنبن رياح البحر الممتد إلى القطبِ
البيت القابض في الوحدة
ذو الجدران الملحية
يتقلب في التحويل
بخريف قاسي
يقتل أوراق الأشجار
تصفحها الريح على الأرصفة الإسفلتية والبنيةْ
وحوافي البيت القابض للوحدة
ويبوسٌ يشمل ارض خضراء
وخريفٌ عالق بالأحياء وبالدوران
قانون ينفي قانون..
ويراكم فينا خيوط الحكمةْ!
------
1 / 9 / 2018
* Sarpsborg مدينة تقع شرقاً على الحدود النرويجية مع السويد
* طائر العقعق هو صغير أو متوسط فى الحجم وهو من الطيور التي تنتمي إلى أسرة الغراب، يوجد حوالي 15 نوعا من طيور العقعق



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانفلات الأمني والاغتيال المبرمج في العراق
- الاعتداءات المسلحة المتكررة والرفض الشعبي
- لا كانت لهم قربى ولا هم ينفعون !
- ستبقى الساطع الشامخ
- المظاهرات السلمية والمندسون
- أسفار القصائد
- هل الحشد الشعبي يمثل فتوى الجهاد الكفائي ؟!
- نصوص حياتية
- التدخل في الشؤون والاعتداءات المسلحة التركية على الإقليم في ...
- تداعيات تشكيل الحكومة العراقية
- إلى متى تستغل نداءات وخطابات المرجعية الدينية في النجف ؟
- المظاهرات الاحتجاجات الجماهيرية السلمية حق مشروع
- تموز يبسط جنحيهِ على العراق
- نصوص مرئية
- الخطر باقي بالرغم من فشل الإلغاء والتمديد للبرلمان
- مهمات الحشد الشعبي العراقي والضربة الجوية
- تداعيات الإلغاء والتحالفات وحرق صناديق الاقتراع
- أهو العراق؟!
- كارثة إلغاء انتخابات 2018 بدون معايير قانونية شاملة
- تداعيات تشكيل الحكومة العراقية القادمة


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى محمد غريب - عيون الخريف في مدينة ساربسبورك Sarpsborg*