هيا فريج
الحوار المتمدن-العدد: 6022 - 2018 / 10 / 13 - 01:06
المحور:
الادب والفن
إن النصوص المقدسة قد كتبت بالدم، وأسفار التاريخ لتشهد له إذ يغلب السيف، وبقاء الشعوب مرهون بقدرتها على الحياة رغم قوة الموت، ودرب الأحرار طويل مرير، مليء بالدم والدمع والألم، وبعرق الفلاحين إذ يبنون السور؛ كي يمنعوا الغزاة، بإرادة صور إذ تغلبهم، وتحارب جنود الإسكندر بالرمل والحجر والصخر، وترفض أن تنصاع لروما وهرقل، فينكسر الطغاة على أبوابها وجثث أبنائها، ولا تستسلم....
يحكي لي جدي الناجي من صور:
اسمعوا صوت الأسود التي تزأر في غابات المدينة، وترفض أن يقطع شجرها الواقف في وجه الريح، تهدر كالبحر وتلقي بموجها لتغرقهم، وتغضب وتنقض كالصقر؛ لتدافع عن نسائها اللواتي كن يغنين لرجالهن العائدين من المعركة أو الحصاد، إني أسمعهم مثلما حدثني جدي الراحل إلى السماء، القادم من بلاد الله...
يحكي لي جدي فيما يحكيه:
تذكروا العذاب الذي بكيناه، والجوع الذي حكته عيون أطفالنا، حين يطرقون بمعالقهم القدور الفارغة، وينتظرون آباءهم الذين تركوهم، ورحلوا ليقاتلوا نبوخذ نصر، الذي عاد من التاريخ؛ كي يسبينا ...
يحكي لي جدي فتأخذه النشوة:
يمل عدونا ، فيرسل من يفاوضنا، ويصر الكنعاني ابن البلاد على كلمته، ويكابر في عناده الشرقي، بعدما كاد اليأس أن يقتلنا،
ثم يتجاوز مبغضينا فيصبح أملا وثورة وغضبا...
يحكي لي جدي، قبل أن يغيب:
لن تهزم مملكة كنعانية، قاتلت الفراعنة، وكسرت شوكة الهكسوس، وعلمت الشعوب الهمجية الحضارة، والأبجدية التي يكتبونها.... ثم عادوا بعد عبورهم المؤقت؛ كي يقاتلوا أصحاب الممالك، ويشاركوا وارثيها في غلالهم...
يتلو علي جدي القادم من صور نشيد الأنشاد، فيعلو صوت الناي، وتهتز أوتار العود؛ ويحضر الكنعانيون والكنعانيات:
غلب التتار والروم، في أدنى الأرض، وفي أعلاها، وهم على الدوام سيغلبون ...**
#هيا_فريج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟