محمد الشهاوي
(Muhammad Alshahawy)
الحوار المتمدن-العدد: 6021 - 2018 / 10 / 12 - 01:59
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
كيف نحكم، بشكلٍ تجريديٍ بحت، على فعلٍ مُعيّن أو تصرّفٍ مُعيّن أنه صحيحٌ أو خطأ؟
كثيرٌ من الناس يحتكمون إلى أحكام الديانة التي ينتمون إليها، وهذا فيه من اللغط والاختلاف والبلبلة ما فيه؛ غير أن هذا شأنهم. لكننا لو تكلمنا عن هذا الموضوع بكل تجريد، وبعيدًا عن أيّ انحياز، سنقول الآتي: يُمكننا أن نحكم على تصرفٍ مُعيّن أنه خطأ أو غير خطأ بناءً على نتائجه، أو عواقبه. وبهذا، يتبيّن، من وجهة نظر العواقبية Consequentialism، أن التصرف الأخلاقي السليم سوف ينتج عنه نتائج حميدة، والعكس صحيح. لكن، في نفس الوقت، ينبغي أن تشتمل هذه النظرية على "قيود جانبية" لا يجوز انتهاكها؛ والتي تعمل على تقييد نوع الأعمال التي يُسمح للأشخاص بأدائها. وهذا يُخالف القول الثاني؛ والذي يحكم على التصرف من خلال أخلاقيته، أعنى يحكم على أخلاقيات أي سلوك على أساس مدى ملاءمة هذا السلوك للقواعد أو المعايير، كما في علم الأخلاق الواجبة Deontological Ethics أو الإلزامية. يختلف هذا المفهوم عن مصطلح أخلاق الفضيلة، والتي تركّز على طبيعة الشخص بدلًا من التركيز على طبيعة أو عواقب الفعل نفسه (أو الامتناع عن الفعل)، فضلًا عن أنها تختلف عن مفهوم الأخلاق البرجماتية Pragmatism، والتي تعامل الأخلاقيات كأنها مادة علمية بحتة: مراقبة التطور من الناحية الاجتماعية على مدى فترات عمرية عديدة، فيخضع مثل هذا المعيار الأخلاقي للمراجعة، وهكذا. إذن يُمكننا الحكم على تصرّف مُعيّن أو سلوك مُعيّن إمَّا من خلال عواقبه أو نتائجه، وهذا ما أميلُ شخصيًا إليه، مهما كان الفعل، أو أن نحتكم إلى نوعيّة التصرّف نفسه، بعيدًا عن عواقبه، أو أن ننظر للشخص المُتصرّف ذاته، وطبيعته الأخلاقية. وهذا هذا...
#محمد_الشهاوي (هاشتاغ)
Muhammad_Alshahawy#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟