أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعيد علم الدين. - من خطف أضواء مؤتمر الخرطوم من القذافي ؟














المزيد.....

من خطف أضواء مؤتمر الخرطوم من القذافي ؟


سعيد علم الدين.

الحوار المتمدن-العدد: 1511 - 2006 / 4 / 5 - 01:16
المحور: كتابات ساخرة
    


لقد خطفت المشادة الكلامية الحادة التي اندلعت كالنار في الهشيم، في مؤتمر القمة العربي الأخير في الخرطوم، بين رجل الدولة الديمقراطي الحر رئيس الحكومة اللبنانية الأستاذ فؤاد السنيورة، ورجل الوصاية البعثية على لبنان رئيس جمهورية الفتفتة،أي التصفية، العسكري إميل لحود ولأول مرة في تاريخ المؤتمرات العربية، الأضواء وعدسات الكاميرات من المتزعم على ليبيا حتى الموت العقيد العسكري معمر القذافي وفي ضيافة العسكري عمر البشير. لقد وجد القذافي نفسه في الخرطوم رغم نظارته الظريفة، وابتسامته اللطيفة، وأفكاره الطريفة، وحركاته الخفيفة، محشورا في الزاوية بلا عدسات وأضواء. فقطع أعمال المؤتمر وعاد خائبا إلى بلاده، لاعنا في سره هؤلاء اللبنانيين الذين لا يكفي أنهم ما زالوا يتهمونه بخطف الإمام المغيَّب موسى الصدر، رغم أن المحكمة الإيطالية برأته من ذلك، بل خطفوا منه أيضا الأضواء بصراعاتهم التي لا تنتهي، وأفسدوا عليه في قمة الخرطوم بسبب خلافاتهم المزمنة، وديمقراطيتهم الطائفية العفنة، النجاح الإعلامي المنقطع النظير الذي كان من الممكن أن يحصده بسهولة، تماما كالنجاح العظيم الذي حصده في قمة الجزائر عام 2005 ، حيث استطاع اقتناص الأضواء والعدسات والأنظار والأفكار من خلال النفخ من سيجارته الأمريكية الصنع في قاعة المؤتمر وعرض آرائه القيمة من خلال دخانها على الزعماء العرب وضيوفهم:
- كمفكر عبقري أي صاحب فكرة إسراطين، وحل الصراع العربي الإسرائيلي بالرأفةِ واللين، ومن خلال الوحدة المنشودة التي دعا إليها بين إسرائيل وفلسطين، ولكي يعيش الشعبان في الأحضان إخوة متحابين، بدل الصراع وحروب الغباء وأنهار الدماء. هذا بعد أن اتهم شارون بالعمالة للفلسطينيين مما أضحك محمود عباس ضحكة وصل رنينها إلى واشنطن فأضحكت أيضا بوش، الذي نسي للحظة ورطته العراقية ولم يرسل رسالة شكر إلى القذافي. لأنه قليل الأصل ولا يحفظ المعروف. رغم أن القذافي وبكل سلاسة، سلمه كل أسلحته بالحسنى والمعروف. ورغم أن الثائر لا يسلم السلاح، إلا أن للقذافي وثورة الفاتح، كل شيء مباح.
- وكمنظر استراتيجي أي مبدع النظرية الخضراء، أو النظرية الفطرية الثالثة الخارجة من قلب الصحراء، والتي كلفته الدعاية لها في الصحافة الأوروبية والأمريكية فقط الملايين من أموال الشعب الليبي المسكين، وبالإسترليني والدولار، ورغم ذلك لم يأخذ بها أحد، وربما لم يقرأها أحد، لأنهم حسب رأيه. ورأيه دائما على صواب، لم يفهموها ولن يفهموها. فقط فهمها ويطبقها شعب الجماهيرية العظمى المنكوب به وبها!
- وكفيلسوف سابق عصره أي أكثر مما هو عليه حاليا كرئيس عربي لنظام استبدادي استكباري على شعبه دكتاتوري قمعي دموي. دماء آلاف الشهداء ومنهم الصحفي الليبي الشهيد ضيف الغزال تشهد على نظامه. ومن هنا يأتي تضامنه الأخوي مع صدام حسين أي تضامن رؤساء، بين الخيمة المتنقلة المتطورة ومنتفعاتها مع الجحرة الثابتة البدائية، حيث يغسل صدام ثيابه بيديه بكل عناء.
وكان القذافي قد هدد جديا بالانسحاب من الجامعة العربية. وكما هو معروف عنه إذا هدد فعل. مما دفع عمرو موسي إلى الإسراع إلى ليبيا والاختلاء به في الخيمة لمعرفة الأسباب. وشرح له القذافي معاناته مع القادة العرب الذين لا يأخذون أفكاره الوحدوية الإصلاحية الديموقذافية بعين الاعتبار. وهذا يُعتبر بنظره الثاقب شيء لا يمكن القبول به، وهو أيضا إهمال للمفكرين والفلاسفة العرب الكبار. وهكذا كان للقذافي ما أراد وتم تشكيل لجنة اسمها "دراسة أفكار العقيد القذافي". ولقد تألفت هذه اللجنة من ممثلي ثماني دول عربية مهمة، وهم: مصر تأتي في المقدمة كأكبر دولة عربية أي من دونها لا حرب ولا سلام، وتتبعها ليبيا كصاحبة الفكرة والإلهام، أي صنع في ليبيا، والاردن وتونس والجزائر والسودان وسوريا وفلسطين والأمين العام للجامعة العربية العتيدة.
اجتمعت اللجنة المذكورة عدة اجتماعات تدارست وتشاورت وارتفعت أهميةً اجتماعاتها إلى المستوى الوزاري وما زالت حتى الآن تدرس أفكار العقيد إلى درجة أنها دخلت في العمق فغرقت ولم تستطع الخروج من الأعماق. أما السيد عمرو موسى فقد استطاع الإفلات من الغرق، وعاد إلى قواعده سالما، حيث تم التمديد له ولاية جديدة. وهو يحاول حاليا إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأفكار. كيف لا ومتابعة دراسة أفكار الأستاذ العقيد، ستحل مشاكل العرب المتفاقمة على السريع، وتعيد لهم الزمن العباسي التليد.
مشكلة القذافي في مؤتمر الخرطوم ظهرت بسبب حضور السنيورة المفاجئ الذي خطف منه الأضواء كما أسلفنا وأضفى على المؤتمر بِطلَّتِه المحببة، وشخصيته المتواضعةِ، ومحاوراته اللبقة، ووقفته المشهورة في وجه لحود، جواً حيويا افتقده المؤتمر، الذي كان يمر بلحظات ملل ثقيلة
حضور السنيورة لم يكن فقط مشكلة كبيرة للقذافي، بل كان أيضا مشكلة أكبر للحود والأسد خاصة وأنهما ابعاد الملف اللبناني بأي وسيلة، ولا سيما بند العلاقات اللبنانية- السورية عن جدول الأعمال. فلبنان حسب رأيهما بألف خير والحوار ماشي من تحت الطاولة وفوقها وبكلمة السر كالعادة. وما يقرره الأسد ينفذه لحود وعملاء النظام السوري في لبنان. إلا أن حساباتهم خانتهم عندما وقف السنيورة تلك الوقفة المشهورة أمام ذهول الزعماء العرب واندهاشهم وفي مقدمتهم القذافي، مطالبا بتعديل مشروع القرار المتعلق بلبنان. وحقق السنيورة ما أراد بإثارته للملف اللبناني وإثباته لحق الدولة وواجبها في الدفاع عن لبنان، وأن المقاومة ومزارع شبعا تخص كل الشعب اللبناني وليس حزب واحد فقط. ووقع الأمر في يد لحود الذي ثار وأخذ يوزع المزايدات يمينا وشمال على حساب الشعب المنكوب به.



#سعيد_علم_الدين. (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعيد علم الدين. - من خطف أضواء مؤتمر الخرطوم من القذافي ؟