أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شهاب عبدكي - التعددية في الحركة الكردية في سوريا














المزيد.....

التعددية في الحركة الكردية في سوريا


شهاب عبدكي

الحوار المتمدن-العدد: 1511 - 2006 / 4 / 5 - 01:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تم الإعلان عن تأسيس أول حزب كردي في سوريا عام 1957 في بادرة من بعض المثقفين والتفاف بعض الرموز الكردية كحاجة تعبر عن تطلعات الأكراد القومية متأثراً بالثورات الكردستانية ونخص بها ثورة ملا مصطفى البر زاني وقد نجح في استقطاب الأكراد والتفافها وتحويلها إلى كتلة منسجمة في بداية الآمر ولكن سرعان ما ظهرت الخلافات السياسية على الساحة الكردية وولادة أحزاب ذات ميول سياسية مختلفة في شكل النضال أو ما يتمتع برامجه من نفس قومي أو وطني فكانت بداية لتعددية حزبية في الشارع الكردي ، ويبدو أن الولادة كانت غير طبيعية ، لأن شرعية التمثيل بقيت هاجساً لكل طرف حتى يومنا هذا دون تقبل كل طرف لأخر.

الحزب كان وريثاً للنوادي والجمعيات الكردية المنتشرة في أغلب المناطق الكردية في دمشق وحلب ، حيث شكلت بنية سياسية وثقافية تهتم بالشأن الكردي من جميع الجوانب ، وقد تم إلغاء دور تلك الجمعيات بشكل غير مباشر و دون صدور قرار حزبي يمنع وجود تلك التجمعات ابان الإعلان عن الحزب متأثرا بالجو العام الذي فرضته الكتلتين حيث انقسام الدول حول المفهومين الاشتراكي والرأسمالي وقد تأثر الأكراد بالفكر الاشتراكي الذي ساند حركات التحرر الوطني ودعم الأحزاب الشمولية ، فمهدت ومن خلال عاطفة ومساندة شعبية عن تأسيس حزب وحيد يعبر عن آمال وحاجات الكرد على جميع الصعد ومنذ تلك اللحظة تم زرع بذور لفكرة الحزب الواحد ونقض فكرة تشكيل جمعيات أو أحزاب أخرى.

وقد كانت للقيادات الكردية دوراً في ترسيخ تلك الأفكار ونشرها عبر النشرات والمقابلات التي تجري معهم في مزايدات غير مدروسة و دون تغير أو تأثير بالمتغيرات الدولية ، لذلك ارتفعت مطالب الجماهير على توحيد الفصائل الكردية على سواها من المطالب القومية والوطنية فتغيرت المفاهيم بين الغايات والوسائل ، كل ذلك جعل من الحركة الكردية أن تلعب دوراً مموهاً وعمل على تربية العقل الكردي للخوض في جدال لا مبرر له ، كون العمل الوحدوي يأتي في سياق العمل التنظيمي وليس عملاً سياسياً و لا هدفاً نهائياً للشعب الكردي كما صورته الحركة .

لقد أ ُوهِمت الجماهير الكردية أن الوحدة بين الفصائل الكردية هي طريق الخلاص من كل أشكال الاضطهاد والتميز وجعلت منها هدفاً محورياً لكل الأطراف على مختلف اتجاهاتهم ، وقدرة الشعب الكردي على نيل حقوقه مرهون بالوحدات التنظيمية ، ومنذ خمسين عاماً يتم إنتاج هذه الفكرة وبأشكال مختلفة ، فطرح شعار الوحدة كهدف وليس وسيلة هو نسف الوقائع مما يسبب ضعفاً لرؤية أخرى أكثر انسجاماً وتطوراً للواقع الكردي.

يبلغ تعداد الأكراد ما يقارب ثلاثة ملاين نسمة موزعة في المناطق الكردية الحدودية مع تركيا وبعض مناطق الداخل دمشق وحلب وحسب التوزيع الديمغرافي للأكراد نلاحظ أن هناك تفاوت في البنية الطبقية للأكراد ، كما أن نسبة الاختلاط في المدن الكبرى تفوق على الريف هذا من جهة ومن جهة أخرى أن الاختلاط بالقوميات الأخرى يتم في المدن الكبرى أما في الريف فأن الاختلاط شبه معدوم ، كما أن الاجراءت الشوفينية التي طالت الأكراد في الجزيرة لا يقابلها في مناطق أخرى ، كل هذه العوامل جديرة بالدراسة والقراءة وهي سبب وجيه في توجيه الأفكار إلى أن التعددية حالة صحية حتى للقومية الواحدة وأن كانت مضطهدة وهذا ليس تبريراً إنما رد على ما مضى من الوقت ، فالتعددية الحزبية هي حاجة ضرورية كي يتم مشاركة أكبر قدر ممكن من شرائح المجتمع في النضال ضد كل أشكل التميز ولاضطهاد ، وتأهيل العقلية الكردية على الأسس التعددية وتقبل كل طرف للرأي الأخر سوف يمهد لتأسيس مرجعية كردية ذات بعد وطني وقومي ، كما أن التعددية يجب أن تكون على أسس صحيحة وليست وليدة لامزجة شخصية بل هو تعبير حقيقي عن رأي الشارع الكردي بكل شرائحه ، وهذا لا يمنع من أن تتم الوحدة التنظيمية بين الفصائل التي انقسمت دون مبرر أو التي تتقارب في تفكيرها وبرامجها.

وللتعاطي مع هذه الحقيقة لابد من دعم العقلية باتجاه الطريق الصحيح لبناء إطار سياسي تكون مرجعاً لجميع الأحزاب الكردية وتتكون من هيئات وعلى جميع المستويات لكي يتم العودة إليها و إعطاءها دوراً تنفيذياً في اتخاذ القرارات التي من شأنها أن تكون في مصلحة الشعب الكردي ، ولكي يكتب لها الاستمرارية والنجاح ينبغي قبول الأطراف لكل ما يصدر عنها حسب الاتفاق مبتعداً بذلك عن المزاجية في توجيه الشارع الكردي ليتم الوصول إلى إعطاءها دوراً فعالاً في تمثيله للشعب الكردي ويبقى أنها كأي هيئة قابلة للنقد والتطوير وليس للتشكيك .
إلى جانب الأحزاب والإطار السياسي لابد من وجود فعاليات أخرى من تجمعات شبابية ونسائية و هيئات مستقلة تهتم بالشأن الثقافي والحقوقي..الخ ودعم كل هذه المؤسسات مادياً ومعنوياً حتى نصل إلى تفهم بين الجميع على أسس صحيحة بغض النظر عن اختلاف الرأي ، فالمشروع القومي الذي تتبناه الحركة الكردية لايتم بمعزل عن جميع شرائح المجتمع الكردي وقد تكون الحركة ممثلة لشريحة واسعة ، ولكنها تفتقر إلى آلية لدعم وتشجيع إنشاء تلك الجمعيات.


العقلية الكردية عليها أن تكون متفهمة لطبيعة النضال الكردي و داعمة لكل أشكال النضال بعيداً عن سياسية التخوين والخوف و التشكيك ، ولكي تكون العقلية بهذا الحجم من المعرفة ، أن تعمل الأحزاب الكردية على إقامة ندوات وشرح مقومات الوحدة والتعددية في نشراتها ودعم كل رأي له خصوصيته دون إقصاءه من الخارطة السياسية في الشارع الكردي .



#شهاب_عبدكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسية فن ( اخوان المسلمين وعبد الحليم خدام )
- ازدواج المقاطعة مع الارث والشعب
- الجنسية من منظور القانون السوري - الأكراد الأجانب نموذجا-
- عراق المستقبل
- إعلان دمشق مدخلا ً وليس دستوراً


المزيد.....




- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...
- مصر.. تقرير رسمي يكشف ملابسات قتل طفل وقطع كفيه بأسيوط
- السعودية تقبض على سوري دخل بتأشيرة زيارة لانتحال صفة غير صحي ...
- القضاء الأمريكي يخلي سبيل أسانج -رجلا حرا-
- القضاء الأمريكي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- رئيس ناسا: الأمريكيون سيهبطون على القمر قبل الصينيين
- في حالة غريبة.. نمو شعر في حلق مدخّن شره!
- مادة غذائية تعزز صحة الدماغ والعين
- نصائح لمرضى القلب في الطقس الحار


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شهاب عبدكي - التعددية في الحركة الكردية في سوريا