|
المخ العربي..!
توفيق الحاج
الحوار المتمدن-العدد: 6014 - 2018 / 10 / 5 - 19:16
المحور:
كتابات ساخرة
ونحن نناقش أبعاد الحالة العربية والفلسطينية المستعصية.. دلني صديق مغترب على كتاب ( The Arab Mind) للكاتب الاسرائيلي رفائيل باتي وهو يذكرني ضاحكا بنكتة الامخاخ العالمية واغلى سعر للمخ العربي ..لانه غيرمستعمل ! عرضت الامر على الاستاذ الباحث جوجل ابن السيد نت فأخرج لي في ثوان معلومات كافية ووافية عن الكتاب المذكور . وهو يستند في جوهره الى النظرية الامنية للجنرال (يهوشعفاط هركابي) من مؤسسي حزب العمل الاسرائيلي وأستاذ ثعلب اسرائيل الاول (شمعون بيرس) كان في السبعينات ممسكا بايقونات اسرائيل الامنية الثلاث الموساد والشين بيت وأمان ونظرية هركابي هذه تقول باختصار : ان اسرائيل بعد مفاجأة العبور في حرب 1973 خلصت الى عبرة مفادها ان القوة العسكرية وحدها لاتحقق الاهداف ولابد من قوة اخرى و هي القوة السياسية الناعمة (المفاوضات) فقد تحقق اسرائيل بالمفاوضات مالم تحققه بالدبابات خاصة وان العقلية العربية بشكل عام متحجرة وثابتة والعربي رغم عناده كتيس.. ملول وبتاع تشك تشاك وجنس على طول وهو بهلول وعجول بطبعه و قد يمر بهبات وفورات وانتفاضات ثم يعود الى حالة السكون .. والسيد العربي ..أيضا له أولويات أهمها الحكم والنفوذ والحياة الباذخة والشهوات بعض النظرعن تلفعه عند الحاجة بالشعارات الوطنية والعروبية والايمانية الرنانة ولا يحتمل طرحا ولاشرحا ولا محاولات اقناع .. وهو عادة ما يستجيب في المفاوضات مع العدو تحت ضغط ..عسكري كان او نفسي كصديق حميم وبسخاء غير متوقع خاصة اذا نفخ فيه ! والسادات (الرئيس المؤمن) أكبر مثال! الكتاب الى حد ما ..يصف المخ العربي بما له وما عليه .. ولكن يحاكمه بشيء من التهكم والتجني والنظرة الفوقية وبشكل لا يتفق ومراحل وسطى من التاريخ حيث كان العرب يضيئون بعقولهم ظلمة اوروبا في مجاهل سطوة الكنيسة ! قد ينسجم مايقوله هركابي مع الصراعات الازلية بين القبائل والممالك و الدول والاحزاب والفصائل العربية بدءا من الاحتلال التركي فالفرنسيطاني فالاسرائيلي الحيواني وصولا الى الصراع بين فتح وحماس ! اما عن المفاوضات التي اكره سيرتها لما فيها من شبهة الخيانة فالعقل الفلسطيني بالذات لم يلجأ اليها ترفا ورفاهية وانما لجأ اليها مضطرا لغياب البديل العسكري الداعم و الرادع مع كل الاحترام للعمل الفدائي والانتفاضات والنفيرات والمسيرات التي لم تكف لقلب ميزان القوى! لقد تحرك العقل العربي من حالة الثبات الشعاراتي لما رأى ان الدول العربية بدأت تتسحب من مسئولياتها وتشجع على سلوك طريق التفاوض بدءا من مؤتمر مدريد وصولا الى اوسلو .. ورغم المآخذ على اوسلو العاهرة فقد استفاد من بركاتها المفاوضون والمعارضون .. الكفارمنهم والمؤمنون على السواء فلولا اوسلو لم تحكمنا سلطة فتح 13عاما ولولا اوسلو لم تحكمنا بعد انتخاب وانقلاب سلطة حماس 11عاما والحبل على الجرار ! واعتقد ان ترامب ومستشاريه والاسرائيليين يتعاملون الان مع الفلسطينيين والعرب بمنطق نظرية هركابي .. ظنا منهم انهم سيحققون نجاحا في ظل التفسخ العربي .. واعتقد ايضا انهم لن ينجحوا رغم الضغوطات السياسية والمالية القاسية على السلطة والاونروا لسبب بسيط وهو ان شلوا أي امكانية ممكنة للمفاوضات.. فاول القصيدة كفر.. بدأ باخراج القدس من على الطاولة .. وبالتغزل بالاستيطان المناقي لاخلاقيات الشرعية الدولية.. والسعي لتوطين اللاجئين حيث هم وبالتالي لم يحذرالترامبيون من المس بثوابث أصيلة من ثوابث العقلية الوطنية والدينية للفلسطيني كحق العودة وحق تقرير المصير! فقد تبخر حل الدولتين ولم يعد لدى الفلسطينيين مايمكن التفاوض عليه ..بحيث لا يمكن لاي فلسطيني عاقل مهما كان أنانيا وطموحا للحكم أن يتجرأ ويغامر يحرق نفسه ان تخلي عن أي منها ! . لقد تعامل الامريكيون بعنجهية وصلف مع قناعات وتابوهات ومعاناة شعب أعظم حضارة وانسانية ظنا منهم ان المشكلة لاتتطلب اكثر من تسهيلات وكبونات وميناء ومطار في ايلات أوقبرص يخفف الحصار عن كانتون اسمه غزة! ان هذا التحليل لايقطع بعدم امكانية تساوق البعض مع الغوايات والمليارات الممكنة من تحت الطاولة بحجج انسانية وقبول اقامة دويلة غزاوية تختصر القضية ..وكما نرى فأول الرقص حجلان في بقايا وطن تفرق بين عباس وحماس وفصائل ظل ودحلان! أقول في النهاية ان العقل العربي بشكل عام بخير قياسا لما مرت وتمر به الامة العربية من محن واستعمار وحروب وصراعات سياسية ودينية وااخرها ربيع دموي قاحل كان للغرب دور المحرك الاساسي لها عبر حكام وزعماء تابعين ينفذون مايملى عليهم من اجل البقاء على كرسي الحكم ..! واظن ان العقل العربي لو اتيحت له نصف الظروف و الامكانات المتاحة للعقول الغربية سيتفوق وبشكل لافت ولدينا من الامثلة وفي ظروف غير متكافئة ما يكفي من علماء برعوا وابدعوا ، فمنهم من استؤجر ومنهم من اغتيل ! الحمد لله ربي.. أني فلسطيني راض بما قسم لي.. افخر بفلسطينيتي وعروبتي وعقلي ..!
#توفيق_الحاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خطاب الرئيس يوم الخميس
-
لجنة ادارة ..لعموم البيارة!
-
حدث في غزة..!
-
الكاتب والسياسي..!
-
شهادة لله..!
-
كتاب..اااخر زمن!
-
من كوشكة..الى تكتكة!
-
ضاعت البلاد ومتحف العقاد..!
-
خطاب حساس.. الى قائد حماس!
-
عرضحال مواطن غلبان....!
-
احتلال فوق احتلال!
-
من جمعة الشكشوك الى جمعة الكاوشوك !
-
عودة مين..والناس نايمين؟!
-
الحمد لله.. يا ال حمد الله!
-
ديوك ..وثعالب..!
-
حمراء اليمامة..!
-
رسالة.. الى الرئيس!
-
قم واستقم..!
-
ياااا سامعين الصوت..!
-
خائف..في زمن الطوائف!
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|