أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد سامي داخل - قراءة في مذكرات نصير الجادرجي ج3 (1952)















المزيد.....


قراءة في مذكرات نصير الجادرجي ج3 (1952)


احمد سامي داخل

الحوار المتمدن-العدد: 6014 - 2018 / 10 / 5 - 18:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان الكتابة عن مذكرات نصير كامل الجادرجي تشكل مادة ثرة من حيث تنوع الاحداث لدرجة تشعر وانت تكتب انك تكتب عن تاريخ العراق الحديث والمعاصر فالرجل لم يكن من سياسي الصدفة الذين نعرفهم بل رجل عاصر اهم الاحداث التي وقعت في العراق بعد تأسيس الدولة العراقية الحديثة وبالتالي فأن الكتابة عن مذكراتة هي كتابة عن تاريخ العراق الحديث والمعاصر . لا يسعني وانا ابداء بكتابة الجزء الثالث الا ان اذكر ابيات من الشعر قالها صديق نصير الجادرجي الشاعر محمد مهدي الجواهري 
وتعطل الدستور عن احكامة ***من فرط من الوى بة الحكام 
فالوعي بغى والتحرر سبة*** والهمس جرم والكلام حرام 
ومدافع عما يدين مخرب*** ومطالب بحقوقة هدام 
ومشى باصلاب الجموع يهزها ***الجهل والادقاع والاسقام 
وهوت كرامات تولت امرها ***خطط تولى  امرها حكام
فكرامة يهزى بها وكرامة***يرثى لها وكرامة تستام 
نظمت هذة القصيدة بعنوان يوم الشهيد في رثاء جعفر الجواهري شقيق محمد مهدي الجواهري في اربعينيتة على اثر استشهادة في مظاهرات وثبة 1948  ... كنا امام صراع من اجل حقوق الانسان والحرية فئة حاكمة افسدت الحياة السياسية واحبطت اقامة نظام يحترم حقوق الانسان تستند الى القيم التقليدية وقوى الاقطاع والميتافزيقيا والطائفية والشوفينية العنصرية والقبلية وتمارس فعلها في مؤسسات الدولة مع طبقة من الموظفين في الجهاز الحكومي ومؤسسات الدولة يؤيد الفئة الحاكمة لأن ذالك سبيلة في الحصول على المنافع والأمتيازات السلطوية . قابلتها معارضة لبرالية ذات نزعة  يسارية رفعت قيم الحرية وحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية وعارضت افساد الحياة السياسية وانتهاك الدستور وخرق القوانين ورفضت كل الممارسات سواء التشريعية  او افعال السلطة التنفيذية او احكام السلطة القضائية متى ماكانت هذة الممارسات تشكل تضيق على الحريات العامة والخاصة او تشكل انتهاكآ لحقوق الانسان او تعمق التمايز الطبقي . وربطة كل ذالك بالتحرر الوطني تعجبني في هذة المناسبة مقطوعة رائعه بمعنى الكلمة فلسفية عميقة في تنظيرها ومحتواها كتبها كامل الجادرجي  في افتتاحية لصحيفة  صوت الاهالي بعنوان ((الأتجاة في قانون المطبوعات يجب ان يكون الى الامام لا الى الوراء )) .كتبت في 15-4-1947 ((لقد قيل بحق ان اثمن ما في هذا الكون هو الفكر البشري فيما اذا اطلق له العنان لأن الحضارة الانسانية التي نتمتع بثمراتها لم تكن الا نتيجة  من نتائج التفكير الحر الذي لا زم الانسان منذ اقدم  عصور التاريخ فلولا حرية الرأي لما تطور المجتمع هذا التطور ولما تقدمت العلوم والفنون هذا التقدم وتاريخ الحضارة لا يعرف اعداء للبشرية اكثر شرآ من اولئك الذين لضطهدوا الفكر البشري وكافحوا حرية الرأي فأسمائهم محفوظة في القائمة السوداء التي سطرها تاريخ الحضارة مهما برروا اعمالهم بدوافع مختلفة تارة بأسم الدين والاخلاق والقومية في العصور الغابرة وتارة بأسم المصلحة العامة ومصلحة الدولة وسلامتها وما الى ذالك من التعابير في ايامنا الحاضرة ,وستبقى هذة القائمة السوداء غير مغلقة مادام هذا الصراع مستمرآ بين ذوي الاراء الحرة وبين الطغاة وبعبارة اخرى بين الحاكمين بأمرهم وبين اغلبية الشعب التي تريد التطور الى نظام افضل مماهو علية حتى يعم نعيم الحضارة جميع ارجاء العالم وقد حاول الحاكمون بأمرهم ان يعزلوا الشعب الرازح تحت سيطرتهم عن العالم فيظللوة بأن نظامة القائم او قوميتة او دينة او تقاليدة ممايتنافى مع تقبل الاراء الطارئة كي يتسنى لهم مكافحة كل رأي جديد يعتبرونه خطرآ على كيانهم القائم على الجهل والتعصب ولكن تعميم الثقافة في العالم هذا التعميم الاجماعي اصبح كفيلآ بخرق الحواجز والسدود التي يقيمها الطغاة في اي جزء من العالم فقد اصبح للعالم على اختلاف شعوبة واديانة واقوامة هدف واحد هو التحرر من العبودية ومكافحة الاستبداد والتحرر من الفاقة والجهل و الحصول على الحريات الاساسية للأنسان وهي حرية العقيدة وحرية الرأي وحرية النشر وكل مالة علاقة بحرية الفرد الشخصية ))  . في ظل هذة الاجواء اندلعت احداث مظاهرات 1952 في ظل اجواء اقليمية اثرت على الرأي العام العراقي فمن حركة الظباط الاحرار في مصر في يولو 1952 الى الانقلابات في سوريا الى قيام الدكتور محمد مصدق في ايران بتأميم النفط الى الاحداث  الداخلية في العراق واعتراض زعماء الاحزاب على خرق الدستور وتوجية مذكرات الى الوصي بشأن التضيق على الحريات العامة وانتهاك الدستور ولعل مذكرات قادة الاحزاب كل من محمد مهدي كبة وطة الهاشمي وصالح جبر وكامل الجادرجي الى الوصي والاجتماع العاصف كان لها دور كبير في هذة الاجواء مذكرت الحزب الوطني الديمقراطي نشرت في جريدة الاهالي في 29/10 /1952 جاء فيها (لذا لا يسعنا والحالة هذة ان نتجاهل واقع الحال الذي جعل سموكم مسؤولا عن الوضع الشاذ).وعلى اثر مذكرات قادة الاحزاب التي نالت تأيد جماهيري وعلى اثر الدعوة الى مقاطعة الانتخابات النيابية على اثر ذالك وفي 32/تشرين الثاني /1952 عقد اجتماع البلاط الشهير وبحضور بعض الوزراء السابقين حدثت مشادة بين طة الهاشمي والوصي عبد الالة الذي قال ان الاسرة الهاشمية ضحت من اجل العراق وجاءت من الحجاز وهي فوق مستوى الشبهات وقال لطة الهاشمي انت تكذب فرد علية طة الهاشمي انا شريف ولا اكذب وعندما هم الهاشمي بمغادرة القاعة امرة الوصي بالبقاء وقال لة لا اسمح لك بالخروج . فقام كامل الجادرجي وقال الى طة الهاشمي اخرج (هذا تحدي للوصي) وعندما هم كامل الجادرجي بالخروج قال لة الوصي اخرج انت ايضآ عندها وقف كامل الجادرجي امام الوصي وقال لة (ليس انت من تأمرني فأنا خرجت بملئ ارادتي ). يذكر هذة الواقعه نصير الجادرجي في الصفحة 53 من مذكراتة . اننا اذ نستذكر التاريخ لنستخلص منة العبر هنالك اخلاقيات وسلوك سياسي لم يعد اليوم متوافر اصبح عملة نادرة بل ربما مفقودة الاخلاقيات السياسية اليوم تبنى على التزلف وتقبيل الايادي والنفاق لمن بيدة المنصب على امل الحصول على حظوة لدى الحاكم او مغنم ومنصب سياسي او غيرها هذة الرثاثة الخلاقية والحثالة السياسية لم ولن تقدر في يوم من الايام على بناء نظام ديموقراطي هل يمكن مقارنتها بسلوك كامل الجادرجي امام الوصي ومعه اي مع الوصي رؤساء الوزراء السابقين من معيتة جالسين الى جانبة وهم كل من نوري السعيد وتوفيق السويدي وارشد العمري ومحمد الصدر وجميل المدفعي  يقول نصير الجادرجي ثم عاد كامل الجادرجي للأجتماع بقادة الحزب في دار حسين جميل واتصل بي اي بنصير وطلب منة عدم اعلام احد عن مكانة . معارضة حقيقية وليست مصطنعة من اجل مقعد او وزارة سلوك سياسي عندما تقراءة لا يسعك الاان تقف احترامآ للصلابة للمبدائية والصدق مع الذات ومع الاخرين .   
اندلاع انتفاظة 1952 كان من الفئة الطلابية المثقفة وتحديدآ من من كلية الصيدلة حيث جرى تعديل على نظام الدراسة يجعل الطالب المعيد في مادة واحدة معيدآ في بقية المواد وتطور الامر الى مشاركة بقية الكليات والى انتفاظة شعبية يصف نصير الجادرجي مشاركتة بها ويروي صورآ من نشاط التظاهرات ويبدي اعجابة بتوسع التظاهرات ودور شبيبة الحزب الشيوعي في التصدي الى قوى الامن  وكذالك احتشاد الجماهير معهم والتحام طلبة كليات التجارة والاداب والحقوق مع المتظاهرين وكذالك مشهد مقاومة الرصاص من قبل المتظاهرين بعد مناداة القيادي الشيوعي محمد صالح العبلي بهم هذا نوى وليس رصاص .ثم يذكر نصير الجادرجي وصولة مع المتظاهرين الى بناية حزب الاتحاد الدستوري حزب نوري السعيد في منطقة باب الشرجي وكيف ان الجماهير كتبت على مدخل باب الحزب بعد ان انزلت يافطتة (عمارة مشبوهة من الناحية الاخلاقية )وكيف ان الجيش بداء ينزل بمدرعاتة وتوجة نصير الى مقر الحزب الوطني الديموقراطي وكيف ان قادتة كانو مجتمعين برئاسة والدة ثم عند العودة الى البيت يخبرة والدة بعزمة وقيادة الحزب الوطني الديموقراطي النزول الى الشارع بشخوصهم في الغد ويطالب نصير الجادرجي بايجاد وتأمين منزل امن لهم ويرشح لة بيت خالة السيد عارف اصف اغا والمجازفة التي حصلت من نصيرالجادرجي  بالذهاب  الى هذا المنزل رغم اكتضاض الشوارع برجال  الشرطة والجيش 
ثم تم اعتقال الشخصيات البارزة السياسية كامل الجادرجي ومحمد مهدي الجواهري وصديق شنشل الخ ثم خروج مظاهرة جماهيرية في اليوم التالي تطالب بجمهورية واسقاط الملكية وحكومة وطنية برئاسة كامل الجادرجي ثم تعرض نصير كامل الجادرجي الى القاء القبض بسبب مشاركتة بالانتفاظة ولة قصة يرويها بطرافة ..
يقول في صفحة 73 في ظهيرة احد الايام طرق باب منزلنا مفوض في الشرطة ونزل من السيارة مع منتسبي الشرطة فخرجت لة فسألني قائلآ
سيد نصير موجود ؟ اجبتة .سأنادي علية انتظرني دقيقة 
نادى عل اثناء صعودي فأفتعلت عدم السماع في داخل المنزل ابلغت والدتي بأن الشرطة قد جائت لألقاء القبض علي واوصيتها بعدم فتح الباب لحين تأمين هروبي ثم قفزت عبر الحائط الى منزل الجيران ثم يسرد قصة بقاءة في الحديقة وبعدها ثم ذهابة الى بيت خالتة السيد احمد جمال الدين الكلاني وبيت خالتة الاخرى بيت رئيس الوزراء السابق السيد ناجي شوكت . 
                                                                           ((يتبع ))



#احمد_سامي_داخل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في مذكرات نصير الجادرجي ج2(التمرد)
- قراءة في مذكرات نصير كامل الجادرجي ج1(الجذور الفكرية )
- حقوق الأنسان والحملة الايمانية القديمة الجديدة
- العلمانية من اجل الدين والاخلاق
- مدافع شعب اية الله
- البطاقة التموينية بين الانتخابات والدستور ......
- تعديلات قانون الاحوال الشخصية قراءة قانونية دستورية ........ ...
- مئة عام الى الوراء در(قانون الأحوال الشخصية مثلآ)
- حقوق الأكراد لو عرس واوية
- انا ومام جلال انطباعات عن قرب
- مفاهيم قانونية كلام في ((دعاوى منع المعارضة ))
- غرامشي بين النجف وساحة التحرير
- الفكر اليساري العراقي الى اين
- التاريخ الفكري للمنظمة السرية الدعوجية الاسلامية
- المشروبات الروحية بين الدستور وذهنية التحريم
- القضاء المستعجل في العراق وتطبيقات المادة 250 من القانون الم ...
- مدد الطعن في قانون المرافعات المدنية رقم 83 لسنة 1969
- اقالة الجبوري قراءة قانونية
- على حافة الهاوية
- حزب البعث الشيعي


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد سامي داخل - قراءة في مذكرات نصير الجادرجي ج3 (1952)