أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - المشهد الإماراتي في عهد محمد ين راشد آل مكتوم














المزيد.....

المشهد الإماراتي في عهد محمد ين راشد آل مكتوم


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 1511 - 2006 / 4 / 5 - 12:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما نشرت مقالي ( لماذا لا يحكم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم دولة الإمارات؟) ثارت ثائرة الكثيرين، وتلقيت كمية هائلة من السباب والشتائم وكأنني اقتربت من أقدس بيان مُنزّل لأن هناك ثوابت في دولة الإمارات لا يستطيع أحد من الخارج أو من الداخل أن يقترب منها.
لم يكن الأمر بالنسبة لي يعني النسبة المئوية في تقسيمات أنجح اتحاد عربي، فالمفترض أن أبناء الشعب أصبحوا وحدة واحدة، وأن يحكم ظبياني أو دبياني أو شارقي أو عجماني أو فجيري الدولة لا ينتقص من حق الآخرين، فقد يكون المسؤول من آل مكتوم لكنه أحرص على وحدة أبناء الشيخ زايد، رحمه الله، من أنفسهم.
كانت رؤيتي نابعة من مراقبة صناعة القرار الدبياني للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وكيف جعل العاصمة الثانية قِبلة للمستثمرين والسياح والاقتصاديين وكل من لديه أفكار في الادارة ومشروع يتردد الآخرون في قبوله.
تختلف أو تتفق مع رئيس الوزراء الجديد إلا أنك لا تملك غير الاحترام والتقدير لقدرته البارعة على وضع دبي في مصاف أهم مدن العالم.
الآن يقف الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في مواجهة أهم التحديات التي تجعله مسؤولا عن قرار حكومة، ومضطرا للمجاملات والتعامل مع حساسية الوضع التقسيمي لمناصب الدولة الكبرى، ومنح أبناء المغفور له أمنا وطمأنية في بقائهم على رأس أهم وزارات الدولة.
ذكاء الشيخ محمد بن راشد توهج في تلك النقطة بالذات، وقام بتعيين الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزيرا للخارجية، فهو الابن الأصغر للراحل الكبير، والأكثر قربا لوالدته، ودلالا لدى أشقائه الكبار.
ثم قام بتفكيك وزارة الإعلام فهي لن تكون قادرة على التعبير عن أفكار الشيخ محمد بن راشد، وستظل والقائمون عليها محمية ظبيانية تنحاز آليا لأبناء الشيخ زايد.
والشيخ محمد بن راشد الذي اعتاد أن يقرأ الوجوه كأنه عَرّاف في الفلك والورق والكف، يعلم تماما أن القرار في السياسة الخارجية ليس فيه شللية، وأن المستشارين الذين يضعون شفاههم في الأذن لن يجدوا في الدبلوماسية الإماراتية غايتهم وتأثيرهم وسطوتهم.
سفراء دولة الإمارات ودبلوماسيوها ينتمون لمدرسة رزينة، ومنهم رجال تفتخر بهم الدولة على كل الأصعدة، وهؤلاء هم الذين سيتعلم منهم الشيخ عبد الله بن زايد بعيدا عن مستشاري السوء من غير المواطنين.
لقد آن الوقت الذي يمنح فيه وزير الخارجية الشاب أُذُنَه لأبناء بلده من خيّرة المثقفين والسياسيين والدبلوماسيين، ويستمع إليهم، فالخارجية ليست هي الإعلام، والخطأ فيها تتحمله الدولة، ومصلحة الإمارات تسبق ماعداها من رغبات وأهواء.
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رجل مناسب في مكان مناسب، لكن الخوف عليه من تكبيل قدراته العبقرية في حسابات سلطوية تتعلق بتقاسم الحقائب الوزارية والادارية وفقا لحجم وثراء الإمارة وليس للمساواة في المواطنة.
دولة الإمارات العربية المتحدة ستكون كلها لؤلؤة الخليج، وليس دبي فقط، في حالة وجود ضوء أخضر من رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بأن يد رئيس الوزراء مطلقة في أي تغييرات وزارية أو إدارية أو اقتصادية يراها الشيخ محمد بن راشد ضرورية لمستقبل الوطن.
محمد بن راشد يتميز بأنه يطلق لخياله العنان لعشرين عاما قادمة أو ثلاثين أو أكثر، وليست لديه خطط خمسية فالوطن لا يتغير بعد حفنة من السنوات، إنما هو يصنع المشهد المستقبلي لعدة عقود.

هذا الشاعر الرقيق والعبقري الاداري يقف أمام أهم تحديات عصره، إما أن يندم لأنه وافق على منصب محددة قدراته سلفا، أو يضع الدولة كلها أمامه في خطة مستقبلية تجعل دولة الإمارات في مصاف الدول المتقدمة ولو كانت تطل على مياه الخليج.
تبقى مشكلة التركيبة السكانية التي تتعارض تماما مع هوية تلك الدولة، والشيخ محمد بن راشد لم يحاول حل هذه المعضلة في دبي ولو مرة واحدة، بل إن بعض أحياء تلك المدينة الساحرة اختفت منها اللغة العربية، وتآسيوت ضادها، وتهندت حروفها، ولم يبق إلا أن يتغير اسمها إلى دبيكُتا .
جيل جديد من الإماراتيين تربوا في أحضان خادمات آسيويات اعوجت ألسنتهن فكشطوا ألسنة أبناء وبنات مخدوميهم.
القضية الأخرى والأهم أمام الشيخ محمد بن راشد هي المساواة العادلة في قوانين الدولة، ومنح الجنسية وفقا للقانون وليس للوساطة أو لهاتف من أحد الشيوخ، فهناك أبناء مغتربين يتحدثون اللهجة الإماراتية كأنهم ضيوف برنامج لنجاح المساعيد، ويعرفون الإمارات أكثر من بلادهم، ويقدمون لها الولاء والطاعة والوفاء، لكنهم يعيشون على الهامش، ويستطيع طفل إماراتي أن يُفنّشه على أول طائرة متجهة لبلده الأم التي كاد النسيان يطويها حبا في مضيفيه الإماراتيين.
الشيخ محمد بن راشد رئيس وزراء حكومة إماراتية وليس حكومة نهيانية أو مكتومية، وتلك أولى اختبارات العدل في فكره.
والشيخ محمد بن راشد يملك رؤية واضحة لمستقبل الوطن، لكن إذا تحولت رئاسة مجلس الوزراء إلى سجن فكري وعرقلة لقوى الابداع لديه فاحتفاظه بدبي أشرف له من منصب شرفي يقتل عبقريته.
والشيخ محمد بن راشد عليه أن ينهي عصر المستشارين غير الإماراتيين الذين يهيمنون على عقول مسؤولين كبار، وأن يمنح مواطني بلده فرصا متساوية، وأن تظل أسرار الإمارات في يد المواطنين فقط، وأن يخفف قليلا من كبريائه فهو رائع في كل الأحوال وتلك الصورة المتكبرة والمتغطرسة تتنافر مع بساط من الحب يحمله له كل من تابع عطاءه للوطن، ونحن منهم.



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيكل والانتفاضة المصرية في 23 يوليو 2006
- الانتفاضة الشعبية المصرية في 23 يوليو 2006
- كيف نطيح بالرئيس مبارك عن طريق الإنترنيت؟
- الفخ الأمريكي للغباء الإيراني .. متى يبكي حراس الثورة؟
- العد التنازلي للرئيس اللبناني
- كل المسلمين قضاة .. فمن المتهم؟
- تصفية الشاهد المتهم صدام حسين
- رسالة مفتوحة إلى قائد الإنقلاب العسكري المصري
- لماذا أكره الرئيس حسني مبارك؟
- الحمد لله، تخلصنا من 900 مصري ! رسالة من الرئيس حسني ...
- بل لم يزهد عاشقو الوطن في كتاباتي
- لماذا زهد المصريون في كتاباتي؟
- دعوة لتحرير مصر من الرئيس مبارك .. تجديد العصيان المدني
- نعم لقتل السودانيين
- أيمن نور .. لن نسير في جنازتك
- جمال مبارك: سوطي ينتظر ظهوركم العارية
- الوصايا العشر للاطاحة بالرئيس حسني مبارك
- الدبابة تتحدث بلسان المواطن .. موريتانيا نموذجاً
- الحسن الثاني يراقب ابنه من قبره
- متى ينفد صبر التونسيين من الرئيس؟


المزيد.....




- مصر والصومال.. اتفاق للدفاع المشترك
- ترامب يحذر من عواقب فوز هاريس في الانتخابات الرئاسية
- أربعة أسئلة حول مفاوضات الخميس لوقف إطلاق النار في غزة
- بايدن وهاريس يتلقيان إحاطة بشأن التطورات في الشرق الأوسط
- عزيز الشافعي يدعم شيرين ويوضح موقفه من إصدار أغنيتها الجديدت ...
- أمريكا تجدد دعوتها لسوريا للإفراج عن الصحفي -المختطف- أوستن ...
- قصف مدفعي إسرائيلي من العيار الثقيل يستهدف مجرى نهر الليطاني ...
- متهم بالعمالة للحكومة المصرية يتوصل لصفقة مع السلطات الأميرك ...
- في ختام اليوم 313 للحرب على غزة.. آحدث تفاصيل الوضع الميداني ...
- مصراتة الليبية تعلن إعادة تفعيل المجلس العسكري ردا على نقل ص ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - المشهد الإماراتي في عهد محمد ين راشد آل مكتوم