أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الكريم يوسف - إنما الحياة مواقف














المزيد.....


إنما الحياة مواقف


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 6014 - 2018 / 10 / 5 - 00:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عندما شعرت زوجة أنطون سعادة مؤسس الحزب القومي السوري الاجتماعي بالغيرة في يوم من الأيام من الالتفاف الجماهيري الكبير وغيابه المتواصل أيام وأيام عن البيت داعبها قائلا " يدي التي تلوح للملايين ملك لك .” كان أنطون سعادة يقصد ما يقول لأقرب الناس إلى قلبه .
ومن المواقف التي أعجبتني كثيرا في هذه الحياة في عام 2013 عندما خرجت السيدة الأولى أسماء الأسد مع طفليها بين الجماهير في ساحة الأمويين بين الحشود الغفيرة وكأنها تريد أن تسجل موقفا للتاريخ وللسيد رئيس الجمهورية وهو :" أنا مواطنتك يا سيادة الرئيس . مثلي مثل أي مواطن سوري."
إنما الحياة مواقف هذا ما يقوله الحكماء ..وقليلون من يدركون معنى هذه المواقف .
تروي الحكايات قصصا عن مواقف فيها الحكمة والطرافة والحزن ومن بينها اخترت لكم هذا الأسبوع هذه الحكاية الجميلة :
قال على عجل وهو يضع معطفه فوق كتفيه :" لقد تأخرت قليلا عن الاجتماع. علي أن أسرع." ثم خرج من البيت مسرعا. ركب سيارته و مشى بعيدا .في هذه الأثناء كانت هي تهبط الدرج درجتين درجتين مسرعة وتصرخ :" انتظر! انتظر!" .لكنها اكتشفت أنه قد رحل.
جعدت فمها كما تجعد جريدة وهمست لنفسها : " لقد نسي أن يعطيني قبلة الوداع." كان صوتها يرتجف تحت تأثير شعورها بالألم . اتصلت به بالهاتف وقالت له باتهام: " لقد غادرت المنزل من دون أن تعطيني قبلة الوداع." أجابها نادما : " أنا آسف يا حبيبتي " ردت : " لا بأس ." وحاولت أن تبدو ناضجة تماما ثم أقفلت الخط .
تناولت فطورها بسرعة ثم لبست حذاءها والتقطت حقيبتها المدرسية ثم بدأت تمشي نحو الباب وكتفيها منحنيين نحو الأسفل بسبب حزنها. وأثناء هبوطها الدرج للخروج ، توقفت سيارة مسرعة أمام المنزل. نزل منها رجل . هرعت إليه مسرعة، وشع وجهها بالنور وكأنه شجرة عيد الميلاد .
غمرها بذراعيه ورفعها إليه ثم قال لها : " أنا آسف. لقد نسيت ." لم تقل شيئا. لكن فكها تألم من شدة ابتسامتها .
بعد مضي خمسة عشر عاما ، لن يتذكر أحد أنه تأخر عن الاجتماع ، لكن الفتاة الصغيرة لن تنسى أبدا على مر الأيام أن والدها عاد للبيت فقط ليعطيها قبلة الوداع.
و يُحكى أن غانـدي كان يجري بسرعة للحاق بقطار وقد بدأ القطار بالسير وعند صعوده القطار سقطت من قدمـه إحدى فردتي حذائه فما كان منه إلا خلع الفردة الثانية وبسرعة رماها بجوار الفردة الأولى على سكة القطار فتعجب أصدقاؤه !
وسألوه ما حملك على ما فعلت ؟ لماذا رميت فردة الحذاء الأخرى؟
فقال غاندي الحكيم: أحببت للفقير الذي يجد الحذاء أن يجد فردتين فيستطيع الانتفاع بهما فلو وجد فردة واحدة فلن تفيده ولن أستفيد أنــا منها أيضا.
ويحكى أن رجلا أعمى جلس على إحدى عتبات عمارة واضعا ً قبعته بين قدميه وبجانبه لوحة مكتوب عليها ": أنا أعمى أرجوكم ساعدوني ".فمر رجل إعلانات بالأعمى ووقف ليرى أن قبعته لا تحوي سوى قروش قليلة فوضع المزيد فيها دون أن يستأذن الأعمى . أخذ لوحته وكتب عليها عبارة أخرى وأعادها مكانها ومضى في طريقه لاحظ الأعمى أن قبعته قد امتلأت بالقروش والأوراق النقدية ، فعرف أن شيئاً قد تغير وأدرك أن ما سمعه من الكتابة هو ذلك التغيير فسأل أحد المارة عما هو مكتوب عليها فكانت الآتي ": نحن في فصل الربيع لكنني لا أستطيع رؤية جماله."
هي الحياة بما لها وما عليها رسائل وإشارات والمحظوظ هو من يفك الشيفرة ويفهم الرسالة المبتغاة منها دون عناء .
ألستم معي في ذلك ؟



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنواع الإدارة
- حوار مع السيد أحمد خازم رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان
- محكومون بالأمل ...والألم
- كوابيس جورج أورويل
- الخائفون من نعوم تشومسكي
- المغفرة ...عَوْدٌ على بدء
- علم الأخلاق وأنماط التفكير الإنساني
- الايقاع البيولوجي وتأثيره على حياتنا
- أشهر الفضائح السياسية
- الموت في أدب شكسبير
- الشعور بالكمال يَعْدِلُ الشعور بالموت
- الممنوعات في شبكات التواصل الاجتماعي
- تطبيقات الذكاء البصري المكاني
- أنظمة الحكم الكبرى من الديموقراطية إلى الرشوقراطية
- جمالُ الزهرة يَجني عليها
- الغبار الذكي بين المزايا والرزايا
- نشوء علم الذكاء البصري
- لحظة الأوج ولحظة الحضيض
- التفكير البصري ومجالاته في الحياة
- بوح ربيع خمسيني


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الكريم يوسف - إنما الحياة مواقف