أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد اللطيف بن سالم - النمذجة في ما بين العلم والفلسفة














المزيد.....


النمذجة في ما بين العلم والفلسفة


عبد اللطيف بن سالم

الحوار المتمدن-العدد: 6013 - 2018 / 10 / 4 - 06:58
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


وبالنتيجة ظهرت لنا فلسفة العلوم ونظرية المعرفة والأبستمولوجيا دليلا على انتشار هذه العلوم في أرجاء أوروبا بصفة عامة وفي بقية العالم بنسب متفاوتة وتطبيقات لها في الصناعة والتكنولوجيا بنسب أيضا متفاوتة ما أدى في الأخير إلى تعدّد الاختصاصات العلمية وإلى تعدّد الاختصاصات في كل علم على حدة ما تسّبب اليوم في ظهور فلسفة النمذجة أو " نظرية النظم" بكاملها و التي صارت تبحث من جديد في لمّ شمل هذه العلوم المتكاثرة المتجدّدة وردّ الكثرة إلى الوحدة كما كان هدف الفلسفة دائما مهما تنوعت مذاهبها البحث عما وراء الحوادث المستجدة للتنسيق بينها وإحداث التوازن بين مكوناتها في نظرية متكاملة .
في هذا الزمن الحالي الذي تتهيأ فيه بقية شعوب العالم إلى الانتقال الديمقراطي لابد للفلسفة إذن من أن تنزل إلى الشارع وتدخل المقاهي والنوادي الثقافية المختلفة وتبسّط من أسلوبها في الحوار والمناقشة حتى تستطيع أن تشارك مباشرة في تغيير العالم كما يرى ماركس ولا تبقى مكتفية فقط بتفسيره وتساعد الناس على هضم الأفكار الجديدة ، هذه الأفكار التي ترقى بالبشر إلى مستو أعلى من الإنسانية يتعايش فيه الجميع بروح من المحبّة والتسامح والاحترام المتبادل في إطار مجموعة القيم الكونية المتفقة عليها كل الأمم والتي وُضعت ( في إعلان عالمي لحقوق الإنسان صادر عن الأمم المتحدة ) لتكون أساسا في التعامل والتفاعل وتبادل المصالح والمنافع في الحاضر وفي المستقبل والتحرّر شيئا فشيئا من ربقة تلك التقاليد والمواضعات البالية التي خلفتها فينا العهود السابقة من العصر الوسيط ولا يزال البعض من مواليه من المتعصين لعاداته و تقاليده وموروثه الثقافي يتوارثونها إلى حد هذه الساعة والذي كان الناس فيه يتمسكون بمبادئ كانت نتيجة لمعارف وهمية تعوّدوا عليها وتوارثوها هم أيضا عمن سبقهم مع مرور الزمن دون ما الكثير من التفكير والتدبر (ومن شب علي شئ شاب عليه ) إلا من رحم ربك فغيّر ما بنفسه فغير الله ما به.
وكنتيجة لكثرة تفاعل الفلسفة مع الواقع عبر جميع هذه الحقب وطول التأمل فيه ماضيا وحاضرا يمكن القول بأنها اليوم قد شاخت و هرمت ولم تعد قادرة على الاهتمام كعادتها بالقضايا الإنسانية الكبرى بقدر ما صارت مهتمّة بأبنائها وبناتها من العلوم المختلفة ونماذجها المتعدّدة، تبحث في أصولها وفروعها ومصادرها وأهدافها ونتائجها لتقييمها وتقويمها عند الحاجة ولهذا تحوّلت إلى ما صار يُعرف اليوم بالأبستمولوجيا أو فلسفة العلوم في مفهومها العام وكأنما لم يعد لدينا اليوم مثل تلك الإشكاليات العامّة في حياتنا و التي كنا في السّابق نحسّ بالحاجة إلى التفكير فيها ومعالجتها في حين أن تلك الإشكاليات الكبرى التي لم نعد نبالي بها اليوم قد اتّسع مجالها وتعاظم شأنها في حياتنا وإن بأشكال مختلفة إلى درجة أننا لم نعد نحسّ بها مباشرة لا لقلّة أهمّيتها في حياتنا وإنما بتأثير الهامشية التى أصابتنا والتي أوقعتنا فيها أخيرا هذه العولمة التسونامي المدمرة. ولا ريب في أن مثل هذه الفلسفة في غاية الأهمية هي أيضا بالنسبة إلى ما يجرى اليوم في العالم خصوصا من حيث عنايتُها بضرورة الحدّ من شوكة تلك العلوم وصلافتها أحيانا عند استعمالها في الصناعة والتكنولوجيا سلاحا ضد الإنسانية وأداة للهيمنة على شعوب العالم قاطبة، وتتحوّل من نعمة كنا ننتظرها إلى نقمة هالكة بالقضاء علينا وتحطيمنا.
الفلسفة إذن في حاجة دائما إلى المراجعة :
أليس هذا مما يدعونا إلى إعادة النظر في الفلسفة بصفة عامّة وبجديد اهتماماتها والتحاور معها بخصوص مدى إهمالها لتلك القضايا الإنسانية الكبرى والهامة والتى لا نستطيع في الحقيقة التفرغ منها أبدا وليس ظهورُ هذه العلوم العديدة وفروعها ونماذجها المتعددة بقادرة- كما يعتقد البعض – على إيجاد الحلول لها بل بالعكس من ذلك قد زادت في تضخيمها وتعقيدها وتسببت لنا في مشاكل أخرى عديدة غيرها لعلّها أشدّ خطورة من سابقاتها كالهامشية واللامبالاة واللاانتماء وتدهور الروح الإنسانية في العالم و العودة بنا إلى الوحشية والبهيمية المتطرفة وإلى احتراف الجرائم المبرمجة والمنظمة ضد الإنسانية قاطبة من مثل الإرهاب والجماعات المتطرفة وعودة الصراعات الطبقية في أعنف مظاهرها ... الخ . و كنتيجة لكل ذلك كانت هذه العولمة تلتهم كل ما يقوم في طريقها لإصلاح ما فسد ولا تعترفُ لأية مجموعة بشرية بأن تقوم بذاتها أو تُحافظ على خصوصياتها المميزة لها وهذا آخر ما أفرزته لنا عملية صنع النماذج والقوالب الجاهزة في الفكر وفي العلوم البحتة وفي الصناعات والتكنولوجيات وبالخصوص في الإيديولوجيات والأديان المختلفة والسياسات المعاصرة ما كاد أن يقطع على الفكر الحر مواصلة الطريق في الخلق والإبداع وكأنما بلغنا بصناعة النماذج الكثيرة هذه الحد الذي سينقلب بنا إلى الضد ويحرُمنا بالتالي من تحقيق وضع لنا مستقر يعيش فيه الجميع في حياة باهية ،آمنة مطمئنة .



#عبد_اللطيف_بن_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أصل الإنسان قرد بالفعل ؟
- الإرهاب مرة أخرى ؟؟؟
- سلبيات الإدمان على الإعلام المشهدي :
- الإهانة
- سلبيات الإدمان على مشاهدة الشاشات
- هل انقلبت الثورة على نفسها ؟
- مرض الشيخوخة المبكرة
- الطفولة وعلاقتها بالمدرسة
- حول عملية التعلم
- شيء من النقد الذاتي .
- الضعف الجنسي
- حوار الحضارات...أم حوار الثقافات ؟
- حرب غير معلنة أم هي حرب عالمية ثالثة ؟
- مكانة المرأة بين العرب
- أصدقائي النوارس
- لإرهاب في بيتنا
- من أخطائنا الأخلاقية
- نظرية علمية للبحث والتحقيق فيها
- الثورة التونسية في ذكراها السابعة
- الإرهاب : من أين يأتي وإلى أين يمضي ؟


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد اللطيف بن سالم - النمذجة في ما بين العلم والفلسفة