أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رفيقة عثمان - قراءة في كتاب قضيّة في المدينة المقدسة














المزيد.....

قراءة في كتاب قضيّة في المدينة المقدسة


رفيقة عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 6011 - 2018 / 10 / 2 - 16:35
المحور: الادب والفن
    


رفيقة عثمان:
قراءة في قصّة: "قضيّة في المدينة"
الكاتب إسحاق الطويل، الرعاة للدراسات والنشر، رام الله، وجسور للنشر عمان؛ 2018.

يعتبر الأدب البوليسي من فنون الأدب الهامة، ويعتمد على التحرّي والتشويق والإثارة للوصول للحقائق، وهذا النوع من الأدب من أكثر الأنواع قراءة؛ نظرا للغموض الذي يسلب القارئ؛ لمعرفة الحقيقة. أوّل من أسّس الرواية البوليسيّة الكاتب (أرغان ألان)، ومن بعده أمثال (أرثر كونان دويل) مبدع الشخصيّة الخياليّة (شرلوك هولمز) شخصيّة الشرطي المحقّق؛ (المرسال: أفضل الروايات العالميّة للأداب البوليسية، 2016) هذه هي نفس الشخصيّة التي ابتدعها (دويل) لسلسلة المغامرات البوليسيّة في قصصه؛ والتي تبنّاها الكاتب إسحاق الطويل، وعرّبها تحت شخصيّة البطل آدم.
كتب الكاتب إسحاق الطويل، قصّة "قضيّة في المدينة"، والتي احتوت على مئة وخمس وأربعين صفحة، من الحجم المتوسّط؛ وقسّم القصّة الى خمسة فصول. صمّم صورة الغلاف الفنّان رامي القُبّج، الصورة يسودها اللون الأسود، يغطّي صورة للمسجد الأقصى.
قضيّة في المدينة المقدّسة، قصّة بوليسيّة تدور أحداثها حول فك لغز الجريمة، وإلقاء القبض على الجُناة؛ أسوةً بالقصص والروايات البوليسيّة الأجنبيّة.
اختار الكاتب أربعة أبطال؛ لتحريكها في سرد الأحداث، أحد الأبطال هو الراوي نفسه، باسم بهاء، والبطل المحوري الثاني آدم، والشخصيّة الثالثة هو إبراهيم صديق بهاء.
يبدو أنّ الكاتب استلهم قصّته أثناء دراسته في مدينة كييف بأوكرانيا، واستخدم المكان مسرحا لسرد أحداث القصّة، والمكان الثاني هو مدينة القدس؛ لكون الكاتب (الراوي بهاء)، وصديقيه آدم وإبراهيم من مواليد هذه المدينة. لعب آدم دور البطولة، في التحقيق في جريمة قتل شخصين: رجل وامرأة داخل الجامعة التي كان يدرس فيها؛ نجح آدم بالكشف عن الجريمة بالتعاون مع محقّق الدولة، رافقه صديقه بهاء، ومن هنا روى عن بطولات آدم لصديقه إبراهيم؛ لدرجة بأن أصبح آدم يلقّب ب (هولمز القرن الواحد والعشرين)، ووصل إلى شهرة محليّة وعالمية في حل لغز الجريمة؛ وفي الفصل الأخير، نجح آدم في حل لغز وصيّة، لأب بروفيسور من المدينة المقدّسة، بعد توجّه ابنه إبراهيم، لصديقه بهاء، والذي بدوره ساهم في تشجيع آدم في حل اللغز. برأيي إنّ اختيار الكاتب لشخصيّة آدم للتحقيق، وإبراز تفوّقه على المُحقّق المختص، هذا أمر يّقلّل من مكانة المحقّقين، وانعدام الثقة بهم، والنقطة الثانية، هي عندما قام آدم بالتحقيق مع المحاضرين في نفس الجامعة التي يتعلّم بها كطالب، واتّهامه لهم بالقتل، والذين هم من نفس الجامعة؛ أنه أمر غير منطقي وغير أخلاقي.
زمن بداية السرد للقصّة، في أوّل أيلول من عام 2012 كما ذكر الكاتب في الفصل الأوّل كما ذكر الكاتب في الفصل الأوّل صفحة 13. اهتم الكاتب بعنصري الزمن والمكان (الزمنكية(.
لغة الكاتب سهلة وبسيطة، حواريّة وتقريريّة، تكاد تخلو من المحسّنات البديعيّة، والنص الأدبي السردي، ربّما هذا ما احتاجه الموقف لهذا النوع من النصوص؛ ألفت الانتباه لكثرة الأخطاء اللغوية، والنحوية. كان من الممكن التأني وتدقيق القصة قبل نشرها من قبل لجنة مختصة، ترعاها دار النشر؛ ويُلقى اللوم على دار النشر في الأخطاء الواردة بالقصة.
خصّص الكاتب قسطا كبيرا من النصوص والفصول حول حل لغز الجريمة في أوكرانيا؛ بينما الفصل الأخير، اهتم الكاتب في فك لغز الوصيّة في المدينة المقدسة، ومن هنا تناول الكاتب عنوان القصّة.
برأيي لو تناول الكاتب حل الألغاز داخل المدينة المقدّسة فقط، سيكون العنوان مناسبا وموفّقا أكثر.
لا شك بأنّ القصّة يسودها الخيال الخصب، الذي لا يعرف الحدود، والتمييز مع وقائع الواقع، الخيال فاق الواقع بل أكثر من ذلك؛ الخيال في القصّة شكّل عنصر التشويق فيها، وخاصّة نسج الحبكات المتتالية؛ كما يبدو بأنّ الكاتب متأثر بالروايات البوليسيّة، والمغامرات، والمطاردات حول البحث عن الجناة؛ هذا النوع من النصوص الأدبيّة تلائم جيل اليافعين، اللذين يتماهون مع الشخصيّات المغامرة، والعنف، ممّا يساهم في التفريغ العاطفي لديهم خاصّة في عمر المراهقة. هذا الجانب يُحسب للكاتب، في إبداعه بخلق ألغاز بحاجة إلى ذكاء خارق؛ لفكّها وحل رموزها الغامضة.
تطرّق الكاتب لحادثة "تشيرنوبل" عام .1986 حيث تعرض المفاعل النووي المدني للطاقة الكهربائي إلى تفجير كبير، وأصبحت المدينة منكوبة، أجد بأن عرض المعلومات التاريخية من خلال قصة، تُكسب الطلاب معرفة غير مباشرة بأحداث التاريخ، بعيدا عن التعليم المباشر غير المُحبب للطلاب.
يبدو أنّ الكاتب إسحاق الطويل، لديه الموهبة باختلاق الألغاز والمغامرات نحو حل الألغاز، فلا بدّ من تشجيعه بالاستمرار نحو هذا النهج في كتابة الأدب البوليسي، مع مراعاة مواطن الضعف التي وردت في قصّته الأولي؛ بحيث تصبح سلسلة من المغامرات في المدينة المقدّسة، وعرض أعماله على مختصّين قبل نشرها؛ لضمان الجودة. رغبة الكاتب بالاستمراريّة تظهر في نهاية القصّة، صفحة144. " سأخبركم بحل (القضيّة الجديدة) يا أصدقائي في السلسلة الثانية من مغامراتي مع "هولمز القرن الحادي والعشرين".
برأيي قصة الكاتب إسحاق الطويل، تعتبر شيقة ومثيرة للأبناء اليافعين، ومن الممكن تعديلها ونشرها بين الطلاب في المدارس.
أجد ضرورة لتشجيع الجيل الصاعد والشبيبة على الكتابة والنشر، ولكن ليس بأي ثمن، هنا يطرح السؤال نفسه، من المسؤول وأيّة جهة تأخذ على عاتقها مسؤوليّة التوجيه والتدقيق؛ لإخراج القصص والروايات بأفضل صورة، فالمكتبات مليئة بالقصص والروايات التي لا قيمة لها، فهي إهدار، لوقت القارئ، وددليل على انخفاض المستوى الفكري والثقافي للأبناء.



#رفيقة_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في شبابيك زينب
- ميلاء سعاد المحتسب ومعاناة النساء
- رواية السيق وحب القدس
- قصة الأطفال -الشجرة الباكية- في اليوم السابع
- قراءة في قصة الأطفال-الشجرة الباكية-
- سموّ الفكر في رواية وميض تحت الرّماد
- قراءة في رواية هذا الرجل لا أعرفه
- قراءة سريعة في سيرة طفولة الأديب السلحوت
- قراءة في رواية حرب وأشواق
- قراءة في رواية: - فيتا- أنا عدوَّة أنا-
- -طلال بن أديبة- وأدب السيرة
- رواية الرقص الوثني واكتمال الشروط الفنية
- قراءة في كتاب: -شهرزاد ما زالت تروي-
- كتاب -ثقافة الهبل بين الدراسة العلمية والأدب
- سردية اللفتاوية والأسلوب التقريري
- طير بأربعة أجنحة والنّواحي النفسية
- هواجس نسب أديب حسين والجمال
- قراءة في رواية: -قلبي هناك-
- قراءة في كتاب: يوميَّات الحزن الدامي
- السيرة الذَاتيَّة في حضرة القدس


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رفيقة عثمان - قراءة في كتاب قضيّة في المدينة المقدسة