أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حنان محمد السعيد - أعداء الثورة














المزيد.....

أعداء الثورة


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 6011 - 2018 / 10 / 2 - 11:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لم يتوقف رموز النظام واعلام النظام وأهل الفن من المدعومين من النظام عن تحذير الشعب من الثورة وتحميلها كل وجوه الخراب والظلم والانفلات الأمني والانهيار الاقتصادي والأخلاقي وفوق ذلك انشغال الجيش ببيع السلع الاستهلاكية والتوجه للنشاطات الاستثمارية، فكل كارثة حدثت وتحدث في هذا البلد بل وفي المنطقة بأسرها كانت نتيجة الثورة!
وعلى الرغم من أن من يقولون ذلك هم من المستفيدين بشكل مباشر من بقاء الوضع على ما هو عليه، وعلى الرغم من أن هؤلاء تتحول مواقفهم بشكل كامل وينقلبون على اقوالهم وارائهم 180 درجة في اللحظة التي يمس النظام مكتسابتهم أو يأتي على مناصبهم، إلا أن الكثير من أبناء الشعب أصبحوا مقتنعين بهذه الأكذوبة السمجة التي لا يجب أن تمر على عقل طفل صغير بسبب التكرار، وبسبب وقوعهم ضحية للغلاء الفاحش ونقص الخدمات وانهيار الأوضاع الحقوقية التي تؤثر كلها على الغالبية العظمى من الشعب.
ولكن يا أهل العقول كيف يمكن لثمانية عشرة يوما من الاحتجاجات السلمية التي لم يرفع خلالها متظاهر حجرا والتي تحدث العالم كله عن تحضرها وعدم ركونها الى التخريب أن تفعل بالبلد كل هذا؟ ولماذا لا يحدث ذلك في بلد مثل فرنسا التي لا تنتهي منها الاحتجاجات أبدا أو امريكا التي يحتج فيها الناس صباح مساء لأسباب قد لا يراها غيرهم وجيهة ليتم الاحتجاج من أجلها!
ليس المحتجون على الفساد هم السبب في تفشي الفساد ولم نكن نحن الذين سوينا أوضاع الفسدة ومنحناهم حرياتهم ليخرجوا الى الحياة العامة ويكملوا مسيرة الفساد والاحتكار وشراء الذمم.
لسنا نحن الذين اعترضنا على بيع اراضي مصر ومصانع مصر وشركات مصر الذين تسببنا في خراب الاقتصاد ولم نكن نحن من ندير هذه الشركات والمصانع وفشلنا في ادراتها ولم نكن نحن من اغرقنا الاقتصاد في الديون وطبعنا العملة على المكشوف لنسقط قيمتها في الوحل من أجل مشاريع فاشلة بكل ما تحمله كلمة الفشل من معنى، ولم نتسبب بالتأكيد في التضخم الذي تسبب لكم في غلاء السلع.
الحقيقة أننا كنا ضد كل هذه السياسات الفاشلة منذ اللحظة الأولى وما كان احتجاجنا واعتراضنا عليها منذ البداية الا لأنها سياسات لا تؤدي الا الى نتيجة واحدة هي ما نعيشه الان وما سيحدث لاحقا من خراب أكبر وأوسع.
لسنا نحن المسؤولين عن بناء سد النهضة وحرمان مصر من حقها في مياه النيل وخراب الزراعة المصرية، ولو كانت اثيوبيا كما تقول وجوه النظام انتهزت فرصة الاحتجاجات القصيرة الأمد لتبني السد، فلماذا يتخلى الرئيس الحالي بملئ ارادته عن حق الشعب في المياه بتوقيعه اتفاقيات تهدر هذه الحقوق ولماذا لم يستغل الاحتجاجات التي حدثت لديهم في هدم السد كما فعلوا هم باستغلال الاحتجاجات لدينا في بناءه بحسب زعم النظام؟
بل على العكس اكتفى النظام بتجريم زراعة كل المحاصيل التي لها قيمة حقيقية، والحقيقة أن تخريب الزراعة يجري على قدم وساق ومنذ عهد وزير التطبيع يوسف والي والتبجح بأن الثورة وراء ذلك درجة من التدليس الفاجر لا يقبلها عاقل.
ليست الثورة هي المسؤول عن الانفلات الأمني بل أنها نظمت نفسها لمنع وقوع اي جريمة خلال وقت اندلاعها وهروب الشرطة والنظام على الرغم من كل ما ينفقه على الأمن وعلى الرغم من مرور سبعة سنوات على الثورة لا يمنع الكثير من الجرائم التي تقع تحت عينيه وأنفه دون أن يحرك ساكنا كما هو الحال في سرقة وتهريب الآثار وخطف الأطفال وسرقة الأعضاء وغيرها من الجرائم التي تتم على نطاق واسع دون أن يحرك أحد ساكنا.
وايضا فإن تهريب الاثار وتجارة الأعضاء كانت جرائم تحدث قبل الثورة واستمرت بعد الثورة ولم تحرك الأنظمة المتوالية ساكنا بشأنها!
ليست الثورة أيها السادة هي المسؤولة عما أنتم فيه من بلاء ولكن خضوعكم للظالم ومشاركته في أفعاله الفاجرة.
ليس هؤلاء الثوار القابعين في السجون أو الهاربين من جحيم النظام أو الواقعين تحت ضغوط شنيعة يمارسها عليهم هذا النظام والذين يطارهم في عيشهم وينغص عليهم حياتهم هم السبب وراء ما أنتم فيه من بلاء ولكن لأنكم بعتم عقولكم وسلمتم قيادكم لمن أوردكم ويوردكم المهالك، ولو كان لهؤلاء ان يتولوا أمور هذا البلد لعرفوا كيف يقيلوا عثرته ويرفعوا شأنه فهذه هي غايتهم الوحيدة التي يتم التنكيل بهم من أجلها.



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكفيل
- طريقة اللواءات في حل المشكلات
- التطور الطبيعي للفساد
- مصر دولة مش معسكر
- انفراط العقد
- الخوف
- معركة النفس الطويل
- ثمن القهر
- نقاب حلا
- المسرحية
- الحمار مسعود يواجه حرب الشائعات
- معجم السيساوي
- مصر والعراق الى أين ؟
- الوطن للأغنياء والوطنية للفقراء
- بين نارين
- القفز في الفراغ
- الشيطان في جسد الأبله
- مكافحة الفساد في دولة الفساد
- صمت القبور
- تأثير الفرد


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حنان محمد السعيد - أعداء الثورة